Menu

إلى الصديق والرفيق الراحل عامر محمود في ذكرى رحيله الثالثة

عامر محمود

خالد فهد (عن فيسبوك)

مثل أيقونة من ندى
في هزيع الحداء الأخير
تلملم للتوِّ ألوان أوجاعنا
وترحل قبل ضجيج الرحيل المباغت
ذكرى أو موجة من عبير
هو ذا الحزن يمضي بنا
في دروب الزمان
ويصعقنا الفقد قبل الأوان
صباحاً تطير العصافير في ربيع البلاد
وتؤوب مساءً خلف نعش يطير
كأنك شهقة الحب
وأول العشب وآخر الدرب
كأنك فجرٌ يحط على أول أيامنا
وينزف ورداً على آخر أحلامنا
غيابٌ يسافر في القلب
مواسم دفلى فوق كف القدر
بمحض النوارس والبحر
تمضي المراكب ثكلى في مهب العمر
ذهبت الى آخر العمر مستعجلاً
بدون وداع ولا منشدين
تركتَ الرفاق على شرفة الحزن
يستنفرون حواس الكمنجات والعازفين
سؤالٌ ثقيل يقرع الباب
على هدأة البال فينا
لماذا الذهاب الذي يصفع الروح
أما كان للراحلين التمهل في حضرة الماء ?!!
أما كان للعمر أن يستطيل قليلاً في اكتمال الغناء ?!!
كم افتقدناك على مفرق الليل
بيرقاً أو زورقاً او ضياء
بلادٌ تسافر في اللج
تحمل جرح الزمان وملح التشرد
وتسبح في الغيم اشتهاء الخلاص بنار التمرد
وتزرع وردتها في عرين الأبد
يداك تمشط بالحزن ليل المنافي
وتشعل بالورد بحر القوافي
وتنثر ليلكها في سماء البلد
تواصل حيفا الذهاب الى البر سيلاً
وترفع يافا الشموس الى البحر ليلاْ
ليغفو الجليل على صدر عكا
وتصحو صفد ...

* نُشرت بعيد رحيله خالد ..