Menu

ما هي قصة الخان الأحمر؟

خـالد جمعـة

الخان الأحمر.jpg

خالد جُمعة - "فيسبوك"

الآن، تقوم الجرافات الإسرائيلية بفتح طريق للآليات العسكرية والجرافات الأخرى للدخول إلى منطقة الخان الأحمر لهدمها...
حين تقرر إسرائيل أن تنفذ مشروعاً سياسياً أو أمنياً، فإنها لا تأخذ أية معارضة بعين الاعتبار، مثلما فعلت في بداية السبعينات في قطاع غزة مثلاً حيث شقت طرقاً في وسط مخيمات جباليا والشاطئ والنصيرات والبريج وخانيونس ورفح، وهدمت آلاف البيوت في ليلة واحدة، كان هذا في عهد أرئيل شارون، وهذا ليس إلا نموذجاً لما فعلته إسرائيل، والحكاية تتكرر دائماً.

لماذا تصر إسرائيل على هدم الخان الأحمر رغم أن هناك مناشدات دولية من دول تعتبر صديقة لإسرائيل مثل فرنسا؟ ورغم وجود قرارات لمحكمة العدل العليا الإسرائيلية بعدم الهدم "بالمناسبة ما زلت أضحك كلما سمعت اسم محكمة العدل العليا"، فماذا وراء الخان الأحمر؟
الخان الأحمر منطقة تقع قرب مستوطنتي معاليه أدوميم وكفار أدوميم،[بالقرب من مدينة القدس ]، يعيش فيها بدو من قبيلة الجهالين، في خيام وأكواخ، أما الخان نفسه فهو عبارة عن بناء يرجع تاريخه إلى القرن السادس عشر، في العهد العثماني، كان التجار يستريحون فيه كونه يربط ضفتي نهر الأردن.
يسكن الخان أكثر من 40 عائلة، وفيه مدرسة عرفت باسم "مدرسة الإطارات"، بناها الإيطاليون، وتوسعت بدعم من الاتحاد الأوروبي، ويدرس فيها ما يقارب 180 طالباً، حيث تخدم المدرسة خمسة تجمعات قريبة من الخان.

مدرسة الخان الأحمر.jpg

واجه سكان الخان الأحمر مخططاً لترحيلهم إلى منطقة النويعمة قرب أريحا، كي يتم تنفيذ مخطط استيطاني يربط معاليه أدوميم بمنطقة القدس، والخان الأحمر يقف في طريق هذا المخطط.
الهدم سيطال عشرات المنشآت الزراعية المملوكة للعائلات الأربعين، وقد صدر من المحكمة الإسرائيلية أربعين أمر وقف هدم، لكن الإدارة المدنية سلمت السكان أوامر هدم يمكن تنفيذها في أي وقت، وهذا يعيد للذاكرة القرار الصادر بعودة أهالي قريتي إقرث وبرعم المهجرتين، والتي رفض الجيش تنفيذ قرارات المحكمة بخصوصهما بحجج أمنية.
قام ممثلو الاتحاد الأوروبي في فلسطين وعدد كبير من القناصل والسفراء بزيارات لمنطقة الخان الأحمر وأصدروا بيانات تضامنية، ووجهوا رسائل إلى إسرائيل بأن ما تفعله يناقض بنود القانون الدولي، وقام الفلسطينيون بحملات تضامن واسعة مع الخان الأحمر، لكن كل ذلك لم يمنع إسرائيل من المضي في قرارها.