Menu

غسان في مواجهة صفقة القرن

بوابة الهدف الإخبارية

بوابة الهدف - غزة

الثوار لا يموتون بل يخلدهم التاريخ، تصبح هذه العبارة مجرد كلام آخر اذا لم نستحضر الشهداء والثوار ممن شاركوا في صناعة التاريخ النضالي المجيد لهذا الشعب، نستحضرهم كقيم وكمفاهيم وكنهج لأفراد أثروا في المجال العام، واختاروا أن ينحازوا لشعبهم ويناضلوا في سبيل حريته وكرامته.

في ذكرى الشهيد الأديب والسياسي غسان كنفاني ، هذا العام وفي ظل الهجمة الرامية لتصفية قضيتنا وطمس وجودنا في هذه البلاد، نستحضر الثائر على النكبة التي كانت أكبر مشروع لتصفية الوجود والحق الفلسطيني، أمام مشروع نكبة جديدة يجري العمل على الحاقها بشعبنا.

نستحضر "العائد إلى حيفا" في مواجهة مؤامرات اسقاط حق العودة، وكمناضل يلهم الجماهير في مسيرات العودة، نستحضر الثائر المقاتل الخارج من خيمة اللجوء معلنا ثورته معطيا لوجودنا الانساني معناه السياسي الأسمى بالقتال والثورة وبمشروع التحرر الوطني.

غسان اليوم كان سيكتب بالدم ل فلسطين عن اسقاط مشروع التصفية، موجها أصابع الاتهام الحقيقية لمن يعمل على تقويض الصمود الفلسطيني، كما فعل في دراسته النقدية عن ثورة العام 1936، وكما كان دائمًا سيعمل سياسيا وكفاحيا على ايجاد الرد السياسي والنضالي الملائم، من خلال جبهته وكل القوى الوطنية وكل الحلفاء والاصدقاء للشعب الفلسطيني على اسقاط هذه المؤامرة.

اقرأ ايضا: ذكرى اغتيال غسان كنفاني.. صاحب الفكرة النبيلة!

كانت كلمات غسان رصاصات وحجارة وقذائف ودماء زكية تطلق في وجه العدو، وكانت بحثًا عن العدالة وعن برنامج للصمود الوطني الذي يمكن جماهير شعبنا من الحياة الكريمة في وجه كل هذا البؤس الذي يراد الحاقه بها، لنا أن نستذكر غسان كموقف ضد العقوبات على غزة، وضد صفقة القرن، وضد التنسيق الأمني، وضد الانقسام، لنا ان نستذكر غسان ثورة في وجه كل ظلم يلحق بشعبنا، وكل محاولة لتركيعه.

ما لا يليق بنا أو بالشهيد غسان اليوم هو فصله عن شهيد اليوم وشهيد الأمس، ووضعه في سياق الاحتفاء بالتاريخ في ظل الانسلاخ عن معاني وقيم هذا التاريخ، غسان لم يكن سيترك أهلنا في الخان الأحمر يعانون زحف الاستيطان والمصادرة والتنكيل، ولم يكن سيصمت عن محاولة انتزاع غزة من وطنيتها وهويتها الفلسطينية، كلامته وموقفه سلاح في وجه كل ما يجري لحصر القضية الفلسطينية في مطالب او معالجات اقتصادية او معيشية

تضع بوابة الهدف بين أيديكُم الإرث المكتوب للشهيد غسان كنفاني من خلال موقع خاص أطلقته في ذكرى استشهاده، في إطارٍ لا يستحضر النص المكتوب فحسب، ولكن يستحضر الموقف والفكرة، ايمانا منا بالحاجة لكل هذا كسلاح وخندق في مواجهة زحف العدوان.

سنبقى مع ذلك الإنسان، الشهيد المثقف المعبر عن حقيقة هذا الشعب وحقيقة هذه القضية، مع ذلك الإنسان المبصر لعروبته وأمميته، ولمكانة البندقية في كفاحه، ولدور الجماهير الثائرة في نهوض المشروع الوطني التحرري الذي يحرر الأرض والانسان، نضع غسان اليوم ونتمترس خلفه لنواجه صفقة القرن وكل محاولات تصفية القضية الفلسطينية أو اجتزاء واختزال الحقوق، ومعه حشود كبيرة من الشهداء والمناضلين والمضحين من ابناء شعبنا الفلسطيني ووطنا العربي واحرار العالم ممن اختاروا أن ينحازوا للانسانية، لأهل الخيام، للصمود في وجه الامبريالية وآلة القتل والتركيع، لمن قالوا لا في وجه العدم.