Menu

تقريرهل الكونفيدرالية فكرة "إسرائيلية" بالأساس ؟

بوابة الهدف - إعلام العدو/ترجمة خاصة

كشفت صحيفة هآرتس الصهيونية صباح اليوم أن المقترح الأمريكي الذي تحدث عنه الرئيس محمود عباس بخصوص الكونفيدرالية الفلسطينية-الأردنية، كان مقترحا "إسرائيليا" في الأصل، وينص المقترح الذي عرض على الرئيس الفلسطيني، وفقا لتصريحه، على أن تكون الضفة الغربية (بدون القدس ) تحت الرعاية الأمنية الأردنية، التي ستحمي حدود الكونفيدرالية الأردنية-الفلسطينية مع إسرائيل، على أن تعلن "إسرائيل" ضم القدس الشرقية والمستوطنات إليها، ودون معرفة مصير غور الأردن، إن كان سيبقى تحت السيطرة الإسرائيلية أم سيكون خاضعًا للكونفيدرالية المقترحة.

أما قطاع غزة، فلن يكون جزءًا من هذا الإطار، إنما سيتم إخضاعه لرعاية أمنية مصرية، رغم أن كافة الاتفاقيات الموقعة بين السلطة الفلسطينية و"إسرائيل"، تعتبر غزة والضفة "وحدة جغرافية واحدة"، ويبدو هذا استعادة لوضع ما قبل حرب 1967.

وأضافت هآرتس أنه من غير الواضح ما إذا كان هناك اعتراف "إسرائيلي" بالضفة الغربية سيسبق إعلان الكونفيدرالية، التي تأتي شأنا فلسطينيا- أردنيا، أم أنه سيتم التوقيع على الاتفاق بين القيادة في الضفة الغربية وبين الحكومة الأردنية، دون الاعتراف بدولة فلسطين.

وقالت هآرتس أن الأردن رفض الاقتراح، ولم يقبل بوضعه للنقاش، بسبب خشيته من أن يكون هذا تطبيقا غير مباشر لفكرة "الوطن البديل" والخشية من الأغلبية الديمغرافية الفلسطينية، بين حدود الرابع من حزيران/يونيو1967وبين الحدود الأردنية-العراقية، إضافةً إلى اعتبار أن الأردن يتحول، بهذا الاتفاق، إلى "حارس حدود إسرائيل" وظيفته منع "العمليات الإرهابية"، بتعبير الصحيفة، انطلاقًا من الضفة الغربية ضد "إسرائيل".

وأضافت هآرتس أن محمود عباس يرى في الكونفيدرالية ممرا محتملا، للاعتراف بالدولة الفلسطينية، إذ إنه يعتقد أنه لا يمكن أن تقوم كونفدرالية بين كيانين ليس أحدهما دولة، لذلك، وضع شرطه الذي ينص على أن تكون "إسرائيل" شريكة ليس للإقرار ب فلسطين كدولة من ناحية الفكرة، إنما بحدودها ومكانتها، أيضًا.

وأضافت الصحيفة أن الكونفيدرالية، التي يتصورها الرئيس الفلسطيني تعني أن تبرم "إسرائيل" اتفاقيات اقتصادية جديدة، وتكون مضطرة لتنسيق سياساتها الخارجية مع الدولتين الشريكتين كأطراف متساوين.

بينما يختلف التصور "الإسرائيلي" جذريا إذ يرى أن هذه الكونفيدرالية هي اتفاق بين الضفة الغربية ككانتون (منطقة حكم ذاتي) معظم علاقاته مع الأردن اقتصادية، في حين يحدد الملك الأردني السياسات الخارجية والأمنية للكونفدرالية.

وقالت الصحيفة ان المقترح “الإسرائيلي" يستلهم فكرتين من الماضي، هما فكرة الحكم الذاتي الفلسطيني، والكونفدرالية الأردنية – الفلسطينية (التي أعلن الملك الأردني الراحل، الحسين بن طلال، عن إلغائها عام 1988، بقرار فك الارتباط).

وبينما كانت فكرة الحكم الذاتي في الضفة الغربية، فكرة "إسرائيلية" أصلا طرحت أكثر من مرة. فإن الوحدة الكونفيدرالية تعود إلى العام 1949 حين تم عقد مؤتمر أريحا بين شخصيات فلسطينية طالبت بوحدة الضفة الغربية مع المملكة الأردنية الهاشمية، وتمت الوحدة فعلا عام 1950 وأجريت انتخابات مناصفة بين ضفتي نهر الأردن، الغربية والشرقية.

وأصبح، بموجب الاتفاق، مواطنو الضفة الغربية مواطنين أردنيين واندمجوا في مؤسسات الدولة، دون أي اعتراف عربي ودولي، إلى أن احتلت إسرائيل الضفة الغربية عام 1967، قبل أن يعلن الأردن فك الارتباط، في أعقاب إعلان رئيس منظمة التحرير، حينها، ياسر عرفات من الجزائر قيام دولة فلسطين.