قال جوليان بيكت في مقال له في المونيتور إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان وحيدا ومعزولا في جلسة مجلس الأمن الدولي المخصصة للبرنامج النووي الإيراني على هامش اجتماعات الدورة 73 للأمم المتحدة.ورغم ذلك واصل ترامب تبجحه وتهديداته حتى لأولئك الذين سيرفضون العقوبات على إيران متوعدا بأنهم سيواجهون " "عواقب وخيمة" .
يضيف بيكت أن ترامب تحول إلى أضحوكة في مجلس الأمن والأمم المتحدة وعزلته كانت واضحة، ولم يشعر بأي تناقض من سياساته بينما يهرع زعماء العالم لتفكيك قرار إدارته بالخروج من الاتفاق النووي ودحض هذا القرار، في وقت يهدد فيه ترامب بإصدار تقرير عن الانتشار النووي سيتجاهل فيه طبعا أمرين اثنين مهمين، الأول هو تقرير وكالة الطاقة الذرية بالتزام إيران بالاتفاق وشروطه، والثاني هو سلاح حليفته "إسرائيل" النووي.
وقال ترامب "كل العقوبات النووية المتعلقة بالولايات المتحدة ستكون بكامل قوتها بحلول أوائل نوفمبر. " وأضاف "بعد ذلك ، ستسعى الولايات المتحدة إلى فرض عقوبات إضافية - أكثر صرامة من أي وقت مضى - لمواجهة كامل السلوك الإيراني الخبيث". حاثا الدول الأخرى على التخلي عن جهودها لإنقاذ الصفقة من خلال الاستمرار في التعامل التجاري مع إيران. وحذر ترامب من أن "أي فرد أو كيان لا يمتثل لهذه العقوبات سيواجه عواقب وخيمة" وقال "أطلب من جميع أعضاء مجلس الأمن العمل مع الولايات المتحدة لضمان تغيير النظام الإيراني لسلوكه وعدم امتلاك قنبلة نووية."
وفي تعليقه قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن انسحاب ترامب من الاتفاق النووي مع إيران خلق "تهديدا خطيرا" للنظام العالمي لمنع الانتشار النووي. وأضاف أن موسكو "تعمل بنشاط" مع إيران والصين والاتحاد الأوروبي لإنقاذ الصفقة. من جهته وصف وانغ يي وزير الخارجية الصيني الاتفاق النووي الإيراني بأنه "إنجاز منبثق بالتعددية" والذي عزز السلام في الشرق الأوسط. كما قدم الرئيس البوليفي إيفو موراليس سلسلة من الانتقادات للتدخلات الأمريكية في الخارج في سياق دفاعه عن الاتفاق. وقال موراليس وقال موراليس: "الآن وقد سيطرت إيران على مواردها الخاصة ، أصبحت مرة أخرى ضحية حصار أمريكي".
من جهته قال الرئيس الفرنسي إيمانويل إن فرنسا لا تتفق مع ترامب بخصوص إيران في حين اتفق مع ترامب حول الحد من النشاط النووي على المدى البعيد ومقاومة الدور الإيراني المزعوم في زعزعة استقرار المنطقة.
ووصفت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الاتفاقية بأنها "خطوة مهمة إلى الأمام" و "تظل أفضل وسيلة لمنع إيران من تطوير سلاح نووي".
أما الرئيس الأوكراني أندريه دودا ، وهو حليف وثيق للولايات المتحدة وليس طرفاً في هذه الصفقة ، فشكر الوكالة الدولية للطاقة الذرية على عملها الذي أبلغ عن امتثال إيران للاتفاقية. حيث خلصت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الشهر الماضي إلى أن إيران لا تزال تفي بالتزاماتها ، وهي المرة الثانية عشرة التي تقوم بذلك.
حتى نائب رئيس الوزراء الكويت ي صباح الخالد الصباح أعلن أنه أحيط علما باستنتاج الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن إيران تحترم الصفقة ، حتى عندما حث على العمل المتعدد الأطراف ضد طهران لدعمها الحوثيين في اليمن، كما دعا صباح "إسرائيل" إلى الانضمام إلى معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية ، مع خضوع منشآتها النووية للتدقيق.
ويأتي اجتماع مجلس الأمن اليوم بعد يومين من كشف مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني جديدة "عن خطة لأغراض خاصة" للسماح للشركات الأوروبية مواصلة التعامل مع إيران دون المخاطرة بتعرضها لعقوبات أمريكية" بينما سخر مستشار الأمن القومي جون بولتون من محاولات أوربا إنقاذ الصفقة زاعما "الاتحاد الأوروبي هو قوي بالكلام ضعيف بالعمل".