كشف تقرير في صحيفة النيويورك تايمز هذا الأسبوع عن تفاصيل مخطط بملايين الدولارات أنفقت على شركة تجسس صهيونية تدعى Psy-Group لكي تتلاعب بوسائل الإعلام الاجتماعية والهويات الوهمية عبر الإنترنت في محاولة متطورة للتأثير على الانتخابات 2016 لصالح دونالد ترامب. وقال التقرير أن هذه الشركة يعمل بها عميل سابق للمخابرات الصهيونية هو روي بورستين الذي قاد في السابق وحدة مخابراتية صهيونية في مجال الحرب النفسية وفقا لتقرير نشرته "الانتفاضة الإلكترونية" كتبه الزميل علي أبو نعمة.
ووفقا لحسابه في في "لينكدين" يعيش بورستين في مستوطنة في الضفة الغربية المحتلة، وشغل مناصب رفيعة في المخابرات بين 2003 و 2013. ويسوق نفسه الآن بأنه "خبير النفوذ القائم على الذكاء."
وقال التقرير أن جماعةPsy-Group تشارك في الحملة السرية للحكومة الصهيونية ضد حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) من أجل الحقوق الفلسطينية.
كانت النيويرك تايمز نشرت في شهر أيار/مايو الماضي تقريرا أفاد أنه قبل ثلاثة أشهر من الانتخابات عام 2016، قام مالك الشركة جويل زامل الذي يتمتع بعلاقات قوية مع أمراء خليجيين بتنظيم اجتماع لهم مع ابن ترامب لمساعدته على الفوز.
وكان أحد المبعوثين للخليج لهذا الغرض جورج نادر، وقالت الصحيفة أن أمراء قياديين لم تسمهم في السعودية والإمارات حرصوا على إبلاغ ابن ترامب أنهم حريصين على فوز والده. وأن نادر هو الذي كان وسيطا لحمل المال إلى الشركة،
ورغم أن التقارير تشير إلى الخطة المذكورة أعلاه قالت النيويورك تايمز أنه لايوجد دليل على أنه قد تم تنفيذها لكن الورقة تشير إلى أن نادر وزامل "أعطوا شهادات متفاوتة حول ما إذا كان زامل قد سخر جهد وسائل الإعلام الاجتماعية لمساعدة حملة ترامب ولماذا دفع نادر مبلغ مليوني دولار للشركة بعد الانتخابات ، وفقا للأشخاص الذين ناقشوا الأمر مع الرجلين ".
وقد أظهر التحقيق الخاص الذي أجراه روبرت مولر في التدخلات الأجنبية المزعومة في الانتخابات الأمريكية لعام 2016 "اهتماماً شديداً" بالدفوعات المالية ، وفقاً للصحيفة.
وتقول الصحيفة: "من غير الواضح كيف ومتى بدأ مكتب المحامي الخاص تحقيقاته في عمل مجموعة Psy-Group ، لكن عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي أمضوا ساعات في إجراء مقابلات مع موظفي الشركة".
وقال الصحيفة "هذا العام، حصل المحققون الفيدراليون على أمر من المحكمة لشرطة إسرائيل ووزارة العدل الإسرائيلية لمصادرة أجهزة الكمبيوتر في المكاتب الخاصة بالشركة في بتاح تكفا شرق تل أبيب."
زامل ، هو أسترالي استوطن في الكيان الصهيوني وقام أيضا بتأسيس شركة تدعى "ويكسترات" التي تم استخدامها من قبل حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة. كما تم فحص هذه الشركة من قبل المحقق مولر.
مخطط المجموعة التي كشفت عنها النيويورك تايمز يطلق عليه اسم -المجموعة مشروع روما و يقوم على جهد متقن "لخلق هويات وهمية على الانترنت، واستخدام التلاعب في وسائل الاعلام الاجتماعية ولجمع معلومات استخباراتية للمساعدة في هزيمة الجمهوريين المعارضين لترامب في السباق الحزبي وكذلك ضد هيلاري كلينتون.
ووفقا للصحيفة، طلب ترامب من مسؤول حملته ريك غيتس اقتراحا من المجموعة السيكلوجية بهدف التأثير على 5000 عضو في مؤتمر الحزب الجمهوري حتى يحولوا دعمهم إلى ترامب ضد منافسه الرئيسي السيناتور تيد كروز.
ووفقًا للصحيفة، فإن مجهودات مجموعة Psy جمعت أيضًا معلومات عن المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون وزملائها باستخدام المعلومات العامة و "الأنشطة الاستخبارية التكميلية".
وتضيف الصحيفة "من غير الواضح ما إذا كانت مقترحات مشروع روما تدرج كعمل ينتهك التي تنظم المشاركة الأجنبية في الانتخابات الأمريكية".
في سياق متصل كانت صحيفة The Times of Israel كشفت في حزيران/ يونيو الماضي أن Psy-Group شاركت في إنشاء موقع محذوف الآن يسمى outlawbds.com يحتوي على أسماء وعناوين بريد إلكتروني وصور لأشخاص يعتقد أنهم يدعمون BDS.
وقال المنشور في الصحيفة الصهيونية أن الشركة "هي واحدة من العديد من هذه الشركات، التي أنشأها عملاء الاستخبارات الإسرائيلية السابقين أو عمل فيها هؤلاء " وقد جرى إغلاقها في شباط/فبراير بعد أن أجرى عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي مقابلات مع بعض موظفيها الأمريكيين.
وتؤكد آخر التصريحات حول مجموعة Psy أنه على الرغم من التركيز الشديد على التدخل الروسي المفترض وتواطؤ حملة ترامب ، إلا أن هناك أدلة قليلة حتى الآن تدعم هذه الادعاءات.
وقال التقرير أنه من غير المرجح أن يشكو تيد كروز أو هيلاري كلينتون، بصوت عال ضد التدخل الصهيوني حيث النخب الأمريكية ما زالت ملتزمة بالكيان الصهيوني ومرتبطة به بغض النظر عما يفعله. وبانتظار اكتشاف إذا كان مولر المحقق الخاص سوف يتجرأ على التحقيق في التدخلات "الإسرائيلية" كما حقق في التدخلات الروسية.