Menu

وقفة احتجاجيّة ضدّ التطبيع أمام سفارة عُمان في بيروت

جانب من الوقفة الاحتجاجية

بيروت_ بوابة الهدف

احتج عشرات الشبان، مساء أمس الأربعاء، ضدّ التطبيع الرسمي العربي مع دولة العدو الصهيوني، بوقفة غضب نظّموها أمام سفارة سلطنة عُمان في العاصمة اللبنانية بيروت.

وجاءت الوقفة الاحتجاجية بدعوةٍ من حراك شباب ضدّ التطبيع، الذي قال في تعميمٍ كان نشره قبل الوقفة، أنّها تأتي "رفضاً للتطبيع الممنهج الذي تحاول تمريره بعض دويلات الخليج، ورفضًا للاستخفاف الرسمي بحجم هذه الأعمال التطبيعيّة السافرة، وتحت شعار "لأن فلسطين وسائر الأراضي المحتلّة لنا، وواجبٌ علينا تحريرها! ولأن حربنا مع العدو ليست موسميّة أو تفصيليّة! ولأن العمالة ليست وجهة نظر!"،

وللمناسبة ألقى محمد متيرك كلمة الاعتصام، وفيما يلي نصها الكامل:

"أكثر من سبعين سنة مضت على نكبة شعبنا الفلسطيني بقيام كيان الاحتلال على أرض فلسطين، ولا تزال المأساة مستمرة: آلاف الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى سقطوا دفاعًا عن فلسطين، فضلًا عن تهجير مئات الآلاف والاستيلاء على مزيد من أرضها. وفي هذه العقود السبعة لم ينل شعب فلسطين سوى الخيانة من ملوك ورؤساء عرب تربّعوا على عرش بلدان تملك من المقدرات العسكرية والمالية ما يمكّنها من محو الكيان الغاصب من الوجود وإزالة حدود مصطنعة رسمتها أيدي الانتداب البريطاني- الفرنسي على خارطة الوطن الواحد، وأكملت الولايات المتحدة الأميركية المهمة بدعم كيان العدوّ بالقوة والمال والسياسة..

قد لا يستغرب البعض -ونحن منهم- عمالة هؤلاء الحكام، ولا وقاحتهم لدرجة إعلان علاقاتهم مع العدوّ ومفاخرتهم بها، وبيع فلسطين بذريعة العمل من أجل السلام، فهم خانوا فلسطين منذ أن ارتضوا بكيان غاصب جثم على صدر المنطقة برمتها، وقبلوا، بذريعة العمل من أجل السلام، أن يبادلوا دم الشهداء بحفنة من المال لقاء "التطبيع" مع العدوّ.

نعم، لم نُفاجأ باستقبال سلطان عمان رئيسَ حكومة العدوّ الذي زاره برفقة رئيس الموساد؛ وهو من سبق أن استقبل سواهما من مجرمين ت قطر من أيديهم دماء الشعب الفلسطيني. وليس غريبًا أن تهب الممالك العربية مئات مليارات الدولارات للولايات المتحدة كانت كافية لتحرير فلسطين وكامل الأراضي المحتلّة، ولإعمار الدول العربيّة كلها، ولكن الغريب أن يظلّ الكثيرون على ولائهم لمن يتحالف مع عدوّهم ضدّ حقهم في الحياة والحرية.

إزاء هذا الواقع المرير، ها نحن هنا "شباب ضدّ التطبيع" نعلن، ومن أمام سفارة سلطنة عمان، أننا سنواجه بكلّ ما أوتينا من قوة، وبكل الوسائل المتاحة، جميع أشكال التطبيع مع العدوّ وفي كلّ مكان نتواجد فيه، وأننا لن نهادن ولن نساوم على فلسطين، وخطواتنا التصعيدية ستستمر وتتواصل، وأننا نرفض رفضًا قاطعًا المشروع المسمى بـ"صفقة القرن"، الذي يهدف بشكل رئيسي إلى توطين اللاجئين الفلسطينيين خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإنهاء قضيتهم بمنع عودتهم إلى أرضهم. كما نعلن أن مرور ما يزيد على مئة عام على اتفاقية سايكس - بيكو ووعد بلفور لا ينسينا حقنا في أن فلسطين جزء لا يتجزأ من أرض وطننا سنحرره بدمائنا، ولو بعد مرور مئات السنين، وأنّ "صفقة القرن" هذه ستكون صفعة على وجه العاملين لإبرامها.

في هذا السياق نطالب الدولة اللبنانية بتحمّل مسؤولياتها في المواجهة المفتوحة مع العدوّ الذي لا يزال يحتلّ أراضيَ لبنانيةً من مزارع شبعا إلى تلال كفرشوبا وسواها من الأراضي والقرى، ناهيك عن سيطرته على جزء من ثرواتنا النفطية البحرية؛ نطالب الدولة اللبنانية باتّخاذ خطوات فعلية تحفظ كرامة الشعب وسيادته، وتعبّر عن رفض أيّ عمل سياسيّ يهدد قضية فلسطين التي هي قضية مركزية تؤدي خسارتها إلى القضاء علينا جميعًا، وقد تكون هذه الخطوات من خلال استدعاء سفراء الدول التي باتت تجاهر بالتطبيع من سلطنة عمان إلى البحرين إلى قطر إلى الإمارات وغيرها من الدول العربية، وتبليغهم، خطيًّا، استنكار لبنان وشجبه التطبيعَ العلنيّ وغيرَ العلنيّ مع الاحتلال، وهو أقلّ ما يمكن للدولة اللبنانية أن تقوم به، لا سيما وأن العدو ما زال يعمل باتجاه الضغط على لبنان ومقاومته بواسطة حلفائه وأتباعه، ويحاولفرض عقوبات أميركية تطال الاقتصاد اللبناني برمته، ويدفع ثمنَها الشعبُ كلُّه.

أخيرًا وليس آخرًا، نحن "شباب ضد التطبيع" نعلن كذلك أنّ تحركنا أمام سفارة سلطنة عمان اليوم لن يكون الأخير، فكل سفارات الدول العربية التي تقيم علاقات كليّة أو جزئيّة مع العدو ستكون محط تحركاتنا المقبلة والتي سنعلنها تباعًا.

نحييكم جميعًا. تحيا فلسطين حرّة أبية. يحيا لبنان.