Menu

الفنادق.. هدف "الإرهابيين" المفضّـل

الفنادق أهداف سهلة لهجوم المتطرفين

بوابة الهدف_ وكالات:

التنظيمات الجهادية تغير تكتيكها الهجومي من استهداف السفارات الغربية إلى استهداف النزل نظرا لضعف الاجراءات الأمنية وسهولة اختراقها.

وكشفت السهولة التي هاجم بها الإرهابي التونسي سيف الدين الرزقي فندقا مليئا بالسياح وفي سوسة التي تعد مركزا سياحيا مهما وهدفا واضحا، أن الفنادق هي الهدف الرخو المفضل لدى الإرهابيين.

ويرى الإرهابيون في الفنادق هدفا يحقق الكثير من غاياتهم حيث تسهل مهاجمتها خصوصا وأنها عادة ما تكون مزدحمة بالسياح الغربيين وهم العينة المفضلة لدى الحركات الإرهابية.

ومنذ الهجوم على سفارتي الولايات المتحدة في نايروبي بكينيا ودار السلام بتانزانيا عام 1998، شددت السفارات الغربية من إجراءاتها الأمنية وتحولت معظم السفارات إلى قلاع حصينة يصعب النفاذ إليها.

وبنفس الطريقة، وبعد الهجوم على مجمع الخبر في السعودية عام 1996، تحولت القواعد العسكرية التي يسكنها الغربيون أو الخبراء إلى حصون من الصعب اختراقها.

وغير الإرهابيون من الحركات الإسلامية المتشددة من تكتيكاتهم وركزوا على استهداف الفنادق والمنتجعات بشكل أكبر كما بينت الهجمات على منتجعات شرم الشيخ في مصر وفنادق عمان في الأردن وبالي في إندونيسيا.

وركز الإرهابيون على استخدام السيارات المفخخة أو الأحزمة الناسفة لتحقيق أكبر أثر لدى مهاجمتهم الفنادق، لكن الهجوم على فندقي أوبروي – ترايدنت وتاج محل في مومباي بالهند عام 2008 كشف أيضا سهولة استخدام الأسلحة الرشاشة لإيقاع عدد كبير من الضحايا.

ولا تتطلب الهجمات بالأسلحة الرشاشة الكثير من الإعداد ويمكن أن تمرر الأسلحة داخل الفندق كأمتعة لنزيل أو أن يستخدمها المهاجم في عملية الاقتحام الأولية.

ولا تحتاج هجمات الأسلحة الرشاشة، كتلك التي حدثت في متحف باردو وفندق مرحبا إمبريال في تونس، إلى الكثير من الإعداد وتنسجم تماما مع قواعد اللامركزية التي تبنتها التنظيمات الإرهابية كالقاعدة والدولة الإسلامية.

ويدرك الإرهابيون أن الفنادق تستقطب أعدادا كبيرة من المقيمين أو الزوار ممن يستفيدون من الخدمات التي تقدمها مثل المؤتمرات والمطاعم والنوادي الصحية. ويراهنون على أن ضربات من هذا النوع تستقطب الاهتمام الإعلامي الكبير ولفترة طويلة (3 أيام في حالة الهجوم على فنادق مومباي) مما يحقق الغاية الدعائية لهم.

وتعاني الفنادق من خلل أمني بنيوي مما يساعد على استهدافها. فهي هدف ثابت بمواعيد عمل وبرامج معروفة وبأعداد كبيرة من المرتادين وبأبواب ومداخل كثيرة ومتفرقة وبحراسات أمنية ضعيفة عادة تكون غير مسلحة أو غير مستعدة لمواجهة مهاجم يستخدم سلاحا رشاشا.

ويستطيع المهاجمون أن يتسللوا بشكل غير مباشر كما فعل المهاجم التونسي عبر ساحل البحر، أو من البوابات الرئيسية مع أمتعة النزلاء، أو من خلال استمالة واحد أو أكثر من بين المئات من العاملين في أقسام الفندق المختلفة. ويتمكن الإرهابيون من استطلاع الهدف بسهولة مطلقة لا تكلف أكثر من شرب فنجان قهوة في كافيتيريا الفندق.

وتعمل الفنادق على مدار الساعة ولا يتوقف دخول وخروج السيارات والحافلات والتاكسيات منها وإليها، في حين تقوم الشاحنات بتوصيل الخدمات والأطعمة داخل مواقف السيارات الخاصة بها أو في المرآب الأرضي مما يسهل استهدافها بالسيارات المفخخة أو تمرير المتفجرات إليها.

وفي تفجير جاكارتا في إندونيسيا عام 2009، اكتشف المحققون أن معدات التفجير مررت من خلال مجهز الزهور للفندق.

وضرب الفنادق والمنتجعات يؤدي إلى نكسة اقتصادية فورية للبلدان التي تعتمد على السياحة كما هو حال إندونيسيا أو تونس. فجزء من الأثر النفسي هو مجاميع السياح التي تغادر فورا ما إن تنتشر أخبار الهجوم.

ويقف مدراء الفنادق عاجزين عن فرض إجراءات أمنية مشددة لأنها تنفر الزبائن سواء من خلال تفتيشهم عند الدخول أو عبر نشر حراس مسلحين في أركان الفندق. لكن الوعي الأمني تغير لدى الزبائن بقبولهم لتفحص أمتعتهم وأجهزة يمرون من خلالها لكشف المتفجرات والأسلحة النارية.

ويقول خبراء أمنيون إن الفنادق في الأماكن الساخنة في العالم يجب أن تخضع للاختبارات الأمنية بشكل دوري لكشف الثغرات ومعالجتها.

 

نقلاً عن: العرب