Menu

الانسحاب الأمريكي من سورية وخيبة الأمل الصهيونية

بوابة الهدف - إعلام العدو/ متابعة خاصة

من الواضح أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من سوريا قد شكل صدمة متعددة الأبعاد، ولكنها كانت صدمة قوية بالتأكيد للكيان الصهيوني، وبعض أطراف المعارضة المسلحة في سوريا التي راهنت لوقت طويل على دور أمريكي في تغيير المعادلات على الأرض السورية، وباء هذا الرهان بالفشل باعتراف الأمريكيين أنفسهم الذين يرحلون خاليي الوفاض بعد أن قاموا بتغيي أهداف وجودهم في سوريا عدة مرات.

وقد أجمع المحللون الصهاينة على هذه الخيبة، التي توجت أيضا بإعلان مسؤول عسكري أمريكي رفيع أن زمن الغارات على سرية قد انتهى، دون أن تحقق أي شيء.

كان الكيان الصهيوني يتمنى أن يؤدي الوجود الأمريكي إلى مزيد من الضغط لإخراج إيران من سورية، هذا أيضا لن يتحقق، ولعل هذه هي المرة الأولى التي تأتي فيها قرارات ترامب مخالفة لرأي نتنياهو.

في هذا السياق كتب عاموس هرئيل، المحلل البارز في صحيفة هآرتس، "إسرائيل بقيت وحيدة في المعركة ضد إيران في سورية " مشيرا إلى شرخ في علاقة نتنياهو وترامب في الوقت الذي زعم فيه رئيس حكومة الاحتلال أنه على علم مسبق بالقرار الأمريكي، “فيما أعرب أعرب مسؤولون صهاينة كبار عن قلقهم من أن الانسحاب الأمريكي يقوي التأثير الروسي في المنطقة وبذلك يحد من "تحركات إسرائيل ضد أعدائها".

وقال مسؤول صهيوني كبير "روسيا أصبحت اللاعب الأقوى في الشرق الأوسط. لقد دخلت المنطقة من أجل سوريا، وبقيت من أجل سوريا، وحضورها البارز بلغ حد نصب رجال شرطة روس في جنوب سوريا يديرون حياة المواطنين".

نتنياهو صرح الخميس ان "إسرائيل ستصعد من معركتها ضد القوات التي تتزعمها ايران في سوريا بعد انسحاب القوات الاميركية من البلاد".

وقال في بيان "سنواصل العمل بقوة شديدة ضد جهود ايران للسيطرة في سوريا." و "نحن لا ننوي تقليص جهودنا. سنكثفها ، وأنا أعلم أننا نفعل ذلك بدعم كامل من الولايات المتحدة."

من جانبه حاول وزير الاستخبارات الصهيوني، يسرائيل كاتس، التقليل من تداعيات الخطوة الأمريكية، قائلا إنها "تلحق ضررا كبيرا بالأكراد ولحسن الحظ وضعنا يختلف جدا عن الأكراد" كما علق وزير الحرب المستقيل أفيغدور ليبرمان على الانسحاب الأمريكي المزمع بأنه " يزيد من احتمالات نشوب معركة شاملة على الجبهة الشمالية".

هذه الخيبة وصلت بوسائل الإعلام الصهيونية لوصف الانسحاب الأمريكي بأنه "الهروب من سورية" وكتب محللون أن الهروب من سوريا ينقل رسالة إلى حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط مفادها أنهم لا يقدرون على الاعتماد على أمريكا في الشرق الأوسط.

وكتب تسفي برئيل، محلل الشؤون العربية في صحيفة هآرتس، أن القوات الأمريكية في سوريا، والتي تضم نحو 2000 مقاتل ومدرب، لم تشارك بصورة فعلية في المعركة ضد إيران، لكنها لعبت دورا في رسم قواعد اللعبة التي ساهمت في إبعاد الإيرانيين من سوريا، خاصة من الحدود مع "إسرائيل" في جنوب سوري على حد زعمه.

وإلى جانب التحليل الجاد، اختارت صحيفة "إسرائيل اليوم" أن لا تنتقد الرئيس الأمريكي الداعم "لإسرائيل"، فكتب أحدهم أن عناوين الصحيفة كانت ستكون مختلفة تماما اليوم لو أن الرئيس الذي قرر الانسحاب من سوريا هو باراك أوباما.

زلزال الانسحاب الأمريكي من سوريا ما زالت آثاره تتراكم لتتوج اليوم باستقالة وزير الدفاع الأمريكي، وقد وصف محللون أن هذه الخطوة مثلت القشة التي قصمت ظهر الابعير في علاقات جيم ماتيس بالرئيس ترامب.

يجب أن لايفهم طبعا أن هناك خلاف أيدلوجي عميق في الإدارة الأمريكية، وإنما من الواضح أن قرارات ترامب تنحو منحى تكريس السلطة داخليا في يده، ونظرته المختلفة لمفهوم القوة الأمريكية، ويأتي في هذا السياق أ]ضا قرار التخفيض الكبير للقوات في أفغانستان بعد عشرين عاما من حرب خاسرة خاضتها الولايات المتحدة هناك، باتحاه الانسحاب الكامل.