Menu

انحدار الأنظمة العربية للاتصال مع "إسرائيل"!

شبتاي شافيت في مقابلة خطيرة: حول السلام مع الفلسطينين والعرب

بوابة الهدف - ترجمة وتحريرأحمد.م.جابر

في هذا النص الخطير، نفاجأ كيف أن ما تحدث عنه شبتاي شافيت، في المقابلة التي جرت قبل شهور طويلة، يجري تنفيذ العديد من عناصره على أرض الواقع: موقف الولايات المتحدة من الأنروا وقضية اللاجئين، انحدار الأنظمة العربية للاتصال مع "إسرائيل" وموقف السعودية ومحمد بن سلمان من القضية الفلسطينية وإجبار الفلسطينيين على القبول بالصفقة وهو أمر قاله محمد بن سلمان حرفيت كأنها استجابة واعية أو لاواعية لما يقوله شافيت.

في هذه المقابلة، يؤكد شبتاي شافيت رئيس الموساد السابق أن الشرق الأوسط الجديد ليس شرق أوسط "سايكس –بيكو" وأن الفلسطينيين يجب أن يذعنوا لصفقة معدة "أمريكيا وإسرائيليا" مع "الأنظمة العربية المعتدلة"، وإن الأنروا يجب إغلاقها، وتصفية قضية اللاجئين، وأن على الفلسطينيين أن يقبلوا بأبو ديس عاصمة لهم، وإنه يجب العمل على خلق شقاق بين حماس وسكان غزة.

في سياق عمله، على مشروع تحليلي مفصل لثلاثة عقود من مفاوضات السلام بين "إسرائيل" ومنظمة التحرير الفلسطينية، والذي بدأه منذ عام 2013، والذي يعود مداه إلى 1993، قام كوهين ألماغور، بتحليل ماقال إنه أسباب فشل عملية السلام، والدور الذي قام به الطرف الثالث كوسيط، وماهي برأيه مفاتيح المفاوضات الناجحة، وقد استند بحثه على مقابلات مع صناع القرار والمفاوضين الذين شاركوا مباشرة في العملية، شملت 31 من كبار المسؤولين "الإسرائيليين" والفلسطينيين، والأمريكيين والبريطانيين وغيرهم من مفاوضي السلام، حيث يزعم إنه يلقي ضوءا جديدا وتفسيرا جديدا لفشل عملية السلام

في هذا النص، تنشر الهدف أجزاء من المقابلة التي أجراها ألماغور مع شبتاي شافيت، رئيس الموساد السابق، والتي وردت في الكتاب "من أوسلو إلى القدس : دراسة نقدية عن وساطة السلام ، والتيسير والمفاوضات بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية" الذي يصدر قريبا عن مطبعة جامعة كامبردج في نيويورك وقد أجريت المقابلة يوم 2 تموز/يوليو 2018، ونشرت هذه الأجزاء المترجمة هنا في مجلة فاثوم.

في رد على سؤال ما إذا كانت مبادرة السلام العربية صالحة لكي تكون بمثابة أٍاس للمحادثات، يقول شافيت أن الإطار العام للمبادرة من الممكن أن يكون العنصر الأساسي للمفاوضات، كون هذه المبادرة جاءت أصلا من السعودية، أغنى وأقوى بلد عربي والأكثر نفوذا بين الدول العربية المعتدلة، ومن ثم اعتمدتها 22 دولة عربية.

يضيف شافيت إنه حين قرأ المباتدرة لأول مرة أخذها بجدية، لأنها قصيرة خالية من السفسطة، وتقول لنا "سنأخذ منكم ونعطيكم" و" وسيكون هناك سلام إن شاء الله، ليس فقط السلام ، بل السلام مع العالم العربي كله ، و 30 دولة إسلامية أخرى".

ويضيف إن المبادرة وعدت بأن العالم الإسلامي بأكمله سيعترف بدولة "إسرائيل" ويقيم علاقات دبلوماسية كاملة معها، مجرد التفكير في الأهمية الاقتصادية لمثل هذا الشيءو. ماذا سيعطي للدولة هو أمر خيالي جدا.

يضيف شافيت "عندما أتحدث إلى الإسرائيليين وأصل إلى هذه النقطة ، أقول ، "إذا حدث ذلك ، تخيل أن إسرائيل متقدمة اقتصاديًا على دول مثل هولندا وسويسرا وجميع الدول الاسكندنافية." لكن بالنسبة للإسرائيليين ، فإن التحدي الأهم هو دائما الأمن والإرهاب. الأمن ، الأمن ، الأمن".

يضيف إنه منذ عام تمرير المبادرة، عام 2002، كان الجميع في "إسرائيل" يقول إنه كان عرضا إملائيا "أتركه أو خذه"، بينما السعوديون قالوا بوضح إنه قابل للتفاوض، وكانت هناك "تحسينات" على النص الأصلي، حيث السعودية تعترف الآن بمبدأ الدولة المنزوعة السلاح، ومقايضة الأرض "وكانت اللغة الأولية حول اللاجئين أكثر قسوة مما هي عليه الآن"، مؤكدا أن إطار المبادرة لايزال يستخدم لغة قانونية تنص على أنه من المستحيل إجبار الدول العربية التي تستضيف اللاجئين حاليًا على استيعابهم، و"هذا يبقى مشكلة أساسية"، و"لكن عندما نتحدث عمليا عن اللاجئين ، نتحدث عن فهمنا بأن دولة إسرائيل ستكون مستعدة لاستيعاب عدد رمزي من اللاجئين وأن الحل الرئيسي يجب أن يكون ماليا ، عبر المجتمع الدولي".

وعن كيفية تحقيق السلام، زعم شافيت إن هذا الفصل من تاريخ الشرق الأوسط يبدأ في عالم ما بعد داعش "تنظيم الدولة الإسلامية في العرق والشام" زاعما إنه خلق فرصة للسلام مع الفلسطينيين.

يزعم شافيت إن سايكس وبيكو، يستحقان جائزة نوبل " لنجاحهم في رسم حدود الدول القومية في الشرق الأوسط التي استمرت مائة عا،. لكن تلك الفترة انتهت الآن".

ويضيف إن الشرق الأوسط الجديد لن يكون له صلة بـاتفاقية "سايكس - بيكو" ولكن شيئًا آخر، ويرى " بعبارة أخرى ، نحن أمام فرصة تاريخية واحدة لتغيير الحدود في الشرق الأوسط، أرني دولة واحدة في العالم ترغب في تغيير حدودها - لا يوجد شيء من هذا القبيل! ولكن هنا ، أدت التطورات التي حدثت في السنوات الأخيرة إلى خلق حالة يكون فيها الاستعداد واسع الانتشار في المجتمع الدولي لخلق شيء جديد ، مع التعبير الأول عن كونها حدوداً جديدة. العراق لن يكون العراق نفسه ، سوريا لن تكون هي سوريا نفسها، والأكراد لديهم فرصة جيدة للحصول على الاستقلال الوطني".

يضيف "أين هو المكان الأكثر طبيعية لإقامة مثل هذه الدولة؟ في المنطقة الواقعة بين العراق وسوريا ، حيث سيطر تنظيم داعش"، ويقول إن هذه الفكرة يرجع اختراعها إلى مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون - عندما كان سفيرا في الأمم المتحدة حيث نشر مقالا في صحيفة نيويورك تايمز اقترح - بلغة "سياسية" - شيء على غرار خطوط مماثلة" أنه لن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط بدون إقامة دولة سنية جديدة".

يزعم شافيت أن عملية إعادة ترتيب الشرق الأوسط الجديد سوف تستغرق ما بين خمس إلى عشر سنوات ، وعلى الأرجح أقرب إلى عشرة أعوام وهذه أيضا نافذة الوقت لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

ويضيف "كيف لنا أن نفعل ذلك؟ من الناحية التاريخية ، كانت استراتيجية إسرائيل التفاوضية هي أننا أردنا التحدث مع كل دولة عربية على حدة: إسرائيل مقابل الأردن وإسرائيل تجاه سوريا ، إلخ. ولكن في الوضع الحالي في المنطقة ، مع التوقعات التي وصفتها تحتاج إسرائيل إلى استراتيجية متعددة الأطراف." وتقوم مثل هذه الاستراتيجية حسب شافيت على أن الولايات المتحدة هي مفتاح هذه العملية برمتها، بدون تدخل من الولايات المتحدة لن يكون هناك أي نجاح، "هناك صراع اليوم بين السنة والشيعة ، بين الإسلام الراديكالي والأكثر اعتدالاً، لكن إسرائيل لديها معاهدة سلام مع الأردن و مصر (بالمناسبة لم تكن المصالح بين إسرائيل ومصر أقوى من قبل). المملكة العربية السعودية ودول الخليج ، وكذلك الولايات المتحدة ، هي الائتلاف الذي يحتاج لقيادة عملية السلام مع الفلسطينيين".

ويرى شافيت استنادا إلى كونه عضوا في مجمع الاستخبارات أن المرحلة الأولى من هذه العملية - التي سيتعين تحديد إطارها الزمني - يجب أن تكون سرية حيث إن التفاوض أمام الكاميرات و نشر البيانات قبل الاجتماع والبيانات الصحفية بعد ذلك يجعل من الصعب للغاية تقديم تنازلات، كما يقول.

ويرى أن المبادرة العربية يجب أن تكون أساس المفاوضات ولكن يجب على "إسرائيل" أن تقوم بالإعداد الخاص بها ، وبعد ذلك الجلوس مع الأمريكيين التوقعات ، والتوصل إلى تفاهم معهم حول القضايا المتفق غليها (إسرائيليا- أمريكيا) وما هم على استعداد للتفاوض بشأنه ، وأين توجد الفجوات، ويضيف " وعلى افتراض أنه في إدارة ترامب سنحصل على ما نطلبه ، فإن الأميركيين هم الذين سيسوقونه ويقنعون العرب به".

ولأن كل شيء سرى ، يضيف شافيت، يجب على الأمريكيين أن يذهبوا إلى كل واحد على حدة بدلاً من الحديث مع العرب معا، عليهم أن يذهبو إلى محمد بن سلمان ويقولون: "لقد قلت لنا جهزوا صفقة وسأحضر أبو مازن، لذا إليك الصفقة، دعنا نناقش ذلك ، وإذا بدا معقولاً ، سنأتي بالأردنيين الأردنيين والخليجيين ومصر، وإذا كنت بحاجة إلى مساعدة واشنطن لإقناعهم فسوف نساعدك. وعندما نتفق جميعا فإننا ندعو أبو مازن ونقول أن هذه هي الصفقة '." ويضيف شافيت " أود أن أرى أبو مازن يرفض شيئاً كهذا. سيقول له ابن سلمان هذه هي الصفقة - إما أنك تقبلها ، أو كل الدول العربية سوف تغسل أيديهم منكم".

ويزعم شافيت أن هؤلاء اللاعبين العرب سيجبرون الفلسطينيين على التوصل إلى اتفاق، وحتى هنا يبقى الأمر سريا، وبعد التوصل إلى بعض التفاهمات ، يجب أن تصبح العملية أكثر انفتاحًا ، وستبدأ المفاوضات "إسرائيل" والفلسطينيون يجلسون في غرفة ويتفاوضون مع الولايات المتحدة والآخرين يكونون كمراقبين يتدخلون فقط عندما تكون المفاوضات عالقة في قضية معينة، هذا النموذج يشبه المفاوضات مع الأردن، "حيث كانت هناك مجموعات عمل حققت تقدمًا وفي كل مرة تمسكت بـ قضايا معينة جلبوها إلى رئيس الوزراء إسحق رابين والملك حسين الذين كانوا يحلون الأمور - سواء عبر الهاتف أو شخصيًا".

اللاجئين:

يزعم شافيت إن مشكلة اللاجئين هي أسهل العقبات الكبيرة التي يزعم إنها "القدس واللاجئين وحماس"، في موضوع اللاجئين يرى أنه سيمكن الحل ماليا، وإنه " يجب أن نوصي الأمريكيين بنقل كل دعمهم المالي الذي يقدمونه اليوم إلى وكالة الأمم المتحدة للاجئين والعاملين (الأونروا) - 25 في المائة من الميزانية والتي حسب تقديرات تقريبية جداً أحسب 16 مليار دولار منذ عام 1948 سأقول للأميركيين إنكم تعرفون حماس كمنظمة إرهابية ، لكن اليوم أصبحت الأونروا في الأساس حماس. سأقدم لك الدليل من أصل 30 عضوًا في مجلس إدارة الأونروا في غزة ، تم تحديد 95٪ منهم مع حماس، أقول للأمريكيين أنه لا يوجد مبرر في العالم لوجود منظمة لاجئين تتعامل مع الفلسطينيين تديم المشكلة بدلاً من حلها، ووفقاً لتعريفات الأونروا ، فإن أي شخص عاش لمدة سنتين ونصف في فلسطين الانتدابية قبل مغادرته - يمكن تصنيفهم ، وأطفالهم وأحفادهم ، وحتى أولئك الذين يتبنونهم – كلاجئين".

ويضيف شافيت في هذه المقابلة "أجريت للتذكير قبل بدء الإجراءات الأمريكية ضد الأنروا) أنه على حد زعمه "في أعقاب حرب الاستقلال ، كان هناك ما بين 600.000 – 700.000 لاجئ، لكن بعد مرور 70 عاما يتحدثون عن 5 ملايينعلى أساس أي منطق؟ أسست وكالة الأمم المتحدة للاجئين الموازية للأنروا، في نفس الوقت تقريبا مع الأونروا، ومنذ ذلك الحين ، قامت المفوضية بحل حالات الملايين من اللاجئين في جميع أنحاء العالم، في سوريا ، المنظمة التي تتعامل مع اللاجئين ليست الأونروا بل المفوضية، ما المبرر لاستمرار الأونروا؟ يجب أن يتم إغلاقها - ليس على الفور ولكن يجب أن نعد خطة للقيام بذلك، يجب أن ننشئ آلية تتعامل مع إنهاء الأونروا بطريقة منظمة. ، ينبغي نقل جميع ميزانياتها إلى المفوضية في غضون سنتين إلى ثلاث سنوات ؛ اللاجئون الفلسطينيون الذين لا يزالون لاجئين وفقاً للتعريف الفعلي للاجئين ، يمكن أن تتعامل معهم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين"، .

حماس وغزة:

يقول شافيت إن "المسؤولية لا ينبغي أن تكون فقط على دولة إسرائيل، لا تستطيع دولة إسرائيل تمويل كل ما يجب القيام به لحل المشكلة الاقتصادية في غزة، أولاً ، يجب معالجة المشاكل الفورية للسكان المدنيين وهذا يجب أن يكون جهداً دولياً ، وإسرائيل تساهم بنصيبها".

ويضيف إن هناك هدفا استراتيجيا، وهو خلق شقاق بين السكان المدنيين وحماس، . بعبارة أخرى ، تهدف إلى خلق موقف يمكن أن يقولوا فيه ل حركة حماس "لا نريدك بعد الآن" و" قم بتزويد السكان بكل ما يحتاجونه من أجل تغيير المعاناة التي يعيشون فيها بشكل أساسي. ونفذ نوعا من الحرب النفسية لمحاولة خلق هذا الصدع".

القدس: عاصمة الفلسطينييين في أبو ديس

يعلن شافيت إنه في موضوع القدس يتحول إلى "صقر" ويزعم " أعتقد أن الشعب الذي يرغب في التخلي عن مصدر سيادته التاريخية لا يستحق أن يكون له دولة مستقلة خاصة به، يمكن قول أشياء مماثلة عن أماكن أخرى أيضًا، صحيح أن أناتوت وشيلوه وبيت إيل في الضفة الغربية هما أيضاً جزء من تراثنا اليهودي، لكن القدس هي المصدر ، قلب اليهودية - ليس فقط في سياق ديني ولكن في سياق وطني" ويضيف " لا أعرف أي أمة تكون مستعدة للتنازل عن جوهرها ، قلب وجودها"، وبالتالي "إحدى طرق حل ذلك هي أن السيادة على القدس وجبل الهيكل يجب أن تكون لنا ، ولكن على أرض الواقع ، ينبغي أن تكون إسرائيل مستعدة لأن تكون مرنة قدر الإمكان. مهما أرادوا ، يجب أن نعطيهم". ويؤكد شافيت أن العاصمة الفلسطينية ستكون في أبو ديس.