Menu

هل ستمنح البحرين نتنياهو الجائزة الكبرى قبل الانتخابات؟

بوابة الهدف - إعلام العدو/ متابعة خاصة

لم يكن ترحيب البحرين بزيارة رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني إلى سلطنة عمان، في شهر تشرين أول/ أكتوبر 2018، بداية أو نهاية العلاقات البحرانية –الصهيونية، بل ربما تعتبر مجرد مؤشؤر بسيط ليس فقط على هذه العغلاقات، بل على رغبة البحرين بدعم والدفع بـ التطبيع العربي الخليجي خصوصا مع الكيان الصهيوني، ورغبة البحرين في قيادة هذه الجهود، والتي تنفافسها فيها قطر بشكل واضح، ولكن من دون إعلانات صاخبة كما تفعل المنامة، وأيضا يمكن القول أن إرسال البحرين لمبعوث خاص للمشاركة في جنازة شمعون بيريز هو دليل إضافي على عمق العلاقات ولكنه ليس الدليل الوحي، وليس نادرا أيضا.

في هذا السياق سلط تقرير في القناة 13 الصهيونية الضوء على بعض أسرار الخليج، بالتركيز على البحرين طبعا، مشيرا إلى أنه وإن كانت وصلت رسالة إلى "إسرائيل" في اجتماع سري بين وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة، وعضو الكنيست (غير الممثلة في الحكومة) تسيبي ليفني، أبلغ فيها باهتمام الملك بتقدم التطبيع، غير أن عمق هذه العلاقات يصل بتقدير القناة إلى أكثر من25 عاما في الواقع، وتلك في الحقيقة ليست سوى قمة جبل الجليد.

جرى الاجتماع على هامش مؤتمر ميزنيخ الأأمني في شباط/فبراير 2017، وكان هذا المؤتمر في دوراته العديدة، قد شهد العديد من الاختراقات التطبيعية والأمنية، ولكن تحدث القناة الصهيوينة عن اللقاء الدراماتيكي عام 2017 وفي الجلسة نفسها طلب الوزير من ليفني إبلاغ نتنياهو برغبة البحرين بتعزيز العلاقات مع "إسرائيل" وهرعت ليفني إلى الكيان وقدمت تقريرها إلى نتنياهو ورفضت التعليق على النتائج.

تعتبر البحرين منطقة استراتيجية للأمريكيين، على صغر حجمها وانعدام أهميتها السياسية إلا أنه تعتبر استراتيجية لجهة االموقع الجغرافي الجيوبوليتيكي، حيث كانت طوال العشرين سنة الماضية مقر الأسطول الخامس الأأمريكي، ورغم كونها دولة خليجية إلا أنها تعاني من ضعف وارداتها النفطية مما جعلها تدور في فلك شركائها الخليجيين، والاعتماد على مساعداتهم الاقتصادية وأيضا الدوران في فلكهم السياسي.

في ذلك الوقت، امتنعت ليفني عن التعليق على محتوى اجتماعها مع الوزير البحريني ورفضت أيضا، تأكدي أو نفي الاجتماع ولكنها قالت "البحرين بلد مميز للغاية، حتى في السياق اليهودي، وكان لديهم سفير في واشنطن يهودية، فهم طيبون جدا، وهم معتدلون في نظرتهم للقضية الدينية ودولة إسرائيل داخلها"..

تقول القناة الصهيونية أن العلاقة بين "إسرائيل" والبحرين مستمرة منذ أكثر من 25 عامًاتحت الطاولة في أغلب الأحيان، وتتسرب أحيانا إخرى إلى وسائل الإعلام، وتؤكد القناة أن جهتين في الكيان تتوليان العلاقات مع البحرين كما هو حال دول الخليج الأخرى، القسم الأول هو قسم العلاقات الخارجية في الموساد، حيث "الموساد يخدم كوزارة خارجية اسرائيل فيما يتعلق بجميع الدول التي لا توجد بها علاقات دبلوماسية."

الثاني، هو وزارة الخارجية عبر دبلوماسي سري تقول القناة إنه لديه علاقات شخصية جدا في تلك الدول، وهو الذي نظم عام 2009 اجتماعا سريا بين الملك البحريني وشمعون بيرس الذي كان في منصب رئيس"إسرائيل".

بعد ستة أشهر من وصول باراك أوباما إلى البيت الأبيض نشرت صحيفة الواشنطن بوست، في تموز/يوليو مقالا دراماتيكيا كما وصف بقلم الأمير سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة، ولي عهد البحرين وفيه قال ""يجب أن نتحرك نحو سلام حقيقي و"لنقل رسالة من خلال وسائل الإعلام الإسرائيليين رسالة تعكس رأي التيار السائد في العالم العربي الذي اختار السلام كخيار استراتيجي ".

بعد أسبوع من الصمت، رد نتنياهو " على رسالة الأمير العلنية، وقال "ومن هذا المنطلق، أود أن أعرب عن تقديري لولي عهد البحرين، الذي كتب في الأسبوع الماضي، وأنا أقتبس:" جميع الأطراف إلى اتخاذ الإجراءات الفورية حسن النية إذا كنا نريد أن نعطي فرصة للسلام، والسلام الحقيقي والسلام الدائم يتطلب الحوار والمصالحة على نطاق واسع. "الأمور إنهم يستحقون الاحترام العميق ".

بعد أسبوع وصل المبعوث الأمريكي جورج ميتشل إلى البحرين للقاء ولي العهد، الذي قال له "نحن العرب، يجب أن نهدئ هموم الإسرائيليين وأن نتحدث معهم مباشرة، وأن هذا سيجعل مهمة نتنياهو أكثر سهولة".

فيما بعد تراجع الزخم، بعد أن تدخل السعوديون بقوة لفرملة الاندفاع البحريني، ويزعم عكيفا ألدار، أن السعوديين لم يعجبهم ذلك لإنهم اعتقدوا أن البحرين تسرق برنامجهم الذي يتولونه بأنفسهم.

بعد وفاة شمعون بيرس مدحه وزير الخارجية البحريني على تويتر زاعما إن الشرق الأوسط خسره، وبعد بضعة أشهر من لقاء ليفني السري مع وزير الخارجية البحريني في ميونيخ، اتخذ ملك البحرين خطوة عملية وعقد اجتماعا مع القادة اليهود في لوس أنجلوس، و أعلن أنه يعارض مقاطعة "إسرائيل" وألغى الحظر المفروض على مواطني بلاده الذين يزورون "إسرائيل"، وقال الحاخام تسيلر: "كان ملك البحرين متسقا حول رغبته في إقامة علاقات مع إسرائيل، إذا كان هناك أي بلد أقام زعيمه الأساس والأسس للعلاقات مع إسرائيل فهو البحرين".

وقد وصف نتنياهو البحرين بأنها هدف للعلاقات، وأشارت تقارير صهيونية أن الرهان الصهيوني، رغم كل شيء ينصب على البحرين كنقطة اختراق رئيسية في الخليج، وهو ما دفع الرقيب العسكري للسماح بنشر تفاصيل إضافية حول خطة تعزيز العلاقات مع البحرين.

وتتساءل القناة، إذا كان رابين قد زار جاكرتا قبل الانتخابات مباشرة عام 1993، ونتنياهو زار مسقط عام 2018، فهل سيمنح ملك البحرين نتنياهو الجائزة الكبرى ويستقبله في المنامة قبل الانتخابات؟