Menu

لماذا ..."بوابة الهدف الإخبارية"؟!

هيئـة التحرير

هذي إذن "بوابة الهدف الإخبارية" وقد تخلصت من نسختها التجريبية وخلعت عنها بعض التجريب والاختبار، تطل بانطلاقتها الرسمية، متخذة من اسمها وشكلها العائد إلى قامة إعلامية سياسية فنية عظيمة، غسان كنفاني وبذكرى استشهاده على مذبح القضية الوطنية الفلسطينية، لتطل على القرار والمتابعين بحلتها الديمقراطية الوطنية، ومنهجها المنفتح دون مساومة على المبادئ، مع هامش للاختلاف دون خلاف، لتتربع على الفضاء الالكتروني، مع شقيقاتها من المواقع والبوابات، لا لتضيف رقماً إضافيا، بل لتثبت أن هناك متسع في الفضاء الإعلامي والسياسي الفلسطيني لتعددية إعلامية تترك أثراً لدى المتلقي الراغب في المعرفة والتزود بحصيلة فكرية تتجاوز الأخبار والتفاصيل اليومية.

"بوابة الهدف الإخبارية" تتجاوز اسمها لتعبر عن مشروع إعلامي ثقافي سياسي، ينطلق من فلسطين، باهتمامات عربية دولية، تفتح على نقاشات وحوارات، وتحمل طموحاً لا حدود له بإعادة الاعتبار للأدوات الإعلامية الجدية، التي لا تتوقف عند حدود الايدولوجيا إلى الحدود الأرحب لإنتاج ثقافة وفكر، يستدرجان القطاعات الشبابية على وجه الخصوص، إلى الانخراط الفاعل في الحياة السياسية والثقافية، ولتساهم في تشكيل وعيها وفقاّ لمتطلبات نضالنا الوطني التحرري، وخاصة في هذه المرحلة الحساسة من نضال شعبنا وكفاحه من خلال خدمة صحفية إعلامية مهنية منحازة إلى قضية شعبنا وكافة الشعوب المتطلعة إلى الحرية والاستقلال والانعتاق  من مخلفات الاستعمار والتأثيرات السلبية لهيمنة الرأسمالية المتوحشة على المجتمعات وخاصة على معظم وسائل الإعلام القومية والإقليمية والدولية.

وفي سبيل ذلك، حددت "البوابة" هويتها بكل وضوح، لا يقبل التشكيك أو التأويل، فهي وطنية ديمقراطية تقدمية بأفق يساري واضح، وفي هذا السياق، فإنها عوضاً أنها أحد منابر اليسار الوطني والقومي والدولي، فإنها تفتح فضائها الواسع، أمام كافة أجنحة اليسار لمزيد من التفاعل والحوار، إلاً أن ذلك لا يعني قطعاً الانغلاق على كافة التيارات والأيديولوجيات الأخرى في إطار من التعددية واحترام الرأي الآخر، شريطة أن يكون المنطلق وطنياً بالدرجة الأولى، وهذا يعني قبول مساهمات وآراء يمكن أن لا تتطابق مع رؤية "البوابة" الفكرية.

البوابة كمشروع إعلامي، أمام تحد كبير، ليس فقط للتميز وسط فضاء واسع، بل لقدرتها على الموائمة بين الالتزامات السياسية والفكرية وفقاً لهويتها المشار إليها، وتوجهات الجهة الراعية لهذا المشروع الطموح، وفي هذا السياق، فإن "البوابة" تجربة فريدة، أزالت الأفكار المتداولة، حول الإعلام الحزبي، يوصفه إعلاماً متزمتاً متعصباً، وتجربة "البوابة" هذه إنما تشير إلى أن بوسع الإعلام الحزبي وشبه الحزبي، أن يتخلص من عناصر التزمت والتعصب، ليقدم إعلاماً ملتزماً أكثر انفتاحاً، وأكثر مهنية.

إننا ندرك أن توقيت انطلاقة "بوابة الهدف الإخبارية" يتزامن مع تزايد المد التكفيري الإقصائي في عموم المنطقة العربية تحديداً، الأمر الذي يطرح تحدياً إضافيا بالغ الأهمية، يرتبط بضرورة حشد كافة الطاقات، الإعلامية منها على وجه الخصوص، ما يستدعي بناء إطار فكري تنويري حداثي للوقوف في وجه الغزو التكفيري المتصاعد.

وتُشكل قدرة هيئة تحرير البوابة، على عكس كل ما أشرنا إليه على صفحات البوابة تحدياً آخر، لذلك، نترك الحكم على هذه التجربة للقارئ المتلقي، خاصة تلك الفئة التي من الصعب إرضائها وهي الفئة التي نتطلع أن تتابعنا.