Menu

اهالي غزة : هيلا يا واسع

الهدف- سليم النباهين- رمزي المغاري

من يتّجه لشاطئ بحر غزة في ساعات الإفطار خلال شهر رمضان، يتفاجأ من الزحام وعدد المتواجدين على طول امتداد الشاطئ، اللذين يبقى الكثير منهم حتى وقت السحور.

لم تأت جولة فريق بوابة الهدف الإخبارية التي تخللها عدة لقاءات وحوارات مع المواطنين والعائلات على الشاطئ، بغرض منحكم قصة جديدة عن بؤس ظروف الناس في هذا القطاع في ظل تكالب ادوات القتل والحصار عليهم، بحث فريقنا عن قصة خفيفة في هذا المشهد الجميل، ولكن يبدو ان هذا متعذر حاليا في غزة.

 وكأن هذه البقعة من العالم ينطق كل تفصيل اضافي فيها بحجم مأساتها، فحين بحثنا كفريق عن الجمال وحب الحياة في هذا المشهد  ، سرعان ما تضح لنا  أن جزء من العائلات المتواجدة هم من المدمرة بيوتهم من قصف طائرات الاحتلال، و الشاطئ باتت معظمه يصنف كمناطق ملك للكافيتريات التي تطلب من مرتاديها دفع اجرة للخيمة او الطاولة ، فيما تضيق شيئا فشيئا تلك المناطق المتاحة للجمهور مجانا.
 

تواجدت عائلة أبو إبراهيم المصري في تلك المنطقة الحرة" المجانية" المتبقية ، حين تحدّث إليه الفريق أجاب "رمضان بكل جماله إلا أنه مرّ علينا هذا العام كحمل ثقيل ولا نريد القول انه كالهم والغم بل أبسط من ذلك، في كل عام نوفر لأبنائنا المأكل والمشرب بكل أصنافه وأنواعه، وهذا العام لم نستطع توفير نصف الاحتياجات."

عائلة المصري مكونة من سبعة أفراد، تعيش في بيت مدمّر من قصف طائرات الاحتلال، وهو عبارة عن سقف وأعمدة بلا جدران، استعاضت عنها العائلة بالأقمشة لستر المنزل، يقضي المصري وعائلته معظم أيام رمضان على شاطئ البحر محاولين تناسي الوضع، وتخفيف الحمل عن أطفالهم.

المواطن جهاد الديري وعائلته أحد سكان حي الصبرة المتضررة بيوتهم في العدوان الأخير، قال "رمضان هذا العام أفضل من العام الماضي، حيث بإمكان المواطن على الأقل النزول لشاطئ البحر دون خوف."

والبعض الآخر دفعهم انقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر وارتفاع درجة الحرارة للتوجّه إلى الشاطئ مع عائلاتهم أو أصدقائهم.

تحدث علاء سويلم: "أنا تقريباً يوم بعد يوم على بحر جباليا مع بعض الأصدقاء إفطارنا بسيط وخفيف على المعدة، نأتي إلى البحر بسبب انقطاع الكهرباء فترة الإفطار والأجواء الحارة، فلا نستطيع البقاء داخل المنزل."

ويضيف محمد الخالدي: "أنا والعائلة اليوم أول يوم نأتي للإفطار على شاطئ البحر للترفيه عن أنفسنا ولتلافي انقطاع التيار الكهرباء والأجواء الحارة داخل المنزل الاسبست."

جزء من القادمين اعتادوا المجيء للترفيه والاستجمام بعيداً عن منغّصات العيش والهموم اليومية. التقى الفريق بثلاثة شقيقات، منار ومي ونرمين مع صغارهن وأزواجهن، يجلسن في خيمة صغيرة مؤجرة طوال شهر رمضان، يأتون بشكل يومي عندما يقترب آذان المغرب وتستمر المسامرة حتى وقت السحور ويغادر الجميع لمنازلهم، وأشارت الشقيقات أنه "منذ سنوات نفعل ذلك ودائماً كنا ننتظر شهر رمضان لنتسامر في جلسات طويلة، تعودنا على ذلك بسبب استمرار انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة."

من جانب آخر هناك العاملين لأوقات تتقاطع مع ساعة الإفطار، قابلنا المواطن عماد العجرمي من معسكر جباليا، يعمل في أحد المطاعم فيتشارك وجبة الإفطار هو وزملائه في مكان عملهم على شاطئ البحر حتى ساعة السحور ليجمعهم شيء آخر غير العمل، الذي لم يتيحه لهم رمضان الماضي، بسبب أجواء العدوان التي مر بها القطاع.

يبقى شاطئ البحر المتنفس الوحيد لسكان قطاع غزة في ظل الحصار الخانق، والظروف الاقتصادية الصعبة، ويبقى المكان الأقل كلفة في القطاع، ومع ذلك فهذا المتنفّس أيضاً يعاني من أزمة تلوث، حيث ما يزيد عن 50% من مياه شاطئ بحر غزة ملوثة كما أسلفنا في تقرير سابق.