Menu

عن الهوس الأمريكي بتحطيمنا

احتجاجات ضدّ صفقة القرن- رام الله- وكالات

خاص بوابة الهدف

تتواصل الضغوط الأمريكية الهادفة لتمرير مشروع تصفية القضية الفلسطينية، دون خجل أو وجل في غياب أدنى رادع فلسطيني أو عربي، أو مراجعة قانونية سواء في الحيز الداخلي الأمريكي أو الدولي.

العداء للقوى العالمية الكبرى ليس ترف أو جنوح راديكالي اختاره الشعب الفلسطيني، فلا أحد حقًا يبادر لاستعداء امبراطورية عسكرية بحجم الولايات المتحدة، ولكن الحقيقة أن هذه الأطراف هي من بادرت بإظهار العداء للشعب الفلسطيني ولأكثرية شعوب العالم، وقررت تصعيد هذا العداء مؤخرًا لحدود جديدة.

بالأمس تراجعت بلجيكا عن نيتها توجيه دعوة لمجلس الأمن الدولى إلى ممثل النقابة الدولية لحقوق الطفل الفلسطيني، وباردت "الأونروا" بتنفيذ تقليصات جديدة لخدماتها المقدمة للاجئين الفلسطينيين، وتسارع دول عدة للتهرب من أي التزام تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته، كل ذلك يتم بضغوط معلنة من الولايات المتحدة، التي سبق أن أعلنت نيتها معاقبة كل من يقف في وجه رؤيتها ومخططاتها، وليس هناك أوضح من الموقف الأمريكي الحالي في العداء لكل ما هو فلسطيني وعربي، بل وأكثر من ذلك في العداء لكل ما يصطف خارج منظومة الهيمنة الإمبريالية حتى لو كان ضحية غير فاعلة أو نشطة في مقاومة هذه المنظومة.

أن تتسلط قوة كبرى بحجم الولايات المتحدة ضد بضعة ملايين من الناس هم مجموع الشعب الفلسطيني، هو أمر قد يكون مستغربًا ما لم نكن نعرف ما تمثله قضيتنا في عصرنا الحالي، فمنذ بداية المشروع الصهيوني بغزوه لأرض فلسطين قد مثل معسكر الهيمنة الغربية، فيما تحول شعب فلسطين ومقاومته لهذا الغزو لمثال حي لنضالات الشعوب وصمودها في وجه الإمبريالية، وشكلت قضية فلسطين عنوان للموقف العربي المشترك من المشروع الغربي والاستعماري، وحافظت بمركزيتها على الحد الأدنى من التضامن العربي في وجه العدوان الخارجي. م

ما تحاوله الولايات المتحدة الآن هو إنهاء كل هذا؛ القضاء على المثال الفلسطيني الصامد، وعلى التضامن العربي، وانتزاع استسلام عربي شامل، عنوانه موافقة كاملة على تسليم فلسطين للصهاينة، والمقصد هنا ليس عدد الكيلومترات أو المساحة ولكن مبدأ التسليم بالإرادة الأمريكية وحق القوة في منح فلسطين لمن تشاء. وما يدافع عنه شعب فلسطين اليوم هو حق الشعوب في تقرير مصيرها، وحق العرب في صناعة مستقبلهم، وإيمانهم بمصيرهم المشترك ووحدتهم، ورفض الشعوب للاستسلام أمام غطرسة القوة، نعم هذه مقاومة للحفاظ على معنى المقاومة، وصمود يحاول أن يحافظ على معاني الوجود في عالم مجحف خاضع لغطرسة القوة.