بسوقِ عكاظ -بعد اليوم-
لنْ نتلو قصائِدنا
فما عادتْ قصائدكم
بحرفِ الضَّاد
بل صارت بحرفِ "التساد"
لنا دينٌ...لكم دينٌ
لنا ربٌ..و"يهوه" ربكم أنتمْ
وربُّ البغي والأوغادْ
مدائنكم كما "إرَمٌ"
ذوات الفُجر والأعمادْ
فما عادت لنا صلةٌ
بقومِ ثمودَ -قَبَّحهمْ-
وإخوةُ عادٍ
و"أبراهام" جدكُم
وبنيامين عمكُم
وذا كوشنير مُلهمَكُم
وذي مائير عمَّتكُم
ألا فلترقصوا فرحًا
بهذا الصنف مفخرةً
من الأعمام والعمّات والأجداد
****
عادت قريشُ لحلفها مع خيبر
وبني قريظةِ والنضيرُ
ويوقَّعون معاهداتٍ للسلام
ويبرموا الصفقات
في ليلِ العواصم والنوادي
بابتساماتِ الخيانةِ والفجورْ
وسيَفتحونَ لخيبرْ
أرضُ الجزيرةِ والحجاز وحولها
ويدشّنوا دربَ التجارةِ والحرير
وقريشُ باتت تقرأُ القرآن
بالعبريةِ الفصحى
جِهارًا في النهار
بلا جنانٍ ولا سعير
وبلا جهادٍ ولا نفير
وبلا حصانٍ ولا بعير
يَتلوْنَ زورًا سورةُ الإسراء
في كذبٍ وفي تزوير:
"سبحانَ الذي أسرى
بعبديهِ الخليجيين
-بن زايد وبن زيَّان-
من شرقِ الجزيرةِ طائرين
إلى حمى البيت القصيّ
الأبيضُ العتبات
يبتسمونَ للعدسات
وسبحانَ الذي يَسري
بين سلمانٍ بعدهمُ
من مكة
إلى أكناف أورشليمُ
وباركناهُ من يمضي
ويعقدُ آخر الصفقاتِ
وآتينا لبنيامين من بركاتٍ
وسبحانَ الذي يسري
ببنيامين من أكناف أورشليمُ
إلى أرضٍ بها تغفو
حقولَ النفطِ والغازات.
أهلًا إذًا...
عادتْ قريشُ لحِلفِها
مع خيبر وبني قريظة والنضير
فيا فلسطينُ استعدِّي
واحّْفري حولَ الثوابت خندقًا
ولتستعدِّي لغزوةِ الأحزاب
فاصلةُ الحروب
هي الدفاعُ عن المصير
لا صُلحَ بعد اليوم
إلا بالقضاءِ على الحصار
وزمرة اللُقطاء
في الحلفِ الأخير
****
تبَّت أياديكم...وتبّْ
لم يغنى عنكم مالكم...
وفي الذودِ عن قدسِ العروبة
والعدوُ قد اكتسب
أما الرياض فآثرت
دور الظهور بمشهد
العرابُ أو حمل الحطب
برِقابِكُم..سنشدُّ حبلًا من لهب
تبَّت أياديكم...وتبَّ "رشادُكم"
يا مُقتفينَ خُطى البغيضِ أبا رِغال
ومُؤازِرينَ أبا لهبْ
ما عُدّْتُم أهلَ السِقايةِ والرفادة
والحمية والغضب
ما عُدّتُم في خدمةِ الحرَميْن
بل في خدمةِ البيتين..
- الأبيض والكنيست-
وكلُّ غاسِقٍ قد وَقبْ
وسينّهبون حجارة البيتِ العتيق
يبنونَ فيها هيكلًا..
وسيصنعوا العجل الجديد من الذهب
إنْ لم تعودوا تَخجلوا
فلتَفعلوا ما شِئتمُ
يا ثلةً باتت تسوحُ بلا مروءةٍ أو أدبْ
لا..لم تعد "راحاب" عاهرةٌ
وقد غصَّ الزمانُ بمثلها
تلكَ الدويلاتُ اللقيطة
أو إماراتُ الدعارةِ والطرب..
فتقزَّموا..وتهتَّكوا..وتهافتوا
واقّضوا مناسك حِجَّكم
من حولِ أعتاب الكنيست
وارقصوا مثل الدُبب
لكنَّنا نحنُ العربْ...
نحن ُالأصالةُ والشهامةُ والمروءةُ والوفاءْ
وأنتمْ سقطَ المِتاع
من الولاءِ أو القِربْ..
نحنُ العربْ...
دومًا سيعلو ظِلَّنا
مهما تكالَبت الظروفُ أو المحنْ
وبِصفِنا كلُّ الطوابير
الغفيرةِ والشريفةِ
من جماهيرِ العربْ
الأسير: كميل أبو حنيش
سجن ريمون