Menu

الأسبوع الثاني من العدوان: صورة النصر الصهيوني المزيف

خاص بالهدف - متابعة خاصة

يدخل العدوان الصهيوني على قطاع غزة يومه الثامن، مدشنا أسبوعه الثاني بقصف وحشي على عموم القطاع، في ظل ما يبدو إنه محاولة صهيونية لكسب الوقت، لإيقاع المزيد من الخسائر بالمجتمع الغزي، ودفعه للضغط على المقاومة للقبول بهدنة يفرضها العدو وحلفاءه بأي ثمن.

المقاومة الفلسطينية أيضا تواصل تصديها البطولي للعدوان، مؤكدة على التزامها بالمصالح العامة للشعب الفلسطيني وعدم القبول بشروط المحتل الذي يبحث عن مخرج من أزمته السياسية والعسكرية، ويسعى لإيجاد حل ليطيلها أكثر من ذلك في ظل أضطراب الجبهة الداخلية وعجزها واضطراب المستوى السياسي الصهيوني والفشل حتى الآن في التوصل إلفى اتفاق ائتلافي وهو ما جعل العديد من السياسيين والمحللين الصهاينة يعترفون بصعوبة وتعقيد إدارة المعركة في ظل الفراغ السياسي، الذي يسعى طبعا بنيامين نتنياهو لاستغلاله لمصلحته عبر الزعم بأنه هو وحده الذي يستطيع التصدي للفلسطينيين وفرض انظام عليهم، والزعم أنه فقط حكومة يمينية صهيونية بقيادته قادرة على تحقيق الانتصار على الفلسطينيين ومقاومتهم.

في هذه الأثناء يحاول الجيش الصهيوني تقديم أي صورة نصر مضللة لجمهوره، عبر الإدعاء بأنه ألحق دمارا شاملا بالمقاومة الفلسطينية وبنيتها التحتية، دون أن يستطيع أن يقدم أي دليل على هذا الزعم سوى جثامين الأطفال والمدنيين التي يتم استخراجها من تحت أنقاض المباني السكنية التي يواصل الطيران الصهيوني قصفها بوحشية، فيدم جيش الاحتلال صورة النصر على الأطفال والنساء والمدنيين العزل، وهو أقصى ما يستطيعه بعد فشل مناورته العسكرية الأساسية يوم الخميس الماضي وإحراجه أمام العالم أجمع.

وعبر تقديم صور النصر المزيفة يوجه الجيش الصهيوني رسالة مزدوجة الأولى إلى جمهوره ليقنعه إنه ذهب إلى معركة ناجحة وإنه حقق المطلوب منها وبالتالي يقدم المبرر للخضوع لوقف العدوان، والثانية للمقاومة الفلسطينية عبر جمهورها بأنه تم كسرها وليس أمامها سى الخضوع والاستسلام.

أزمة الجيش الصهيوني والسياسي الصهيوني تتضح من خلال عجزه المطلق عن تقديم أدلة على نصره المزعوم، فلا يجد ما يبرر به استمرار انهمار صواريخ المقاومة على المستوطنات والمدن، رغم إدعائه بتدمير القدرة الصاروخية للمقاومة، ولايمكنه تبرير الخسائر الكبيرة التي لحقت بمستوطنيه وبنيته التحتية في ظل زعمه بالقدرة السحرية للقبة الحديدية، ورغم ذلك بدأنا نسمع العديد من التبريرات حول فشل هذه المنظومة وتراجع العدو عن الإدعاء بقدراتها الكبيرة، رغم أننا ندرك أن تمسك العدو بالحديث عن هذه القدرات مرده فقط الحفاظ على القيمة السوقية لمنظومته التي يريد بيعها حول العالم، وخشيته من فضيحة أخرى تطال صناعته العسكرية على يد المقاومة الفلسطينية.

من المتوقع أن يواصل العدو عدوانه بشكل أكثر توحشا على غزة، بعد أن تحولت المعركة بالنسبة للجيش الصهيوني إلى جولة انتفام يحاول عبرها ومن خلال قتل المزيد من المدنيين الفلسطينيين وإحداث المزيد من الدمار في غزة، الخروج من المعركة ببعض ماء الوجه المهدور، بدون أن يكون مضطرا للاعتراف بالهزيمة الجديدة.