يبدو أن مساعي الائتلاف الحاكم الجديد في الكيان الصهيوني، جزء منه على الأقل، للقضاء على الحياة السياسية لنتنياهو تستمر، فلم يعد كافيا الإطاحة به ووضعه في صفوف المعارضة، وهي مقاعد لم يعتد عليها طوال إثنتي عشرة سنة من وجوده في الحكم، بل السعي الآن إلى جعله يغادر الحقل السياسي تماما والقضاء على فرصه في العودة، سواء بإجباره على اعتزال السياسة أو إرساله إلى السجن.
يبدو هذا متصلا بشدة بإصرار نتنياهو على الإطاحة بالإئتلاف الجديد، عبر هجمات متصلة، تشريعية بإغراق الكنيست بطلبات سحب الثقة، أو إعلامية تحريضية جوهرها أن ليس من المعقول أن يكون أكبر حزب وزعيمه في المعرضة بينما يصبح رئيسا للوزراء منشق لايملك سوى سبعة مقاعد في الكنيست.
بعد تصريحات بني غانتس حول التأكيد على تشكيل لجنة تحقيق رسمية في قضية الغواصات والسفن الألمانية، شن اليوم وزير الخارجية وصاحب التكليف الأساسي برئاسة الحكومة يائير لابيد زعيم "هنام مستقبل" هجوما شديدا على الحكومة السابقة، المنتهية ولايتها، وقال إن الوزراء كانوا يهتمون بأنفسهم فقط والحكومة كانت معنية بنفسها فقط، وأن هناك رئيس حكومة واحد فقط اسمه نفتالي بينت وعلى نتنياهو التوقف عن ما يفعله.
من جانبه هاجم نتنياهو لابيد أيضا في ظل أزمة الائتلاف الحكومي لإيجاد حل للخلاف حول قانون لم شمل الأسرة، حيث أدان زعيم المعارضة بشدة نشاطات لابيد مدعيا أنه يضر بالأمن القومي، عندما أعلن التزامه بسياسة "لامفاجآت " مع الولايات المتحدة، وقال نتنياهو "لو كان هذا هو الحال في الماضي، لما دمرنا المفاعل النووي في العراق. لم أوافق على مثل هذا الالتزام طوال 15 عامًا"و "لقد رفضت طلبًا مشابهًا مؤخرًا، حتى عندما قدمه بايدن ووزير دفاعه. كل ما وعدت به هو النظر في الطلب. الجلاد من طهران لم يكن يتوقع هدية أكبر"..
وقال لابيد في مدرسة دينية تابعة لحزبه "بدأنا العمل من تحت الصفر، الدمار والإهمال الذي وجدناه في المكاتب الحكومية - لا يمكن تصوره" مضيفا "جئنا إلى العمل - جلست في اجتماع مجلس الوزراء أمس وأريد أن أخبركم بما رأيته: رأيت أشخاصًا يأتون إلى العمل. لم يأتوا للقتال، ولم يأتوا للإهانة، لقد جاؤوا للعمل".
وفي تصريحاتهد، أشار لبيد إلى تشكيل لجنة التحقيق في كارثة ميرون: "كان هناك نقاش حول كيفية التأكد من أن الجمهور الأرثوذكسي المتطرف يفهم أن هذا ليس تحقيقًا ضده ولكن لمصلحته، لإنقاذ الأرواح. لم نأت للقتال، جئنا للعمل".
وحول الفضيحة الأخيرة بخصوص لقاحات الكورونا في الأراضي الفلسطينية التابعة للسلطة، أشار لابيد إلى ما قاله غانتس وزير الحرب الصهيوني، مؤكدا "لدولة إسرائيل مصلحة طبية وصحية وسياسية واضحة في تلقيح جيراننا الفلسطينيين".
وحول التوترات مع غزة: قال لابيد: "أكرر: ما كان - وليس ما سيكون. إذا لم تفهم حماس - سوف نتأكد من أنهم يفهمون. بدون الأولاد (الجنود الأسرى) - لن تعود غزة اقتصاديًا".
من جانبه انتقد وزير العدل الصهيوني جدعون سار موقف المعارضة برفض تمرير قانون لم الشمل، وقال إن الليكود يتصرف فقط بعكس مواقفه السابقة بغرض النيل من الحكومة، وزعم سار أن "المعارضة بزعامة نتنياهو تعارض القانون الذي أقرته الحكومة برئاسة نتنياهو"و "المعارضة مستعدة للإضرار بمصلحة الدولة. جميع وزراء الحكومة دون استثناء يعرفون بالضبط موقف القوات الأمنية من هذا القانون. لم يكن هناك شيء من هذا القبيل".