Menu

الاتحاد العام للكتّاب والأدباء: غسان كنفاني الكلمة الباقية والحكاية الثابتة

الضفة المحتلة_بوابة الهدف

قال الاتحاد العام للكتّاب والأدباء إن الشهيد غسان كنفاني يعتبر الكلمة الباقية والحكاية الثابتة، وما زالت ساعة يده تدقّ في امتداد زمن الفعل.

واضاف الاتحاد في بيان له في الذكرى السنوية 49 لاستشهاد غسان كنفاني "بوسعنا أن نكمل المشوار، وأن نمهد للأجيال ما يجب علينا قبل انشراح السماء في دفتر الضوء، وولوج الليل من ثقوب فتحناها بالكد والجهد، فنحن من جيل تربى على حِجر "أم سعد" ورفض الهوان من قبل ومن بعد " رجال في الشمس" وكتب العهدة المقدسة تطريزًا مبدعًا في" أرض البرتقال الحزين" ولم ننس لوهلة أن الموانئ شرايين مغلقة أمام القلب لطالما خرجنا عن "عائد إلى حيفا"، وأعدنا خلايا النحل لولادة عسل الوطن فوق " جسر إلى الأبد"، ونحن نرتب الكلام الجريح في ضمادة الأمنية لنقول "ما تبقى لنا" كل هذه البلاد ولو رجعت إلينا بذكريات يحملها فزاعة يحملون بأيديهم" القنديل الصغير" قرب نهر توعَّك بالحنين، فدخل المستشفى ونام قرب "موت سرير 12" ليجعل البقاء ممكنًا كلما اجتاحنا " عالم ليس لنا"، ونغني على سومطرة الكرمل وهي تهتدي إلى قلب "العاشق" وهو يحكي لنا عن "القبعة والنبي".

وتابع "نحن نقرأ غسان كنفاني في كل عامٍ نقرأ الوطن المجيد في وهج عنفوانه؛ الوطن الذي اقترب أكثر من المخيم تأكيداً على ثابت العودة ، الوطن الذي ولد من نبرات صوته وهو يجري في فلوات الدنيا وقُحَال الضمائر لتسقى بماء الحق، الوطن الذي لم يتعب من الانتظار وغسان يغير في كل ساعة نحوه ليطرد الاحتلال الوقواقي ويعيد زغاب الطير لعشاشها، والهواء للجليل، وعلى مسرحه السهول تتورد بالسنابل والميجانا، وتجري الغيمات في السماء المطلة على القصائد لتبللها بالمسك والعود، ومن صوبه تأتي المراعي على شبابةٍ، خلف قطعان الماعز الراوي والمروي في كتاب البقاء السرمدي خارج منغصات الدخلاء".

وجاء في البيان "غسان الذي حمل التابوت والكفن باسمًا بعد أن شرب الرصاصُ من أنهاره الصافية، كتب عبارته الخالدة، وتركنا لنقرأ سورة النضال من أجل استعادة الحياة المستحقة لا غبش فيها ولا ضباب ولا خراب، فالشهداء ينزلون كل صباحٍ ليتفقدوا ودائعهم ويضحكون للصخرة والقبرة والطريق نحو البيت، يرسمون أجنحة بيضاء لأجيالنا العائدة من مجهولها في اللاوعي إلى وعيها بحمل الأمانة، فمسامير الحكاية لا تصدأ على جدار الكون، والصور ذاكرة".

ودعا الاتحاد في بيانه كتّاب الوطن لا أن لا يهملوا استكمال نبوءة الوعد الصريح للشهيد والشهداء الذين أمهروا قبل الفرحة الكبرى، ووصلوا إلى الخلود من بوابة التضحية، وغردوا بصفاء نهر الوفاء لتكون الحكاية على قدر القضية، فلا عاش وطن بيد محتل، ولن تبقى المغتصبة أسيرة الغاصب مهما طال الدهر واشتدت الأهوال من زنيم عابر.

وشدد على أن ساعة يد غسان كنفاني ما زالت تدقّ معلنة صيرورة الفعل وتدفقّ الزمن الفلسطيني.

وفيما يلي محطات من حياة الشهيد غسان كنفاني أوردها البيان:

ولد غسان في عكا بتاريخ 9 أبريل/نيسان عام 1936، سنة الثورة الكبرى.

انتقل مع والده فائز محمد كنفاني الذي كان يشتغل محاميا إلى مدينة يافا و تحديداً حي المنشئة.

و في يافا قطع غسان المرحلة الابتدائية من مراحل حياته و دراسته فعندما بلغ الثانية من عمره ألحقه أبوه بروضة الأستاذ وديع سري حيث تلقى دروسه الأولى في اللغة العربية والإنجليزية و الفرنسية، و بعد ذلك التحق بمدرسة الفرير .

بعد نكبة 1948 هاجرت أسرته إلى لبنان ومنه إلى سوريا وهناك حصل على الثانوية العامة.

تعرف على الحكيم جورج حبش وتأثر بأفكاره والتحق بحركة القوميين العرب.

سافر إلى الكويت وعمل مدرسًا ومحررًا صحفيًا وكاتبًا في إحدى كبريات الصحف العربية وفي هذه المرحلة كتب أول مجموعاته القصصية " القميص المسروق"، و" أرض البرتقال الحزين"

عاد إلى دمشق وكتب روايته "رجال في الشمس، وانخرط بالعمل الكفاحي من خلال الإعلام والصحافة حيث عين ناطقًا باسم الجبهة الشــــعبية لتــــحرير فلسطين، وأصبح عضواً في مكتبها السياسي.

استشهد على يد الغدر والبغي ( الموساد) الإسرائيلي في 8/7/1972م في بيروت وكانت ترافقه ابنة أخته لحظة انفجار سيارته واستشهدا معًا.

مؤلفاته:

صدر لغسان كنفاني خمس دراسات و بحوث، "أدب المقاومة في فلسطين المحتلة"عام 1966 في بيروت، و"الأدب الفلسطيني المقاوم تحت الاحتلال 48 – 68" عام 1968 في بيروت، و "فى الأدب الصهيونى"عام 1967 في بيروت، و "المقاومة و معضلاتها"، و"ثورة 36 – 39 في فلسطين، خلفيات و تفاصيل".

المسرحية: أخرج غسان كنفاني ثلاث مسرحيات "الباب" عام 1964، و"جسر إلى الأبد" عام 1965، و"القبعة والنبي" عام 1967.

رواياته: أخرج غسان كنفاني في طول حياته أربع روايات مختصرة كاملة "رجال في الشمس" عام 1963 ، و"ما تبقى لكم" عام 1966، و"أم سعد"عام 1969، و "عائد إلى حيفا" عام 1969. و كتب، ما عدا هذه الروايات الأربع، ثلاث روايات أعجلته المنية قبل أن يكملها 1-العاشق، 2-الأعمى و الأطرش، و 3- برقوق نيسان. و هناك رواية تم إصدارها عام 1980 بعد استشهاده بعنوان "الشئ الأخر أو من قتل ليلى حائك".

قصصه القصيرة: صدرت لغسان كنفاني خمس مجموعات قصصية و هي: "موت سرير رقم 12" عام 1961م، و "أرض البرتقال الحزين" عام 1962، و "عالم ليس لنا" عام 1965، و"عن الرجال والبنادق" عام 1968، و"القميص المسروق وقصص أخرى" نشرت بعد وفاته.