أثار تمكّن ستة من الأسرى الفلسطينيين من سجن "جلبوع" الصهيوني شديد التحصين، إحراجًا عامًا في الأوساط الأمنية الصهيونية، التي أكدت أنها حادثة محرجة للغاية، في ظل غياب أي معلومات استخبارية عن نفق الهروب الذي استمر حفره زمنًا طويلاً، وعن نوايا الأسرى، وخصوصًا هوياتهم. حيث ينتمي خمسة منهم إلى حركة الجهاد الإسلامي بينما السادس هو زكريا الزبيدي القائد السابق لكتائب شهداء الأقصى.
وفي ظل عملية البحث والتفتيش والمطاردة التي يقوم بها قوات كبيرة من الشرطة الصهيونية وحرس الحدود وعناصر الأمن، باستخدام الكاشطات المسيرة والكلاب البوليسية، توالت التحليلات عن الجانب الصهيوني التي اتسمت بالإحباط والصدمة، ومن الجانب الفلسطيني محيية إنجاز أبطال السجون الذي يثبت من جديد أن باب الحرية "بكل يد مضرجة يدق".
وحسب أنباء العدو، فإنّ الحادث الأمني الخطير الذي جرى الحديث عنه ليلة أمس في الشمال الفلسطيني المحتل تمثل بهروب ست سجناء "أمنيين" حسب وصف العدو، وهم أسرى فلسطينيون يقضون أحكامًا مؤبدة في سجن جلبوع الذي بني عام 2004 على شكل حصن منيع، وقامت ببنائه شركة إيرلندية على غرار السجون البريطانية في إيرلندا، حيث تركب كل زنزانة بشكل منفصل بحيث تكون حصنًا يمنع الهروب بحد ذاتها.
وتمكن الأسرى الأبطال من انتزاع حريتهم عبر حفر نفق بوسائل بدائية، حيث لاحظ السجانون الصهاينة غياب عدد من الأسرى، ثم تم اكتشاف النفق بعد ساعة، وعلى الفور تم تنفيذ حملة تفتيش ومطاردة واسعة النطاق استخدمت فيها أيضًا طائرات مروحية وكاشطات ودوريات آلية، من قبل جهاز الأمن العام الشاباك والشرطة وحرس الحدود.
وحسب أنباء أخرى فقد وقع الهروب في الجناح 2 من سجن جلبوع، الذي يقع قرب السياج وتشير التقديرات أن حفر النفق استمر سنوات، ومما زاد الإحراج زعم العدو وجود ست سيارات هروب كانت بانتظار الأسرى خارج السياج.
وأحد الاحتمالات التي يجري استكشافها هو أن الفدائيين المتحررين حفروا النفق تحت حجرة المرحاض، وتمكنوا من الخروج من أرض السجن عبر بئر الصرف الصحي، ووفقًا لإحدى الشهادات، كان أول من اكتشف الهروب مزارعين يعملون في المنطقة، ظنوا أنهم لصوص هربوا، و أبلغ المزارعون الشرطة ومن هناك وصل تقرير إلى مصلحة السجون.
ويقول مسؤولون أمنيون إن الفدائيين استغلوا عطلة "روش هاشناه"، حيث تكون قوات السجن قليلة، و تلقت استخبارات IPS مؤخرًا إشارات على أنه قد تكون هناك أعمال شغب في أحد السجون، ولكن يبدو أنه تمرين مصمم لإخفاء خطة الهروب الستة.
وقال مصدر أمني صهيوني للقناة 12 إن هذه كانت حادثة محرجة للغاية بالنسبة لمصلحة السجون، حيث تمكّن السجناء الأمنيون من التخطيط لهروب معقد لفترة طويلة - دون تلقي أي معلومات استخباراتية، وقال إن ما تبقى هو تعلم الدروس.