Menu

في سياق سرقة المواقع الأثرية

مخطّط صهيوني يستهدف المسجد الأبيض في مدينة حيفا المحتلة

المسجد الأبيض في حيفا

الداخل المُحتل _ بوابة الهدف

ذكرت مصادر محلية بالداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، اليوم الخميس، أنّ لجنة متولي الأوقاف في حيفا تسعى جاهدة منذ عقود من الزمن من أجل التصدي ومواجهة مخططات الاحتلال لبسط السيطرة على حيّز العديد من المواقع الأثرية الدينية والتاريخية في المدينة، محاولة طمسها من خلال مخططات مختلفة.

وكشفت اللجنة مؤخرًا، عن نية شركات خاصة تنفيذ مخطط خطير جرى المصادقة عليه عام 1985، والذي يهدد المسجد الصغير (الأبيض) التاريخي في مدينة حيفا المحتلة من خلال إقامة مبنى على أرضه وملاصق له، وهو مكون من 27 طابقًا للسكن والفنادق والتجارة والمكاتب بالإضافة إلى بناء 258 وحدة سكنية بعنوان "عمارة المتحف – حيفا"، بما فيه أيضًا حفر 4 طوابق تحت الأرض الأمر الذي يهدد المسجد ويؤدي إلى طمسه.

ويُذكر أنّ الأرض هي أرض وقف مصادرة، وجاء في المخطط أن الأرض حول المسجد سيتم تحويلها لـ"الدولة" وسيتم بناء المشروع عليها، وبدورها اعترضت لجنة متولي وقف الاستقلال على التخطيط بسبب خشيتها من تأثير أي بناء بجانب المسجد وأي أعمال بناء تحت وفوق الأرض على المسجد الصغير (الأبيض) نظرًا لحساسيته وأهميته التاريخية والمعمارية؛ وطالبت بتنسيق التخطيط مع المسؤولين في الوقت والتأكد من عدم المس بالمسجد وأساساته.

كما باشرت لجنة متولي الأوقاف بحراكها ضد المخطط، إذ نظمت كنشاط احترازي أول وقفة احتجاجية أمام بلدية حيفا، الأسبوع الماضي، خلال تقديم المخطط أمام لجنة التخطيط والبناء في بلدية حيفا لمناقشته؛ وتقرر في أعقاب الاحتجاج إزالة المخطط عن طاولة البحث في لجنة التخطيط التابعة للبلدية بشكلٍ مؤقت حتى يتم دراسة تأثيره على المسجد.

بدوره، قال عضو لجنة متولي أوقاف الاستقلال في حيفا، فؤاد أبو قمير لموقع "عرب 48"، إنّ "هيئة متولي وقف الاستقلال في حيفا منذ أن تم تشكيلها ألقي على عاتقها حمل ثقيل، تشكل من خلال الممارسات القمعية بحق الأوقاف في حيفا، من خلال عمليات البيع للكثير من المقدسات، وتصفية بعضها بشكل كامل كمسجد الجرينة وبعض المقابر التي أقيمت صفقات على حسابها".

وتابع أبو قمير: "في البداية اصطدمنا بصعوبات جمة وكان لزاما علينا تحدي هذه الصعاب بكل ما أمكننا من تضحيات للحفاظ على مقدساتنا، فهي بالنسبة لنا تاريخ، تراث، حضارة، وجود وبقاء وعروبة. المسجد الأبيض الصغير هو أقدم معلم تاريخي إسلامي في حيفا حيث بني عام 1761 وهو يمثل بدوره عروبة حيفا وأهلها القاطنين فيها منذ تأسيسها".

ولفت إلى أنّ "المؤامرات لم تتوقف على هذا المسجد، فهو يعاني منذ العام 1948 عندما هدم جزء منه وتمت مصادرته، ونخشى اليوم من اقتطاع ساحة المسجد، حيث تم في السابق مصادرة قطعة أرض محاذية للمسجد وتعد جزءا منه، من خلال شركة ماكس في العام 1985"، مُؤكدًا أنّ "هناك الكثير من المقدسات الإسلامية في حيفا والتي اختفت الكثير منها، كمقبرة الشيخ عيسى، ووقف الخطيب، وأذكر في هذا السياق مصلى الخضر الذي لا نستطيع الصلاة فيه على الرغم من أنه معلم إسلامي ومصلى ويوجد فيه محراب، وقد أثبتنا لبلدية حيفا إسلامية المصلى حينما وثقنا المقدسات في حيفا، وأنا بنفسي أزحت الستار الذي يغطي المحراب وهو موجود حتى اليوم، وشاهد على أن المصلى للمسلمين، وشهدنا محاولات عديدة للاستيلاء على ما تبقى من مقدسات، والمحافظة على المقدسات أمانة في أعناقنا ويجب الحفاظ عليها ما أمكننا ذلك، ونحن صامدون ومستمرون للحفاظ على ما تبقى من مقدسات في حيفا، والتي يعد وقفها أكبر وقف للمسلمين في فلسطين بعد القدس الشريف، ولكن لم يتبق من هذا الوقف إلا القليل، ويمكنكم رؤية مدرسة تتبع وقف الاستقلال بالقرب من هنا، معالم أخرى ما زالت موجودة هنا ولكنها مهددة. ومن الجدير ذكره أنه قبل العام 1948 كانت هناك إدارة ناجحة للأوقاف قامت بعدة مشاريع لمصلحة أهل حيفا".

وبيّن أبو قمير أنّ "أغلب أوقاف حيفا مصادرة، وقد قمت بعدة جولات، اطلعت خلالها على إقدام السلطات الإسرائيلية على مصادرة أوقاف إسلامية أقيمت عليها ملاعب، وكانت في السابق تتبع لوقف الاستقلال، وحتى مسجد سيدنا علي الموجود في هرتسليا أيضًا يتبع لوقف الاستقلال، ورغم حصولنا على وثائق تثبت تبعيته لوقف الاستقلال، إلا أننا لا نستطيع إدارته، وقد بيع من ضمن الصفقات التي تمت بعد عام 1948، أيضًا مقبرة القسام صودر منها ما مساحته 30 دونمًا من أصل 43 دونم".

وأكمل حديثه: "تمكنا من استعادة وتحرير مسجد ومقبرة الاستقلال بعد أن دفعنا مبلغ مليون و300 ألف شيكل، بعدما جرى بيعهما بموجب صفقة مشبوهة. إن هذه المقدسات تمثل وجودنا وتاريخنا وحضارتنا، وهناك التفاف شعبي حولنا، أيضًا تؤازرنا في دفاعنا عن المقدسات العديد من المؤسسات والأحزاب والهيئات والأفراد، وجميعها لا تدخر جهدًا في ذلك، بل تقدم أموالها وأرواحها في سبيل ذلك، وأقرب مثال على ذلك مبيت بعض المتطوعين في مقبرة القسام لمدة سبعة شهور متواصلة في سبيل الذود عن المقدسات الإسلامية".

المصدر: عرب 48