Menu

"صور" لا حياة مع اليأس: محمّد يتجاوز مرضهُ ليرسمَ أحلامــه

12202235_10153273361477507_583608525_n

بوابة الهدف_ محمود الحاج

برغم مرضِه الذي أقعدَه، وجد الفنان محمد الدلو ابن العشرين عاماً، في قلم الرصاص والورق سبيلاً لتحقيق أحلامه، حتى جسّد أولاها بمعرضٍ فني حمل عنوان "الإنمي حياتي"، افتتحه في إحدى زوايا قرية الفنون والحرف بمدينة غزة.

محمد، أصيب في صغره بمرض ضمور العضلات الذي حال دون تمكّنه من ممارسة حياته بشكل طبيعي، فأقعده المرض، لكنّ طموحه وإرادته لم تقعد ، حيث تحرّك بخيالاته وأفكاره وموهبته التي احترفها، وهي الرسم، حتى باتت رفيقة وحدته.

"حينَ أنهيت أوّل رسمة لي، شعرت وكأنّي هزمت مرضي، وقد نالت إعجاب من حولي، فشجعوني على رسم المزيد، ومواصلة هذه الموهبة الفنية" يقول الفنان محمّد.

ويُتابع في حديثه لـ"بوابة الهدف": قضيت أياماً في المشافي أكثر من التي عشتها في المنزل، أقعدني المرض فلم أستطِع إكمال تعليمي، ورغم محاولات عائلتي دمجي مع أقراني، إلّا أنّ مرضي عزلني عن الناس، فتوّجهت للرسم".

المعرض الذي أُقيم أمس وحضره عدد كبير من الفنانين والمُهتمّين، تميّز بتنوّعه وحيويّته ما يعكس خيال محمّد الواسع وحبّه وإقباله على الحياة، وكما يقول "وجدت الرسم طريقةٌ أعبّر بها على الورق عن ذاتي وأفكاري".

أكثر من 500 رسمةٍ خطّها محمّد على البياض، رسماتٌ تغلُب عليها شخصيات "الإنمي" وهي رسومٌ كرتونيّة مميّزة ولها طريقة خاصة في الرسم، إضافة لرسومات أخرى حملت الطابع الوطني المُقاوم.

الفنان محمد النجار أكد على أهمية رسومات الشاب محمّد، في إيصال الرسالة للعالم الخارجيبأنّنا هنا ونُريد الحياة، موضحاً أن "أعمال الفنان الشاب اختصرت الكثير من العبارات، خاصةً في مواضيع الواقع ودعم الانتفاضة في وجه الاحتلال".

الفنان محمد الحاج كتب على صفحته عبر "فيسبوك": نحن أمام حالة فنية فريدة ومميزة تعتبر أيقونة في تحدي الصعاب والمعيقات، محمد تحدى إعاقته و أوصل لنا رسالة مفادها أنّه مهما كانت الحياة صعبة وقاسية فلن تكون أقوى من الإرادة والعزم والتصميم، كثيرون من يدّعون الفن، ولكن محمد مشروع فنان حقيقي، و واجبٌ علينا الوقوف إلى جانبه".

رئيس بلدية غزة القائمة على المعرض، نزار حجازي، أوضح أن عمل البلدية واهتمامها لا يقتصران على العمل الخدماتي فحسب، بل يتعدّى ذلك لتشارك البلدية في النشاطات الفنية المختلفة بالدعم والرعاية، وهذا المعرض هو نموذج واحد من نماذج دعم البلدية لهذه المواهب الحقيقية.

وعن قرية الفنون والحرف التابعة للبلدية، قال بأنّها تعتبر منبرًا لإيصال أعمال الشباب الفلسطيني من خلال فتحها بشكل يومي لاحتضان هذه الأعمال الفنية والرياضية وغيرها.

محمّد الدلو، هذا الفنان ذو الروح العالية، وجه رسالةً  للمهتمّين بأن ذوي الاحتياجات الخاصة لديهم الكثير من المواهب والقدرات التي يجب على الجميع احتضانها، داعيًا جميع المسؤولين للاهتمام بهذه الفئة ودعمها والعمل على إبرازها داخل المجتمع وعدم تهميشها.

صوّر الرسومات: خالد أبو الجديان