Menu

مرة أخرى ! آل ثان...ابتعدوا عن غزة !

مرة أخرى ! آل ثان...ابتعدوا عن غزة !

مع استفحال أزمات قطاع غزة، تخيم الكآبة على الحياة ويصل الإحساس بالقهر و اليأس إلى أبعد مدى ... يعربد غول الانقسام في الشوارع ويتعمق شعور الإنسان بالعبثية واللا جدوى تجاه كل شيء !
ووسط هذا الحال المزري تطلّ علينا ( دولة الدور والوظيفة ) ، قبيلة البترودولار ، قطر... لتعلن عن بناء سفارة، وقصر للسفير في أرقى مناطق القطاع المحاصر...بقعة لها رمزيتها الوطنية لارتباطها بالراحل الكبير ياسر عرفات إذ لا زالت مروحيته التي دمرها الاحتلال تتوسط المكان و تدفعنا الى الترحم عليه وعلى زمنه ... حيث تحصل عشيرة آل ثان بصورة غامضة و مريبة على أربعة دونمات من الأرض لإنشاء (صرحها الحضاري) قرب ميناء غزة اليتيم !
إنني كمواطن غزيّ ، و كغيري ممن رضعوا حليب المقاومة في غزة ، وعانيت ويلات الاحتلال من اجتياحات وحروب ودمار وقمع وقتل وتدمير لأبسط مقومات الحياة ... كما كابدت آلام الحصار و الحرمان لما يقرب عقدا من الزمن.. أعبر عن رفضي و سخطي وغضبي تجاه هذا المشروع المشبوه ، كما أرفض بشكل مطلق التسليم و الإذعان للمال القطري المغرض والفاسد و المشبوه مهما كانت مبرراته وغطاءاته المفضوحة ...
وأؤكد أن الارتهان للأجندة القطرية هو إفساد وتشويه لمقاومتنا الباسلة في قطاعنا الحبيب ... إن هذا الموقف الغاضب ليس موقفاً عدمياً ، بل ينطلق من قراءة تاريخية موضوعية للحالة الملتهبة في المنطقة العربية و دور عشيرة آل ثان المشبوه فيها ...وهناك الكثير من الأسباب وراء هذا الغضب والاستهجان ،منها على سبيل الذكر لا الحصر :
أولاً: إن المتتبع للوظيفة القطرية في المنطقة يلاحظ ودون أي شكّ أنها مجرد أداة تخريبية في يد القوى الكبرى في العالم ... فآل ثان لعبوا دوراً خطيرا مباشرا أو غير مباشر في تقسيم السودان وفي حرق ليبيا و في تدمير سوريا ولم تدخر جهداً للعبث في الساحة المصرية ... أما على الصعيد الفلسطيني ، فقد شكلت عشيرة آل ثان القوة الخبيثة الناعمة المدافعة عن الانقسام والحريصة على تخريب أية مبادرة لإنهائه ... ووظفت لهذه المهمة أدوات مختلفة على رأسها المال السياسي الفاسد تحت عنوان المشروع القطري للإعمار بعد العدوان المتكرر على غزة ...
وهذا المال المشبوه لا يوظف عبر القنوات السيادية الشرعية كما لا يخضع لأية هيئات رقابية ... بل يتم منحه لطرف فلسطيني دون الآخر ليشكل مصدر قوة زادت من تعنت هذا الطرف وعناده وبالتالي ساهم في الحفاظ على حالة الانقسام البغيض بين جناحي الوطن ومنع تنفيذ كافة مبادرات المصالحة الوطنية المتكررة. 
هذه الأدوار المكررة و المفضوحة لعشيرة آل ثاني في مختلف الساحات العربية إلى جانب "الأوتوستراد " المفتوح بينها وبين دولة الاحتلال تشير إلى خطورة وظيفتها التدميرية في المنطقة!
ثانياً: فلسطينياً ... لا تملك قوة الأمر الواقع في قطاع غزة حق منح هذه الأرض الحيوية و ذات الرمزية الوطنية الخاصة لأية جهة كانت ، فالتصرف بأملاك الشعب على هذا النحو في ظل حالة الانقسام ، غير شرعي وغير قانوني ، وممارسة ذلك سيعمق حالة الانقسام الأسود ويخلق وقائع جديدة تشكل عثرات إضافية على طريق المصالحة ...
وإذا كانت السفارة القطرية وقصر السفير أو مقر إدارة المشروع القطري - كما يدعون- ستقعي أمام شاطئ بحر غزة و في أكثر الأماكن حيوية ، فماذا عن سفارات الأتراك و الأمريكان والروس ، فهل نمنحهم أرض السرايا أو ساحة الجندي المجهول أو الكتيبة مثلا؟!!!
ثالثاً: السفارة القطرية وقصر سفير آل ثانٍ في هذا المكان سيتطلب بالضرورة تخصيص جزءا خاصا من الشاطئ للسباحة والترفيه ، وربما يرسو يخت أميري في الميناء ، هذا اليخت الأميري سيستخدم للتنقل عبر المتوسط من سواحل غزة إلى شواطئ المجدل أو تل أبيب ، وبالتأكيد سيتم توظيفه في تهريب المشاريع السياسية المشبوهة من وإلى غزة ... كما أن هذا الواقع سيتطلب إجراءات أمنية ضخمة لتوفير الحماية لأمراء آل ثانٍ و عائلاتهم و ضيوفهم... وعليه ستتحول هذه المنطقة إلى ثكنة عسكرية يوظف فيها رجال المقاومة في حماية زوجة السفير وأطفاله !
إن المقاومة النبيلة التي تدير عملياتها ضد الاحتلال من داخل الأنفاق السرية المعتمة و في ظل حصار خانق ، لا يجب أن ترتضي منح قطعة من الساحل العزيز لها رمزيتها الوطنية، لكيان رخيص كإمارة قطر لتنفيذ سياستها التدميرية المشبوهة عبرها ...
كما إن هذا المشروع يشكل استفزاز سافر لكرامة كل مواطن غزي واستخفاف بمشاعرهّ الوطنية و الإنسانية...فلتتوقف حالا اجراءات هذا المشروع... وليسقط المال القطري الفاسد و الى الجحيم شارع الرشيد القطري و شارع صلاح الدين القطري ومشاريع الإسكان القطرية والمستسشفى القطري... ولتغرق قطر وعشيرة آل ثان / في قعر آبار الزفت/ في خليج القار اللعين... ابتعدوا عن غزة التي لن يقبل أهلها أبدا أن تكون بوابة المطبعين المهزومين اللاهثين خلف تل أبيب !!!