كشفت شهادات الأسرى الفلسطينيين عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان تشمل التعذيب الكهربائي والاغتصاب والقتل وتكسير العظام. هذه الشهادات تعكس ممارسات تعذيب بشعة تتمثل في قسوة لا تُحتمل، ويعززها تقارير من منظمات حقوقية دولية.
في شهادة أسير فلسطيني سابق، أفاد بأنه تعرض لمجموعة من أساليب التعذيب التي شملت صدمات كهربائية على يدين وقدميه، بالإضافة إلى الاعتداء الجسدي المتكرر. لكن شهادته تتجاوز التعذيب الكهربائي لتشمل تفاصيل عن تعرضه للضرب المبرح وتكسير عظامه، مما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة.
حالة معتقل "سديه اتيمان" تبرز أيضاً كحالة نموذجية لهذا النوع من الانتهاكات. وفقاً للتقارير، تم اعتقال اتيمان خلال العدوان على غزة، وذكرت شهادات أنه تعرض للضرب الوحشي، وتكسير عظامه، إضافة إلى الاعتداء الجنسي. هذه الانتهاكات لم تقتصر على التسبب في أضرار جسدية بل أثرت أيضاً على حالته النفسية بشكل كبير.
شهادات أخرى، مثل تلك التي قدمها الأسير "محمود"، تتحدث عن تعرضه للاغتصاب خلال فترة احتجازه، وهو ما يعكس تطوراً خطيراً في أساليب التعذيب. محمود أكد أنه تعرض لاعتداءات جنسية على يد المحققين، مما زاد من صعوبة معاناته.
في سياق آخر، تشير شهادات إلى حالات القتل التعسفي التي تمت أثناء فترة الاحتجاز. يروي أحد الأسرى المحررين كيف شهد عمليات قتل لأسرى آخرين، حيث تم قتلهم بدم بارد بعد تعرضهم للتعذيب، مما يعكس إمعان السلطات الإسرائيلية في انتهاك حقوق الإنسان.
VID_20240815_122210_353.mp4
تسلط هذه الشهادات الضوء على الأبعاد المأساوية لأساليب التعذيب المستخدمة، وتؤكد على الحاجة الملحة لتحرك دولي لحماية حقوق الأسرى الفلسطينيين وتقديم الدعم للضحايا.
في التقرير الأخير حول الانتهاكات التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون في ظل العدوان على غزة بعد السابع من أكتوبر 2023، يتضح أن الشهادات المتعلقة بالتعذيب والاغتصاب والقتل تتوافق مع الإحصائيات والأرقام التي قدمتها المنظمات الإنسانية الدولية والمؤسسات الحقوقية الإسرائيلية. هذه الإحصائيات تدعم الروايات التي تقدمها الشهادات الفردية وتكشف حجم المعاناة التي يعانيها الأسرى الفلسطينيون.
الأمم المتحدة (OCHA):
في تقريرها الصادر في منتصف أغسطس 2024، وثقت الأمم المتحدة أكثر من 1,200 حالة اعتقال في غزة منذ بداية العدوان، مع تسجيل 400 حالة على الأقل تعرضت للتعذيب الجسدي.
التقرير أشار إلى أن 15% من الحالات الموثقة شملت التعذيب الكهربائي، و10% تضمنت حالات تكسير عظام. كما تم تسجيل 20 حالة اغتصاب تم الإبلاغ عنها من قبل الأسرى.
اللجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC):
في تقريرها الصادر في سبتمبر 2024، أفادت بأن 30% من الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم أفادوا بتعرضهم للتعذيب، بما في ذلك صدمات كهربائية واعتداءات جسدية.
التقرير أشار إلى وجود 50 حالة قتل للأسرى تحت التعذيب أو نتيجة للإصابات الناجمة عنه.
مركز بتسيلم
في تقريرها الأخير، وثقت "بتسيلم" أكثر من 700 حالة تعذيب ممنهج للمعتقلين الفلسطينيين، مع التركيز على استخدام أساليب تعذيب كهربائي وتكسير العظام.
التقرير أشار إلى أن 25% من الحالات الموثقة تضمنت اعتداءات جسدية شديدة، بما في ذلك حالات الاغتصاب التي تم توثيقها في بعض حالات الاحتجاز.
هيومن رايتس ووتش (HRW)
- أفادت في تقريرها الصادر في أغسطس 2024، بأن 35% من الأسرى الفلسطينيين الذين تم التحقيق معهم أوائل هذا العام قد تعرضوا لأحد أشكال التعذيب، بما في ذلك التعذيب الكهربائي والضرب المبرح.
- التقرير أشار أيضاً إلى أنه تم تسجيل 15 حالة اغتصاب و40 حالة وفاة نتيجة التعذيب، مما يعكس مدى تفشي هذه الانتهاكات.
تدعم هذه الإحصائيات والتقارير شهادات الأسرى عن التعذيب والتنكيل، بما في ذلك التعذيب الكهربائي، الاغتصاب، تكسير العظام، والقتل. تدعو هذه البيانات إلى تدخل دولي عاجل لمحاسبة المسؤولين وتوفير الدعم للضحايا، وضمان حقوق الإنسان وحمايتها.
