Menu

في خضم أزمة القدس.. الجبهة الشعبية: ٥٠ عاماً من النضال

بقلم: مارسيل كارتيير - ترجمة: فؤاد ديب

جلب  "دونالد ترامب" النار والغضب إلى شوارع فلسطين وذلك بإعلانه الأسبوع الماضي بأن الولايات المتحدة ستكون أول دولة تعترف رسمياً ب القدس عاصمة "لإسرائيل"، هذه المدينة (القدس)  التي  يشير إليها الفلسطينيون على أنها عاصمتهم، وبذلك ستكون كل بلدة وقرية في الضفة الغربية على حافة  مواجهة كبرى جديدة مع محتلها.

هنا لا تزال ملحمة "داوود" مقابل "جالوت" تحافظ على أهميتها حيث يلقي الشباب الفلسطيني الحجارة على الجنود الإسرائيليين المسلحين بأكثر الأسلحة تقدماً من خلال توفير المساعدات المقدمة "لإسرائيل"  ببلايين الدولارات.

إن المقاومة بأدواتها المتواضعة للمستعمرين قد تعني أنها مسلحة تسليحاً خفيفاً على النقيض من خصومها، ولكن قوة الإرادة لدى المضطهدين الفلسطينيين التي أظهرها التاريخ ستكون هي العامل الحاسم في تحريرهم في نهاية المطاف.

كان  المفترض أن يكون اليوم هو يوم لاحتفال عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين يعتبرون أنفسهم مؤيدين للفصيل الثاني الأكبر في منظمة التحرير الفلسطينية. ومع ذلك وبسبب خطورة الوضع الملموس الذي يتكشف في هذا الفصل الجديد من النضال ضد القمع تحول هذا الاحتفال إلى مسيرة غضب ضد الدولة الصهيونية. و هذه الحالة هي  الطريقة  الأكثر ملاءمة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كي تحتفل  بالذكرى السنوية الخمسين لها و أن تكون في طليعة ما يمكن أن يشّكل انتفاضة جديدة.

أصول الحزب ثوري ماركسي

على مدى نصف قرن مضى حافظت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على نهج ثابت تجاه النضال من أجل التحرير الوطني الفلسطيني؛ فتاريخها هو واحد من حركة  الأحزاب الثابتة في الإطار الأيديولوجي المبدئي، فضلاً عن الالتزام المبدئي بالكفاح بمعنى أن اللغة الوحيدة التي يفهمها المستعمر هي لغة الكفاح المسلح والدفاع عن النفس.

إن تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في أعقاب حرب الأيام الستة في عام 1967 الذي شهد احتلال الضفة الغربية من قِبل "إسرائيل" بعد عقدين تقريباً من سيطرة الأردن عليها  كان يعتبر ضرورة في مواجهة ما اعتُبر عدم قدرة الدول العربية على  أي نوع من المقاومة الفعالة لاحتلال فلسطين، وكانت الجامعة العربية  قد اجتمعت قبل ذلك بثلاث سنوات وأسست منظمة التحرير الفلسطينية كوسيلة للنضال المسلح ضد "إسرائيل". ومع ذلك، كان يُنظر إلى المنظمة من قبل العديد من الثوار الفلسطينيين على أنها غير كافية لهذه المهمة التاريخية.

أما بالنسبة للماركسيين الفلسطينيين المستلهمين التجربة من الثورات المناهضة للاستعمار التي تشن عبر ما يسُمى بالعالم الثالث من قبل شخصيات مثل إرنستو 'تشي' غيفارا في كوبا وبوليفيا، فضلاً عن "هوتشي منه" في فيتنام، فإن منظمة التحرير الفلسطينية لم تسلك بنظرهم الخطوات  اللازمة التي يمكن أن تؤدي إلى النصر.

إن عدم وجود منظور اشتراكي حقيقي يعني أن منظمة التحرير الفلسطينية ستقتصر أيديولوجيتها على العقيدة البرجوازية التي لا تستطيع أن تغير من الواقع المأساوي البائس للشعب الفلسطيني شيئاً،  وقبل ذلك لن  تُغير من واقع نفيه ولجوئه خارج أرضه شيئاً أيضاً .

في البداية، لم يكن تأسيس الجبهة الشعبية يعني إنشاء حزب مركزي ديمقراطي، وكان القصد منها أن تكون - كما يوحي الاسم "جبهة" - أي بعبارة أخرى مجموعة من المنظمات التي تنسق أنشطتها تحت مظلة واحدة.

 كانت الجبهة في أيامها تلك تعني اندماج حركة القوميين العرب التي أسسها جورج حبش مع جبهة التحرير الفلسطينية و مقرها في سوريا، فضلا ًعن مجموعة تسمى "شباب الثأر"، ومع ذلك فإن الوحدة المؤقتة التي سادت آنذاك لم تدم  طويلاً ، كما أن  الانشقاقات والانقسامات سرعان ما بدأت تظهر في التكتيكات والأيديولوجية.

بعد انضمام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى منظمة التحرير الفلسطينية في عام 1968، هدفت المنظمة إلى تعزيز برنامجها باعتمادها وثيقة تاريخية هي "استراتيجية تحرير فلسطين" وفي عام 1969، تحولت الجبهة الشعبية نفسها فعلياً إلى حزب لينين ي مقاتل.

أعداء القضية الفلسطينية

أعطت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في وثيقتها التأسيسية اهتماماً كبيراً لمسألة  (من هم أعداؤنا) وطبعاً من نافل القول أنه جاء في بيانهم التأسيسي أن "دولة إسرائيل هي القوة المعادية الرئيسية". ومع ذلك، خلافاً لبعض الفصائل الفلسطينية الأخرى، فإن تحليلها لم يتوقف هنا، فقد رأت أن إنشاء "إسرائيل" كمشروعٍ يرتبط ارتباطاً وثيقاً لا انفصام فيه مع الإمبريالية برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية .

وقد جاء في هذه الوثيقة:

عدونا ليست "إسرائيل" وحدها. فمع "إسرائيل" والصهيونية هناك الإمبريالية، وما لم يكن لدينا معرفة علمية واضحة لعدونا لا يمكننا أن نأمل في الانتصار عليه .

أما الرأي الذي يحاول "تحييد" صراع القضية الفلسطينية على الصعيد الدولي ويقول "لماذا لا نحاول كسب أمريكا إلى جانبنا في المعركة بدلاً من السماح لها بالبقاء على الجانب الإسرائيلي!" هو رأي خاطئ وخطير لأنه غير علمي وغير واقعي وبعيد عن الموضوعية، إنه رأي خطير لأنه يُضِل عن حقيقة العدو الذي نواجهه ويؤدي إلى حسابات خاطئة خلال المعركة.

وهذا الواقع أثبته نصف قرن من القتل المستمر للشعب الفلسطيني واستعباده من قبل آلة الحرب الأمريكية. بل إن أكثر الإدارات الأمريكية ليبرالية بقيت تحافظ على دعمها القوي "لإسرائيل"، بما في ذلك المساعدة العسكرية الضخمة وعدم مطالبتها  التخلي عن بناء المستوطنات وعدم القلق على "حقوق الإنسان".

وكما سبق أن أشرت، فإن أحد الأسباب الرئيسية لتأسيس الجبهة الشعبية الفلسطينية هو ضرورة تشكيل حزب ماركسي فلسطيني يتولى قيادة الكفاح من أجل التحرر الوطني وهذا يعني فقط حق العودة لحوالي ثلاثة أرباع مليون عربي طردوا من وطنهم خلال قيام دولة "إسرائيل" (الذي يسميه الفلسطينيون يوم "النكبة" أو الكارثة)، فقد كانت رؤيتها  أنه لا يمكن تبديل الاستعمار بالرأسمالية بعد تحرير فلسطين، وهذا كان يعني شن معركة أيديولوجية ضد الفصائل الفلسطينية الأخرى، بما فيها حركة فتح التي يتزعمها ياسر عرفات ، وهي الفصيل الأكبر في منظمة التحرير الفلسطينية الذي أصبح مرادفاً للمنظمة ككل تقريباً، وضد الحكومات العربية التي كانت غير قادرة على هزيمة "إسرائيل"  في ساحة المعركة عام 1967،  وبذلك تتناول الجبهة الشعبية في وثائقها الدور الذي يجب أن تلعبه وتسميه "رد الفعل العربي" .

 اكتسب أصحاب الملايين في العالم العربي بما في ذلك التجار والمصرفيون والأمراء الإقطاعيون وأصحاب العقارات الكبيرة والملوك والأمراء والشيوخ ملايينهم بفضل تعاونهم مع الرأسمالية العالمية. وقد جمعوا هذه الثروة لأنهم وكلاء تجاريون للسلع التي ينتجها رأس المال الأجنبي أو حملة الأسهم الثانوية في المؤسسات المصرفية الأجنبية أو شركات التأمين أو هم شيوخ وأمراء وملوك على رأس الأنظمة التي تدافع عن المصالح الاستعمارية وتحميها وتتضرر من أي حركة جماهيرية تهدف إلى تحرير اقتصادنا من هذا التأثير الاستغلالي، ويمكن لمس صحة هذا الموقف اليوم حيث تتحرك حكومات مثل النظام الملكي السعودي في اتجاه علاقة علنية مع "إسرائيل" لمواجهة الدور الإقليمي المتزايد لإيران، في حين أنهم أي السعوديين أدانوا إعلان "ترامب" نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، واستمروا ببيع الكلام والدفاع الشفوي عن "إخوتهم في فلسطين"، لكن واقع تعاونهم مع "إسرائيل" يشير إلى دينامية مختلفة تماماً. وهذا ينطبق أيضا على الدول الإقليمية الأخرى مثل قطر والإمارات العربية المتحدة والبحرين وغيرهم ممن قد لا يعترفون رسميا "بإسرائيل" لكنهم يشكلون عنصراً هاماً من مكونات النظام الإمبريالي العالمي الذي لا يمكنهم في نهاية المطاف من أن يلعبوا أي دور مهم في تحقيق الحرية للفلسطينيين والأمر نفسه يمكن أن يقال عن الحكومة التركية التي تزداد فاشية برئاسة  "أردوغان" الذي لا يقتصر أمره على النفاق الشديد كأن يعلن أن "إسرائيل" دولة إرهابية لكن في الوقت نفسه تشارك تركيا في حرب إبادة جماعية ضد السكان الأكراد و يحجب العلاقة العميقة والحميمة تاريخيا بين حكومة حزب العدالة والتنمية برئاسة "أردوغان" والدولة الإسرائيلية بما في ذلك التجارة والتعاون العسكري.

النضال داخل منظمة التحرير الفلسطينية:

إن معاداة الإمبريالية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تعني أن الجبهة يجب أن تتحّمل علاقات ضعيفة مع الفصائل الأخرى داخل منظمة التحرير الفلسطينية. ويمكن وصف هذه العلاقة بأنها بمقولة (وحدة صراع وحدة) فهي معهم في هيئة واحدة وفِي صراع وخلاف عميق معهم من ناحية أخرى، فقد قررت الجبهة الشعبية الدخول في منظمة التحرير الفلسطينية، وظلت تحاول إعادة توجيهها أكثر إلى اليسار. ومع ذلك، فإن العديد من الخلافات نشأت مع الآخرين في بعض الأحيان بحيث لا يمكن التوفيق بينها. وكانت إحدى هذه المرات في عام 1974 عندما غادرت الجبهة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بعد اعتماد المنظمة للنقاط العشر التي ألمحت إلى تحرير فلسطين مرحلياً و بوسائل أخرى غير المواجهة المسلحة والنضال. ولم يكن ذلك مقبولاً لدى الأمين العام للجبهة الشعبية جورج حبش وقيادتها، التي نادت وباستمرار في الدعوة إلى فلسطين ديمقراطية واحدة فوق الأرض الفلسطينية التاريخية. وكانت الجبهة تنظر إلى التسوية بشأن هذه المسألة على أنها رفض للنضال من أجل التحرير الكامل وكما قال المسؤول المرموق والناطق الإعلامي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين غسان كنفاني في مقابلة مع التلفزيون الأسترالي في بيروت قبل اغتياله بوقت قصير في عام 1972

س: لماذا لا تشارك منظمتك في محادثات سلام مع "الإسرائيليين"؟.

ج: "إنها لا تعني محادثات سلام بل تعني الاستسلام.

س: "لماذا لا تتحدثون فقط؟"

ج: "نتحدث مع من؟"

س: "التحدث إلى القادة الإسرائيليين".

ج: "هذا يعني نوع من محادثة بين السيف والرقبة"

س: "حسنا، إذا لم يكن هناك سيوف ومسدسات في الغرفة فهل يمكن الحديث".

ج:لا.لم أر قط أي حديث بين المستعمرين وحركة تحرر وطني ".

س: "ولكن على الرغم من هذا، لماذا لا نتحدث؟"

ج: "نتحدث عن ماذا؟"

س: "الحديث عن إمكانية عدم القتال".

ج: "لا تقاتل من أجل ماذا؟"

س: "لا قتال على الإطلاق. بغض النظر عن ماذا. "

ج: "الناس عادة تكافح من أجل شيء ما. ويوقفون القتال من أجل شيء ما. لذلك لا يمكنك حتى أن تقول لي لماذا يجب أن نتحدث وعن ماذا، لماذا يجب أن نتحدث عن وقف للقتال؟ "

سقوط الاتحاد السوفيتي وإحياء الماركسية:

في عام 1988، أعلن ياسر عرفات إقامة دولة فلسطين في بيان كتبه الشاعر المرموق محمود درويش. على الرغم من أن "إعلان الاستقلال"، كان في الواقع حلاً وسطاً تاريخياً اعترف فعلياً "بإسرائيل" وألقى احتمالات حق العودة في مهب الريح. وبعد ذلك بخمس سنوات وقع اتفاق اوسلو بين عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي "اسحق رابين" والرئيس الأمريكي "بيل كلينتون". وكان من المفترض أن يخلق هذا الاتفاق إطاراً لمفاوضات السلام التي من شأنها أن تحل أخيراً النزاع الفلسطيني الإسرائيلي وتؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة إلى جانب "إسرائيل".

وكما لوحظ على مدى ربع قرن من الزمان و منذ توقيع الاتفاق، فإن أقوى المدافعين الفلسطينيين عن اتفاق أوسلو فقدوا الإيمان برغبة الدولة الإسرائيلية - وبالتأكيد حكومة الولايات المتحدة - في تحقيق السلام العادل بجدية بأي شكل من الأشكال .

إن إعلان "ترامب" الأخير يساعد فقط على تأكيد وجهة نظر القيادة الفلسطينية الرئيسية لحركة فتح بأن الولايات المتحدة لم تعد قادرة على أن تكون وسيطا لعملية السلام.

ومن المهم أن نفهم أنه خلال الفترة التاريخية بين عامي 1988 و 1993 التي بدأت ب "التسوية التاريخية" وانتهت باتفاق أوسلو، كان العالم يتغير بسرعة. فعلى الرغم من حقيقة أن فتح لم يكن لديها رؤية  لينينية  كما للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إلا أن نضال عرفات من أجل التحرير الفلسطيني لم يجعله ضيف شرف في الدول الاشتراكية بدءاً من الاتحاد السوفيتي حتى ألمانيا الشرقية، ولكن مع ذلك تلقت حركة فتح دعماً سياسياً وعسكرياً من الكتلة الاشتراكية آنذاك، و مع انفراط الكتلة الاشتراكية وعودة الرأسمالية إلى اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية السابق وأوروبا الشرقية، كانت تبدو وكأنها كتابة على الحائط بالنسبة للحركات المناهضة للاستعمار في جميع أنحاء العالم. وهم سيحتاجون إلى التوصل إلى حل وسط مع الإمبريالية، ومحاولة الحصول على أفضل صفقة ممكنة لشعوبهم في ذلك الوقت، حيث لا يوجد أي احتمال لتأييد نضالهم ومساندتهم من قِبل قوة عظمى. كان العالم الجديد تهيمن عليه الولايات المتحدة،  فالاشتراكية كانت ميتة، أو على الأقل كان من المفترض أن تكون كذلك، وهذا ما وضع الجبهة الشعبية في موقف صعب للغاية في بداية التسعينيات. في حين يمكن القول أن فتح دعت إلى نوع من "الاشتراكية" التي ربما لم تكن بالضرورة مرادفاً للينينية الكتلة الاشتراكية، لكن هذا لم يكن ترفاً بالنسبة للجبهة الشعبية وكان السؤال ما هو الاتجاه الذي ستدخله الجبهة؛ فالأحزاب الشيوعية في المنطقة والعالم تقوم بإصلاح نفسها  ديمقراطياً واجتماعياً، وأدت أزمة الماركسية  ببعض الآخرين إلى حل أحزابهم .

ومع ذلك، حافظت الجبهة الشعبية على قناعاتها ومبادئها الأساسية في أصعب الفترات. وقد أدى  الانكماش الذي شهدته الحركة الثورية العالمية لأن تصبح كمنظمةٍ أصغر، إلا أنها لا تزال تحتفظ بنفوذٍ واحترام كبيرين في النضال الفلسطيني. وبعد وفاة جورج حبش في عام 2000، حاول "الإسرائيليون" وضع مسمار في تابوت الحزب عن طريق اغتيال الأمين العام الجديد أبو علي مصطفى . وردت الجبهة الشعبية بتسمية جناحها العسكري باسمه. والجبهة لا تزال ثاني أكبر فصيل في منظمة التحرير الفلسطينية حتى اليوم، حتى مع زعيمها أحمد سعدات الأسير وراء القضبان.

الجبهة الشعبية تتقدم بعد 50 عاماً:

اليوم يبدو أن فتح والسلطة الفلسطينية أصبحت أكثر تصالحاً في وجهات نظرهما مع "إسرائيل" والاحتلال، وحتى  أن حماس تلوح الآن بالاعتراف "بإسرائيل"، لكن الجبهة الشعبية  كما في العديد من مفترقات الطرق ما زالت تقف وحدها فهي واحدة من الفصائل الرئيسية التي لا تزال تحافظ على رؤيتها الأساسية بفلسطين ديمقراطية موحدة. وسواء كان قرار "ترامب" سيجبر حماس وفتح على أخذ المزيد من المواقف المسلحة والتي ما زال  يتعين علينا رؤيتها أولاً.

ما هو واضح الآن هو بداية إحياء اليسار في المنطقة والعالم وهذا يعني أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أصبحت في وضع تاريخي مفيد لإعادة تأكيد وترسخ موقفها القيادي في الحركة الفلسطينية، كما أن أفكار مؤسسها جورج حبش والكثيرون من كوادرها مثل ليلى خالد تحظى بشعبية متزايدة عند الشباب.

إن رؤیة حق العودة للشعب الفلسطیني، وفلسطین اشتراكية للعرب واليهود، وغیرهم من القوميات ما زالت تحتفظ بصلاحيتها بعد أن احتفلت الجبهة الشعبیة لتحرير فلسطين بمرور 50 عاماً على النضال.

  • مارسيل كارتيير: كاتب وناشط يساري أمريكي وموسيقى.