Menu

لمن نصوت في انتخابات بيرزيت؟

بوابة الهدف الإخبارية

القطب الطلابي التقدمي.jpg

بوابة الهدف الإخبارية

ارتبط نضال الحركة الطلابية الفلسطينية منذ تأسيسها بمواجهة المشروع الاستعماري، حيث شكلت بيئة تطور فيها الوعي بالهوية الوطنية والبنى التنظيمية الثورية الفلسطينية بمختلف تياراتها، وهو ما جعلها على نحو مستمر عرضة لهجمات الاحتلال وسياساته القمعية التي استهدفت كوادرها ومناصري اطرها من جمهور الطلبة، والجامعات كمؤسسات تعليمية. هذا الواقع واجهته الحركة الطلابية؛ مسلحة بموقف وطني وجماهيري ساهمت فيه مكونات الجامعات من إدارات ونقابات للعاملين وأطر سياسية وطنية؛ غطت ظهر الحركة الطلابية ودعمت نضالها ضد الاحتلال؛ دفاعًا عن استقلالية ووطنية هذه الجامعات، ولكن ما تغير في السنوات الأخيرة هو تحول خطير في موقف إدارات الجامعات، جاء ليستكمل سلسلة من التحولات في البيئة السياسية الفلسطينية، خصوصًا في شقها الرسمي منذ توقيع اتفاقية أوسلو، حيث باتت الحركة الطلابية عرضة لتدخلات أمنية سافرة من المؤسسات الأمنية الفلسطينية، وتضييق من قبل السلطات الرسمية؛ شكل انضمام إدارات الجامعات له في التضييق على الحركة الطلابية وعلى أنشطة الطلاب، بجانب تمادي لا يقل خطورة في خصخصة التعليم ووضع أعباء مالية على كاهل الغالبية الفقيرة ومتوسطة الدخل من الطلبة.

في زمن سبق، كانت انتخابات مجالس الطلبة في الجامعات مناسبة للحشد الوطني ضد الاحتلال، وفرصة لعرض برامج الأطر الطلابية بشأن هذه المواجهة، بجانب دورها في الدفاع عن الحقوق المطلبية للطلبة. في الاستحقاق الانتخابي الحالي لمجلس طلبة جامعة بيرزيت؛ نقف أمام مشاهد شكلتها سنوات التدخل الأمني في الحياة الطلابية، حيث يتحول إطار طلابي لأداة لقمع لمناضلي الأطر الأخرى؛ مستفيدًا من مظلة أمنية متسلطة، تسعى لقهر عموم الحركة الطلابية، خاصة وأن الانتخابات تأتي بعد عام شهد مجموعة من أسوأ ممارسات إدارة جامعة بيرزيت في تاريخها، وانحياز فاضح من قبلها لمعايير القمع السلطوي للحركة الطلابية. وإذ يتوجه الطلبة لصناديق اقتراعهم بعد أن اعتقل الاحتلال زملائهم، فإن الواجب الأساسي هو الدفاع عن حقهم في هذا الخيار الديمقراطي الذي تحاصره وتهدده الممارسات الأمنية، كما الهجوم الاحتلالي الوحشي المستمر، وبنفس القدر الدفاع عن حقوقهم المطلبية المسلوبة.

إن التصويت حق فردي يعبر عن قناعات الطالب المصوت، ولكنه أيضًا مسؤولية وطنية ومجتمعية، فلا تسليع التعليم أو القبضة الأمنية أو ممارسة البلطجة ضد الطلبة والحركة الطلابية هي خيارات تعبر عن هذه المسؤولية، تجاه حقوق عموم الطلبة وارث طويل من نضال الحركة الطلابية ونضال المجموع الوطني الفلسطيني؛ متمنين للطلاب في بيرزيت، عملية انتخابية وطنية ناجحة في تجاوز معايير الاحتلال والقمع السلطوي وقيوده؛ تنتهي بهزيمة من يدافع عن القيود وانتصار من يدافع عن حرية الطالب وحقه الوطني في الانحياز لنضال شعبه وقضيته، وحقه في العمل الطلابي النقابي الديمقراطي وفي تعليم حر وديمقراطي وتقدمي.