نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في محافظة الشمال ومعها منظمة الشهيد إيهاب أبو القمصان حفل تأبين لرفيقها التاريخي المناضل رشيد الصيداوي "أبو راني" الذي غادر عالمنا قبل عدة أيام بعد رحلة نضالية طويلة وعطاء لم ينضب طوال مسيرة حياته.
وشارك في حفل التأبين الذي أقيم أمام منزل الراحل في مشروع بيت لاهيا مساء الخميس 2/6/2022 لفيف واسع من الشخصيات الوطنية وجماهير شعبنا وقيادة وكوادر أعضاء الجبهة وكذلك مقاتلين من كتائب الشهيد أبو علي مصطفى .
وتخلل حفل التأبين كلمات عدة وفي مقدمتها كلمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي أكدت على الوفاء لرفيقها الراحل باستكمال مسيرة نضاله وكذلك كلمة لكتائب الشهيد أبو علي مصطفى والتي تزامنت مع تصاعد الأحداث في فلسطين، حيث ارتقى عدد من الشهداء خلال 24 ساعة دفاعاً عن الأرض والمقدسات من التغول الصهيوني وفي مقدمتهم شهيد الوطن الفارس المقدام الرفيق أيمن محيسن ابن كتيبة الدهيشة والذي ارتقى أثناء تصديه لاقتحامات جنود الاحتلال.
وشددت الكتائب خلال كلمتها على استمرارية وتصاعد المقاومة والفعل النضالي حتى دحر الاحتلال عن أرضنا، مؤكدة أن حالة الاشتباك المفتوحة والمتصاعدة مع الاحتلال في مدن الضفة كافة هي بداية لمرحلة جديدة ونقطة تحول لطبيعة الصراع معه والتي بات من المؤكد أنها ستفرض عليه معادلات ردع يحسب لها العدو ألف حساب.
ونعت الجبهة الشعبية خلال كلمتها التي ألقاها عضو اللجنة المركزية فيها ومسؤول محافظة الشمال الرفيق لؤي الزعانين شهداء الوطن وفي مقدمتهم الرفيق المناضل أيمن محيسن وشهيد جنين بلال عوض كبها والشهيدة الصحفية غفران وراسنة مؤكدة أن دماءهم ستظل لعنة تطارد الاحتلال وكل المتواطئين والمطبعين.
وقال الزعانين: "نقف اليوم وإياكم في تأبين الرفيق المناضل القائد رشيد الصيداوي "أبو راني" الذي رحل عنا جسدا لكنه يعيش بيننا واقعا يوميا حيا وسيبقى حاضرا في تفاصيل نضالنا المتواصل ضد الاحتلال ومن أجل الحرية وكرامة الإنسان".
وأضاف؛ "إن رحيل الرفيق أبو راني شكل خسارة كبيرة لنا ولفلسطين، لقد فقدنا انساناً متواضعاً مفعماً بكل الخصال الإنسانية النبيلة، امتلك تجربة نضالية وعسكرية وسياسية وتنظيمية منذ انتسابه للثورة و للجبهة ونؤكد بأن افكاره التي غرسها فينا لن تموت، وما تركه من بصمات على الصعيد العسكري والتنظيمي ستبقى حاضرة في عقول وقلوب كل رفاقه".
وأردف عضو اللجنة المركزية للجبهة قائلا: "نجدد العهد والوفاء لرفيقنا القائد أبو راني بالاستمرار بالنضال والمقاومة والانتفاضة حتى تحقيق الأهداف التي ناضل من أجلها".
وشدد الزعانين على أن الوفاء للشهداء وصمود ونضال وتضحيات هذا الشعب العظيم تكمن بالسعي بكل قوة إلى بناء وحدة وطنية حقيقية وانهاء الانقسام الاسود، مطالبا بضرورة بناء رؤية سياسية نضالية مقاومة تعزز صمود وإمكانات شعبنا العظيم وصياغة برنامج موحد لمواجهة الاحتلال ومشاريع التصفية، وحماية ثوابتنا الوطنية.
وأكد الزعانين أن ممارسات الاحتلال الإرهابية اليومية بحق شعبنا ومقدساتنا وعاصمتنا تفرض علينا تفعيل كل أشكال المقاومة وصولاً لانتفاضة شعبية شاملة، داعياً إلى تشكيل القيادة الوطنية الموحدة لادارتها وتعزيزها.
وأشار خلال كلمته إلى أن بناء كافة مؤسسات الشعب الفلسطيني السياسية والاجتماعية على أساس وطني ديمقراطي ذو أهمية كبيرة وأولوية واجبة، وهذا يستوجب وقف التعلق بأوهام أوسلو والمفاوضات والتسوية العبثية، وتنفيذ قرارات الاجماع الوطني بالتحلل من الاتفاقيات والتزاماتها الأمنية والسياسية والاقتصادية وفي المقدمة منها التنسيق الأمني، وسحب الاعتراف بالاحتلال.
ودعا الزعانين حكومتي غزة ورام الله لتحمل المسؤولية و تعزيز صمود أبناء شعبنا واتخاذ كل الإجراءات التي تخفف من معاناة المواطنين وفي مقدمتها دفع مخصصات الشؤون بانتظام وعدم المساس بها واعتماد شهداء عام 2014 ودفع مخصصات لأسرهم ومعالجة ملفات الجرحى والموظفين واعتمادهم حسب الأصول،
مطالباً بضرورة دعم السلع الأساسية ورفع الضرائب عنها، ووضع حد لغلاء المواد الغذائية وسياسة الاحتكار التي يمارسها راس المال المرتبط بالسلطة هنا وهناك،
مشدداً على أن الجبهة ومعها كل الحريصين على سلامة وصمود شعبنا لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام هذا العبث واستغلال المواطنين والمساس بقوت يومهم وأنهم سيناضلون بكل الوسائل الديمقراطية من أجل واقع أفضل وسيعملون على فضح كل الجهات المسؤولة عن ذلك.
وختم الزعانين كلمة الجبهة الشعبية بتجديد العهد للرفيق المناضل الراحل رشيد الصيداوي وكل الشهداء والأسرى بالاستمرار بالمقاومة والنضال حتى دحر الاحتلال، وإقامة دولة فلسطين الديمقراطية المستقلة وعاصمتها القدس .
وفي كلمة لعائلة الراحل "أبو راني" شددت على تمسكها بالإرث النضالي لفقيدها شاكرة الجبهة وكل المخلصين على وقوفهم إلى جانبهم في مصابهم الجلل معاهدين الجميع بالمضي على ذات الدرب الذي سلكه المناضل الكبير رشيد الصيداوي.
وفي ختام حفلها التأبيني كرمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عائلة المناضل رشيد الصيداوي مقدمة لهم درع الوفاء.
