Menu

السعودية تدعم صفقة رئاسة فرنجية في لبنان

سليمان فرنجية المرشح للرئاسة اللبنانية

الهدف- وكالات

أعلنت المملكة العربية السعودية أمس الخميس تأييدها لصفقة يدور الحديث عنها في الأوساط السياسية اللبنانية يتم بحسبها انتخاب السياسي الماروني سليمان فرنجية المقرب من الرئيس السوري بشار الأسد، رئيسا للبنان، مقابل تعيين حليفها سعد الحريري رئيسا لوزراء لبنان.

ومن شأن هذه الخطوة أن تُنهي الشغور الرئاسي في لبنان، فيملأ فرنجية هذا المقعد الشاغر منذ 18 شهرا مع حلول عيد الميلاد على الأرجح، وأن تفيح الحياة في المؤسسات الحكومية شتى التي أصيبت بالشلل نتيجة الخلافات السياسية والانقسامات بين ساسة لبنان التي تخيّم عليها الأزمة السورية بشدة.

وقال السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري "إن شاء الله نرى هذا العيد او قبل العيد هذا الفراغ يملأ بفضل جهود الخيرين في لبنان وأن نرى لبنان ينهض من الوضع الذي هو فيه وان نرى السياح يقدمون الى لبنان". وأضاف في مؤتمر صحافي عقب اجتماع مع رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل، "نحن نبارك هذه المبادرة وحريصون على ملء هذا الفراغ الرئاسي لان البلد والمؤسسات في البلد والوضع الاقتصادي في البلد يحتاج ذلك".

ويعتبر حزب الكتائب اللبنانية جزء من تحالف 14 آذار الذي يضم أيضا حزب القوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع الذي أعلن قبل أشهر ترشحه للرئاسة في لبنان. ويترأس التحالف الذي تشكل عقب مقتل رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، نجله سعد الحريري (45 عاما)، الذي يعتبر حليفا قويا للسعودية. 

من جانبه اعتبر الحريري أن الأجواء ايجابية بشأن ترشيح فرنجية، حيث قال في ختام لقاء مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في باريس الخميس: "الآن هناك حوارات قائمة والأجواء إيجابية".

وفشل البرلمان اللبناني الأربعاء للمرة الثانية والثلاثين في انتخاب رئيس جديد للبلاد نتيجة الانقسام الحاد بين الكتل السياسية، إلا أن التصريحات السياسية على هامش الجلسة تمحورت حول ترشيح فرنجية المفاجئ الذي برز إلى الضوء قبل أسبوعين بعد لقاء بين فرنجية ورئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري في باريس.

وقال الحريري إن "هناك أمل كبير اليوم في لبنان بإنجاز هذا الموضوع" مشيرا إلى الفراغ الرئاسي. وردا على سؤال عما إذا كان اقتراح تعيين فرنجية ما زال قائما قال الحريري إن "هناك حوارا جاريا بين كافة الفرقاء اللبنانيين وهناك أمل كبير اليوم في لبنان بإنجاز هذا الموضوع وبإذن الله ستكون الأمور بخير قريبا".

من جانبها أكدت إيران دعمها لخطوة تسعى لإنهاء الشغور الرئاسي في لبنان، حيث أكد علي أكبر ولايتي احد كبار مستشاري المرشد الأعلى في ايران أثناء زيارة الى بيروت هذا الاسبوع أنه يأمل انتخاب رئيس في لبنان "في المستقبل القريب".

ورحب البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي بهذا التقدم مؤكدا قبل لقائه بفرنجية "نشكر الله إنه صار في (هناك) مبادرة. ومبادرة لها قيمتها بحد ذاتها ومبادرة جدية ولذلك أقول إن الباب فتح حتى كل الفرقاء يستطيعوا يتحدثون بمسؤولية ويصلون إلى الحل الأنسب".

وقاطع أعضاء البرلمان اللبناني من تحالف 8 آذار الذي يضم حزب الله وحركة أمل وتكتل التغيير والاصلاح (الذي يترأسه الجنرال ميشال عون)، جلسات البرلمان اللبناني السابقة ما حال دون اكتمال نصاب الجلسات وإجراء عملية الانتخاب، مطالبين بـ"مرشح توافقي". 

ويبدو أن فرنجية قد يكون المرشح التوافقي الذي تبحث عنه لبنان لإنهاء 18 شهرا من الشغور الرئاسي والركود في العملية السياسية وشلل المرفقات الحكومية بشكل شبه كامل طوال عام ونصف العام.

ويتحدر فرنجية البالغ من العمر خمسين عاما من مدينة زغرتا ذات الغالبية المسيحية المارونية، من عائلة اقطاعية وسياسية معروفة جمعتها علاقة عائلية تقليدية مع عائلة الأسد في سوريا قبل أن تجمعهما المواقف السياسية. فجده لوالده الذي يحمل اسمه، سليمان فرنجية، كان من أبرز الزعامات المسيحية في لبنان، وانتخب رئيسا بين 1970 و1976، وهي الفترة التي شهدت اندلاع الحرب الأهلية في نيسان/أبريل 1975.

وكان جده الراحل يصطحبه في رحلات إلى دمشق لزيارة صديقه الرئيس الراحل حافظ الأسد. واعتاد فرنجية على القيام برحلات الصيد مع باسل الأسد الشقيق الأكبر لبشار والذي توفي في حادث سيارة في 1994.

وقال فرنجية في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء إن ترشحه ليس رسميا حتى الآن لكنه ما زال ينتظر أن يؤيده الحريري رسميا. ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية عنه قوله "نحن أمام فرصة تاريخية ومن لديه فرصة أخرى للبنان ليقدمها ويبادر ولكن اليوم إذا ضاعت هذه الفرصة أخشى (أن) نذهب إلى مرحلة أسوأ بكثير مما نحن عليه".

ويتوقع في حال موافقة سوريا وايران على ترشيح فرنجية وكذلك الحريري وحلفاؤه في لبنان، أن يجتمع البرلمان اللبناني المخوّل بانتخاب الرئيس، لينتخب سليمان فرنجية رئيسا توافقيا للبنان، ويعقب ذلك اتفاقا على إجراء انتخابات برلمانية جديدة، وفيما بعد تشكيل حكومة.

حاليا تدير البلاد حكومة المصالحة الوطنية برئاسة تمام سلام، ولكن هذه الحكومة التي تضم ممثلين عن كلا الغريمين السياسيين في لبنان، لا تستطيع اتخاذ قرارات حاسمة، بسبب الخلافات السياسية القائمة بين أفرادها.