توجّه المناضل التاريخي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والأسير المحرر الرفيق جمال الدحدوح "أبو خالد" بالتهنئة باسم الأسرى المحررين في عملية الجليل، إلى كافة الرفيقات والرفاق في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة بمناسبة انعقاد المؤتمر التحضيري للمؤتمر العام التاسع للجبهة في قطاع غزة، مُتمنيًا أن يُشكّل هذا المؤتمر رافعة وطنية وحزبية للجبهة على كل المستويات.
كما توجّه بتحية فخر واعتزاز إلى شهداء شعبنا وخص منهم شهداء الجبهة الشعبية القيادة العامة، مُستذكرًا القائد الوطني الكبير المناضل أحمد جبريل "أبو جهاد" في الذكرى الأولى لرحيله.
واعتبر الدحدوح أنّ الجبهة – القيادة العامة انجزت أعظم عملية تبادل شهدها الصراع العربي الصهيوني وأكثرها زخمًا، خضع فيها العدو الصهيوني لشروط المقاومة، وتم من خلالها تبييض سجون الاحتلال من جميع الأسرى.
وقال الرفيق الدحدوح خلال مشاركة الرفاق في الجبهة الشعبية- القيادة العامة في حفل انعقاد المؤتمر التحضيري للجبهة في القطاع: "باسمي وباسم الأسرى المحررين، أُعبّر عن فخري واعتزازي بمشاركة الرفاق في الجبهة الشعبية القيادة العامة هذه المناسبة، فنحن أمام فصيل وطني وقومي عريق يحظى بإجماع وثقة أبناء شعبنا. جبهة تَمرست بالنضال والمقاومة، وتركت بصمات كبيرة في سجل النضال الوطني الفلسطيني".
وأضاف الدحدوح في كلمته "يحتفظ التاريخ بصفحات نضالية مُشرقة جسدتها هذه الجبهة، عبر عملياتها النوعية الجريئة، وفي مقدمتها عملية ليلة الطائرات الشراعية "قبية" عام 1987 والتي نفذها المقاتلون الأبطال/ ميلود ناجح بن لومة، وخالد محمد أكر. وعملية الخالصة البطولية التي نفذتها الجبهة عام 1974، حين اقتحمت مجموعة من مقاتلي الجبهة الشجعان مستعمرة كريان شمونة المقامة على أراضينا المحتلة شمال فلسطين، لتسيطر على عدد من المباني، وأسفرت هذه العملية عن استشهاد ثلاثة من الأبطال وهم الشهيد ياسين موسى الموسوي من العراق، والشهيد منير المغربي من فلسطين، والشهيد أحمد الشيخ حمود من مدينة حلب السورية".
وواصل استحضاره للتجربة النضالية الغنية للقيادة العامة، مشيرًا إلى أنّها "استمرت في عملياتها الجريئة والتي أسفرت في احدى نتائجها عن عملية الجليل، والتي أدت إلى تحرير ألف ومائة وخمس وخمسون أسيرًا، مقابل ثلاثة من الجنود الصهاينة أسرتهم الجبهة خلال تصدي المقاومة للعدوان الصهيوني على بيروت".
ومن زاوية الدلالات والنتائج الاستراتيجية المهمة لعملية الجليل وتحرير آلاف الأسرى من سجون الاحتلال الصهيوني، دعا الرفيق الدحدوح "الجهات المعنية إلى تسليط الضوء على هذه العملية النوعية بكافة تفاصيلها، وضمن هذه الأولويات ضروري أن يتم وضعها في المنهاج الدراسي الفلسطيني في المدارس والجامعات، واستذكار الشهداء المقاتلين في الجبهة الشعبية القيادة العامة، الذين ارتقوا خلال هذه العمليات البطولية".
وأكّد أنّ "استخلاص الدروس والعبر من عملية الخالصة، تتطلب منّا وضع قضية الأسرى على الأجندة الوطنية وكأولوية عاجلة ضمن مهام المقاومة الفلسطيني"، داعيًا "لإبرام عملية تبادل مشرفة تستهدف تبييض كافة سجون الاحتلال، استحضارًا وتكرارًا لعملية الجليل البطوليّة".
كما دعا إلى "تصعيد الفعاليات المساندة للحركة الأسيرة في الوطن والشتات، واعداد برنامج نضالي متكامل يصب في خدمة جهود انهاء معاناة هؤلاء الأسرى، وصولاً لتحريرهم"، مشددًا أنّ "ما نريده هو وضع برنامج منظم اسنادي للحركة الأسيرة بعيدًا عن الطابع العفوي، فالحركة الأسيرة تستحق منا الكثير، وهي في الخندق الأول المتقدم في النضال الوطني".
كما أكَّد على أنّ "الحلقة المركزية الأساسية في نضالنا يجب أن تكون مواصلة الجهود من أجل توحيد طاقات شعبنا للتصدي للعدو الصهيوني بكافة أشكال المقاومة من جانب، وإنهاء الانقسام وإنجاز المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية المبنية على الشراكة والتمسك بالثوابت الوطنية من جانب آخر".
وفي ختام كلمته، جدّد التهنئة "للرفيقات والرفاق في الجبهة الشعبية القيادة العامة باسم محرري عملية تبادل الجليل"، متمنيًا "نجاح مؤتمرهم، وأن يخرج بنتائج وقرارات هامة تصب في خدمة هدف التحرير والعودة".