Menu

الانتفاضة بين الديني والوطني .. حلقة نقاش لبوابة الهدف

55557777

بوابة الهدف

نظمت بوابة الهدف، الخميس، حلقة نقاش بعنوان " الانتفاضة بين البعدين الديني والوطني" كانطلاقة لحوارها الدوري " طاولة الشهيد غسان كنفاني ".
ويأتي اطلاق هذا الحوار قبيل ايام من ذكرى الانتفاضة الفلسطينية الاولى وذكرى انطلاقة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الحزب الذي حمل غسان عضوية مكتبه السياسي واستشهد كقائد في صفوفه.

من خلال "طاولة الشهيد غسان كنفاني " ستستضيف "الهدف" شهريا  اكاديميين وسياسيين وفاعلين اخرين لمناقشة قضايا حاضرة في الساحة، في حوار مستدام وحلقات نقاش ستنشر للجمهور تباعا، في نشاط يفترض ان يسهم في تقديم اجابات حول ابرز التحديات التي يواجهها الفلسطينيين والمحيط العربي.

واستضافت حلقة النقاش كل من الاكاديميين الدكتور ابراهيم ابراش، والدكتور ناصر ابو العطا، بجانب عضو المكتب السياسي في حركة الجهاد الاسلامي نافذ عزام، وعضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كايد الغول، وأدارها وقدم لها الاستاذ هاني حبيب.

الحوار تناول جدلية العلاقة بين البعدين الوطني والديني للقضية الفلسطينية ، في موازاة استحضار المشروع الصهيوني للبعد الديني في طروحاته ، وإمكانيات التعارض بينهما مستعرضا نماذج من الانتفاضتين السابقتين، مع التركيز على الانتفاضة الحالية.

في التقديم تحدث الاستاذ هاني حبيب عن اهمية هذا النقاش في انضاج الاراء والمواقف حول الانتفاضة الحالية، موضحا ضرورة الاستفادة من الدروس التي قدمتها الانتفاضتين الاولى والثانية للتغلب على العقبات المعيقة للنضال الفلسطيني، وفي هذا الاطار طرح الاستاذ هاني مجموعة من الاسئلة المحورية المتعلقة بحضور الطابع الديني والآثار المحتملة له على تصور الفلسطينيين لذاتهم وتصور العالم لقضيتهم، مستعيدا المقارنة بين الانتفاضة الاولى بما حملته من غلبة للبعد الوطني والمشاركة الشعبية الواسعة، والانتفاضة الثانية بتغليب الطابع الديني عليها وصعود الفصائل الاسلامية من خلالها.

  الاستاذ هاني وجه سؤال للمتحاورين حول تعارض البعد الديني مع الوطني الذي يظهر في اختيار مسمى ذو خلفية دينية للانتفاضة الثانية، او في اصرار الحركات الاسلامية الفلسطينية على تسمية القوى الفلسطينية بمسمى " القوى الوطنية والإسلامية".

الشيخ نافذ عزام اجاب على هذا السؤال مؤكدا على ان حركته انطلقت قبل 35 عاما لاستعادة الربط بين البعدين الديني والوطني، وفي توصيفه للمشهد الفلسطيني في تلك المرحلة اعتبر ان الساحة الفلسطينية كانت تضم وطنيين يغيبون الجانب الاسلامي عن عملهم الوطني، بجانب اسلاميين لا يستحضرون البعد الوطني او فكرة الكفاح ضد الاحتلال.

كما اضاف الشيخ نافذ ان اختيار المسميات ترتبط بالأساس في التوصيف وليس بوجود رغبة لخلق فصل بين الفصائل الفلسطينية، وان تسمية حركته للانتفاضة الحالية بانتفاضة القدس ينبع من كون مدينة القدس هي المركز الذي انطلقت منه شرارة هذه الانتفاضة وكونها الأعلى استهدافا بهجمة الاحتلال وعدوانه.

وفي السياق الكلي لنظرة حركته لسؤال "الهوية" اكد عزام ان حركته لا تنطلق من المطالبة بإقامة دولة دينية، بل ترى في اقامة دولة مدنية يكون الاسلام مرجعا لها خيارا لها في مقاربة هذه القضية.

الدكتور ابراهيم ابراش اكد في مداخلته على ان لا تعارض بين البعدين الوطني والديني كون الاسلام هو جزء من مكونات الهوية الوطنية الفلسطينية، معتبرا ان هناك جدل سابق قد ساد في بدايات الثورة الفلسطينية بين دور البعدين القومي والوطني آنذاك كما تحدث الدكتور ابراش عن خطورة تغليب الجانب الديني في ظل انتشار ما يطلق عليه ارهاب الجماعات الاسلامية المتطرفة، وإمكانية استفادة الاحتلال من ذلك في الدعاية ضد الكفاح الفلسطيني المشروع، كما حذر من المخططات الاحتلالية الرامية لشرعنة فكرة " يهودية الدولة " التي يشكل قصر القضية الفلسطينية على الطرح الديني مدخلا لها.

الدكتور ناصر ابو العطا اكد ان الحالة الفلسطينية ليست استثنائية في التعامل مع المسألة الدينية كجزء من الهوية الوطنية، وان هذه الحالة ذاتها قد شهدتها حركات التحرر العربي، وكذلك الحالات الثورية في امريكا اللاتينية، ويشهدها اليوم المسرح السياسي الاوروبي عبر حضور الاحزاب الديمقراطية المسيحية، او عبر حضور حزب العدالة والتنمية في تركيا .

الدكتور ابو العطا اعتبر ان استحضار الاسلام بما يشكله من مكون حضاري في الهوية الفلسطينية والعربية لا يضير القضية الفلسطينية اذا كان مرتبطا بالبعد الوطني ، ولكنه حذر من مخاطر تغليب الطرح الديني على الهوية والخطاب الوطني، لإمكانية استفادة الاحتلال من ذلك في احداث خلط مقصود لوصم الفلسطينيين بالإرهاب.
 خصوصا ان مخاطر مخططات التهجير الصهيوني للفلسطينيين لا زالت قائمة وان العالم اليوم بات جاهز للتعامل مع حالات التهجير اذا ما راقبنا سلوكه في قضية اللاجئين السوريين.

كما استطرد الدكتور ناصر موضحا ان ارتباط الاحداث بالمسجد الاقصى ومدينة القدس قد يعطيها صورة احداث دينية، لكن لو تم التدقيق في تفاصيل ما يحدث سيجد ان لهذه الانتفاضة مراكز متعددة ، وأبعاد اخرى تتصل بالاستيطان والقمع الاحتلالي المستمر.

عضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية كايد الغول اشار الى ان نقاشه سيركز على عنوان حلقة النقاس مؤكدا انه يجب الفصل بين صفة التنظيم وتوصيف الفعل، وهنا يجب على الفصائل باختلاف اطيافها التركيز على صفة الفعل بما يحمله من مضمون وطني، الامر الذي يخدم القضية الوطنية الفلسطينية.

وأضاف الغول ان تحديد اعتداءات المستوطنين على المسجد الاقصى كسبب لاندلاع هذه الانتفاضة هو توصيف ناقص، حيث ان هناك العديد من العوامل المتراكمة التي ادت لتفجير هذه الانتفاضة.

وركز الغول على وجود عدد من النقاط التي يجب التركيز عليها ومعالجتها ، منها وجود محاولة لمحاكاة تجربة الانتفاضة الاولى بوجود مركزين لها (منظمة التحرير- حركة حماس )، رغم اختلاف الظرف والزمن، وان هناك محاولة من حركة حماس لخلق استقطاب اسلامي – وطني ، عبر محاولات تقاربها مع حركة الجهاد الاسلامي وتنفيذ فعاليات مشتركة معها دونا بجانب تلك الفعاليات التي تقرها وتنفذها القوى الوطنية والإسلامية مجتمعة، والتركيز على توصيف الانتفاضة وفعل المنتفضين كفعل للمتدينين يغيب عنه غيرهم من الوطنيين في توصيفات استخدمها عدد من قادة حركة حماس، من بينها كان توصيف للمشاركين بالانتفاضة بأنهم " حملة القرآن" واتهام لبقية الفلسطينيين بأنهم جزء من مشروع التسوية.

وحذر الغول من مجموعة مخاطر محدقة بالانتفاضة اهمها غياب قيادة وطنية موحدة لهذه الانتفاضة، وعدم النجاح في صوغ برنامج وهدف سياسي موحد لها، وكذلك المحاولات الدولية لإجهاضها والالتفاف عليها.

كما اضاف الغول ان الاصرار على تغليب البعد الديني  للانتفاضة، من شأنه منح بيئة حاضنة للتنظيمات التكفيرية- التي لا علاقة لها بالانتفاضة- لمد نشاطها للساحة الفلسطينية ، فيما يحمل تغليب الطابع الوطني حماية للمجمتع الفلسطيني من اثار التكفيرية، وتحصين للساحة الفلسطينية وفتح افاق العمل الوطني الموحد امام الكل الوطني الفلسطيني.

النقاش الذي شكل انطلاقة لبرنامج حواري مطول اتسم بالوضوح في طرح المواقف التي قد لا تتيحها الندوات الاعتيادية، وحمل تكثيف لعناوين تستحق وقتا ونقاشا اطول وأوسع خصوصا ان عدد من الاسئلة استبقيت بلا اجابة ، منها عجز القوى الوطنية والإسلامية المؤمنة بتغليب الطابع الوطني عن تشكيل استقطاب وطني مقاوم يشكل مركز ثقل للحالة الفلسطينية يخرجها من مخاطر ثنائية " اسلامي – علماني" التي اهدرت ثورات الربيع العربي وساهمت في نقل المنطقة للصراع الطائفي كذلك لم يتناول النقاش التطور الملحوظ ل " ايديولجيا تحرير" يتبناها العديد من الشباب الفلسطيني الناشط في الانتفاضة ويمزج فيها المدخلين الديني والوطني، او يتجاوز اسئلة الهوية ليختصرها بالسؤال الاول الذي فجر الثورة الفلسطينية  " كيف نهزم المشروع الصهيوني ونحرر فلسطين

ملاحظة: سيتم نشر المحتوى الكامل للندوة لاحقا