Menu

القوى الانعزالية والفاشية: تقتل فلسطين مجددًا..!

بوابة الهدف الإخبارية

خاص_بوابة الهدف الإخبارية

تطارد صنوف الموت الفلسطيني أينما حل، وإذا كان العدو الصهيوني هو القاتل الأول والمسؤول عن التهجير والملاحقة والحصار والتجويع، فإن اخفاقات الموقف العربي والفلسطيني في العقود الأخيرة؛ فتحت الباب أمام كل عوامل الأذى والموت لتفعل فعلها بالفلسطيني وتعظم نتائج العدوان الصهيوني وتزيد من وقعها.

حين يغرق اللاجئ الفلسطيني هاربًا من بلد عربي شقيق؛ جنبًا إلى جنب مع شقيقه اللبناني والسوري، فإن الخزي بعينه أن نواصل تجاهل الظروف التي يعيشها الإنسان العربي، وخصوصا في بلدان الحصار التي اختارت قوى العدوان تجويع أهلها وتدفيعهم ثمن صمودهم في وجه الاحتلال ومقاومتهم له، ولكن ما هو أكثر خزيًا ذلك الحصار في قلب الحصار؛ إجراءات الدولة اللبنانية التي تستهدف اللاجئ الفلسطيني والسوري، بمنتهى العنصرية وبما يعكس استسلام أمام رغبات القوى الانعزالية المتحالفة مع المُستعمِر في هذا البلد العربي الذي دفع أثمانًا ثقيلةً للخلاص من الاحتلال وبناء منظومة الصمود والمقاومة في مواجهته.

ينتصر المعسكر الفاشي الذي تحالف مع العدوان؛ حين يلقي اللاجئ العربي في لبنان جسده للبحر، وحين تهمل الدولة اللبنانية واجباتها، ولكن هذا التقدم للمعسكر الفاشي لا يحدث إلا بفعل انكفاء خطير للقوى الفلسطينية والوطنية اللبنانية عن واجباتها، وإصرار معيب على التقصير في مواجهة أزمات طاحنة وقاتلة.

إن انقاذ مئات آلاف اللاجئين العرب في لبنان من الموت في مراكب التهجير أو الموت اليومي بفعل سياسات الإفقار والتجويع والتهميش والإذلال، لا ينفصل أبدًا عن مصير الشعب اللبناني ومسار خروجه من أزمته الاقتصادية الحالية، يبدو أن هناك من نسي أن هذا البلد قد حسمت هويته العربية للأبد، وأن أي انكفاء أو تردد أمام مشاريع التقسيم والتصفية والأوربة لا مكان له في لبنان اليوم، وأن حقوق الإنسان العربي في هذا البلد يجب أن تعلو دائمًا على دسائس مندوبي السفارات.

تتحمل الجهات الفلسطينية الرسمية نصيبها من المسؤولية، سواء بالمسؤولية المباشرة في غيابها الخطير عن ملف تهجير اللاجئين أو تقاعسها عن القيام بأدنى واجباتها تجاه المحاصرين والمجوعين في المخيمات أو في صمتها ومجاملتها للسياسات الرسمية اللبنانية تجاه اللاجئين.

إن المكاشفة والمصارحة والمحاسبة، ضرورية لوقف نزيف الدم، فلا يمكن أن يستمر النزيف محروسًا بالصمت؛ عروبتنا وإنسانيتنا ترفض ذلك، وواجبنا في مواجهة مشاريع التصفية الاستعمارية المدعومة بالحصار والتجويع تفرض هذه المهمة.