Menu

معركة الضفة: اكتشاف العجلة

بوابة الهدف الإخبارية

خاص_بوابة الهدف الإخبارية

تصريحات سياسية ونصوص بحثية وسيل من المواد الإعلامية تتناول المقاومة في الضفة الغربية المحتلة في هذه المرحلة، وبين الإفراط في التفاؤل أو التشاؤم بشأن القدرة الآنية أو المستقبلية لفعل الجماهير الفلسطينية وفدائييها؛ تغيب نقاط أساسية تتعلق بوطنية القراءة الموضوعية، بمعنى أن درجة الموضوعية في تناول المواجهة أو النظر لها وتمثل الأدوار والمهمات بشأنها هي واجب وطني وليس محض "نزاهة علمية".

إن إخضاع قراءة وقائع المواجهة للمزاج السياسي؛ يعني فعليًا الذهاب نحو مهمات خاطئة وإفشال أي أهداف لهذه الجهة السياسية؛ إن حكمت مزاجك، متطلبات الدعاية والتعبئة في عملية القراءة والتخطيط فقد فشلت في كليهما معًا، هذا ناهيك عن أن التعبئة والحشد والتحفيز والدعم للحراك الجماهيري والفدائيين في أي معترك يجب أن يتمحور حول الحقائق بالأساس ويتجنب المبالغات السلبية والايجابية منها.

ما سبق قد ينطبق على أي موضوع يتناوله الإعلام أو ينشغل به مجتمع ما، ولكن فيما يدور حول المقاومة في الضفة الغربية هناك عيوب أكثر تعقيدًا؛ أبرزها هو تلك العمومية والتسطيح بشأن ما يجري، والقفز عن التفاصيل المتراكبة والتي تتصل بكون التطورات قد لا تكون جيدة أو سيئة فحسب، بل تحمل تأثيرات متعددة فتُأثر سلبًا على بعض ما حضر سابقًا في ساحة الفعل الفلسطيني وإيجابًا على بعض ما غاب، أو أيضًا وبشكل أكثر تعقيدًا تؤثر سلبًا وإيجابًا في ذات النقطة: هل يزداد عدد الأفراد المنخرطين في المقاومة في جنين؟ نعم.. هل يزداد تأثيرهم على العدو؟ ماذا بشأن المستقبل؟ هل نستنزف رصيدنا ممن لديهم القدرة والإرادة على حمل السلاح؟ ما هي الفترة الممكنة لصمود الحالة؟ هل امكانيات توسعها مرتبطة بأدوار تلعبها الحالة نفسها ومجموعات المقاومة ذاتها أم بعوامل أخرى؟ هل ازدياد المنخرطين في أنشطة ذات صلة مباشرة باحتضان وإمداد المقاومة مفيد لها وللفعل المضاد للاحتلال في هذه المرحلة أو مستقبلًا؟ لماذا تراجع الحراك الشعبي الجماهيري واسع النطاق؟ وهل من المفيد أن تكون هناك انتفاضة أو هبة مسلحة؟ هل الانتفاضة قابلة للاستمرار حتى التحرير؟ كيف نقاتل دون "انتفاضة"؟

أسئلة كثير منها محبطة والأسوأ أن هذه الأمثلة على أسئلة أكثر عمومية مما يجب بكثير؛ فالأسئلة الحقيقية يجب أن تخوضها بنى سياسية وتنظيمية وأطر متعددة التخصصات وكثير منها في أروقة مغلقة، وكثير مما يطرح في الأروقة المغلقة هو أكثر عمومية وسطحية مما يطرح على الحلبة السياسية.

المحصلة التي لا بد أن توضع قيد التنويه بالمدى القصير -أسابيع، والمتوسط شهور- أن كل ما هو غير مُنظم مصيره مزيدًا من الانتظام، وكل اكتمال في درجة التنظيم لحدود الصلابة يتبعه تفكك جزئي ومظاهر تحلل من هذا التنظيم، وفي هذه المرحلة تحديدًا يجري الانتظام بقليل من العمل التنظيمي، وهذا الأمر يطرح وبقوة أهمية بل أولوية التنظيم؛ كي نصل إلى المزيد من الانتظام المطلوبة، على طريق تحشيد كل طاقات شعبنا وكفاءاته في ساحات الفعل الوطني المتعددة، وبهذا نجسُر تلك الفجوة بين الشعبي والنخبوي، ونصل إلى أقصر الطرق لتحقيق أهداف شعبنا الوطنية.