Menu

لأجل الشهيد: نحمي مقاومتنا

بوابة الهدف الإخبارية

خاص_بوابة الهدف الإخبارية

تحصد غارات العدو الصهيوني على حواضن المقاومة يوميًا شهداء جدد، كثرة منهم من قلة تمتلك إرادة حمل السلاح والقتال والفداء حتى الموت، ولا جدل بحرف واحد بأن العدو هو المسؤول الأول عن كل قطر ة دم تراق في بلادنا وكل روح تزهق وكل جريمة يرتكبها، ولكن واجبنا أولًا أن يدفع العدو الدم؛ ثمنًا مقابل كل قطرة دم يُريقها، واكثر من ذلك أن نحفظ جذوة المقاومة وموارد اشتعالها وفعلها، وفي حالة الاشتباك مع العدو في ضفة الصمود الفلسطيني المحتلة، هؤلاء الشهداء هم موارد الصمود والقتال والرد والفعل وذخيرة الاشتباك وإعلام العمل الفدائي، والواجب حفظهم أحياء قادرين مقاتلين مثخنين في عدوهم، ما استطعنا لذلك سبيلا.

إن التضحيات هي السمة الملازمة للفعل الفدائي، ولكن نزف الدم وخسارة المقاتلين والقادة الميدانيين للمقاومة بفعل تقصير من معسكرنا، هو فشل خطير يهدد هذه المقاومة ويعطي العدو فرصة للنيل منها، وفي الضفة اليوم تقتل الثرثرة والتسريبات وتسجيلات الفيديو، عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاتلينا، وتنال من سرية عملهم، وتقدم معلومات مجانية للعدو عن نقاط تواجدهم وتحركاتهم، وتسمح له حتى بمتابعة تسليحهم وذخائرهم وعديد مجموعاتهم ونطاقات عملهم والصلات التي تربطهم، هذا كله نقدمه نحن للعدو مجانًا.

لا يقف قصورنا كمجموع وطني فلسطيني وكشعب عربي بوصلته فلسطين، على الجانب الأمني وتفريطنا بوجوب الكتمان، ولكن ايضًا بعدم توفير الغطاء الداعم لخطوط الاشتباك المتقدمة وخنادقه الأولى، البيوت التي يهدمها العدو هي قلاع للمقاومة؛ واجبنا أن نعيد تشييدها، والمخيمات المعرضة يوميا للاقتحام والعدوان؛ واجبنا دعمها معنويًا وماديًا، واستكمال امداد المقاوم بعتاد أشد وأمضى فتكّا بالعدو هو استحقاق علينا جميعًا، ومنع الاعتقال السياسي والأمني للمقاومين والحاضنين لهم؛ واجب الساعة. كل هذا واكثر يجب أن يحيل الأجسام النضالية والسياسية الفلسطينية والعربية المعنية إلى ورش عمل ثوري وجماهيري يومية، تنهض بواجبات الحشد والدعم.

إن نتيجة المعركة لأجل تغيير واقع ومستقبل الضفة المحتلة ومعها فلسطين لا تتوقف على بطولة المقاوم فحسب، فهذه البطولة تعمدت بالدم والتضحية، ولكن بقدرتها على إحداث تحول حقيقي في ميزان القوة المختل؛ أن تتركز الموارد والجهود والفعاليات والأنشطة لدعم المشتبك وحمايته وتعظيم فعله، وتحصينه وإخفاء أثره.

هذا لن يتم من تلقاء ذاته أو بفعل الحمية فحسب، ولكن بالأساس بالتنظيم الوطني والشعبي، الذي يجب أن تنخرط فيه كل قطاعات شعبنا، في بنى نضالية ممتدة على كامل فلسطين تاريخية، تضم كل معني بحقوقنا الوطنية وكل مستعد للانخراط في النضال، أي أن يحتشد اوسع طيف وطني لأجل توسيع الحواضن ومد مساحة الاشتباك، وزيادة إشغال العدو واستنزاف قواته ومنظومة امنه وموارده، في كل شبر من أرضنا المحتلة، لأجل التخريب الشعبي لخطوط العدو ومنشآته، ولأجل توسيع وتطوير بنية نضالية فلسطينية قادرة على إدارة الاشتباك وتصعيده.

ليس المطلوب اليوم هو اختراع مسار نضالي، ولكن استعادة التجارب واستلهام العبر مما مارسه شعبنا في مقاومته للمشروع الاستعماري الصهيوني، منذ بداية غزوه لفلسطين؛ نقاتل جمعًا كي لا نقتل فرادى؛ نحمل الفدائي ونعمي عدوه، ونزيد عديد من يقاتل العدو وعتاده في كل يوم؛ نراكم عدة الانتصار، ونغلق أبواب الهزيمة والخذلان والاستنزاف لشعبنا ومخيماتنا وحواضن كفاحنا.