Menu

بندقية صهيونية "ذكية" تحول الخليل إلى مختبر للموت الفلسطيني

بوابة الهدف - متابعة خاصة

في أواسط أيلول/ سبتمبر، نشر الجيش الصهيوني ما قال إنه وسائل ذكية لتفريق الحشود، وهو عبارة عن سلاح أوتوماتيكي نصب في منطقة تفتيش كثيفة في الخليل المحتلة، وبينما ذكرت وسائل إعلام صهيونية بداية، - كما جاء في تقرير هآرتس الذي أعلن عن الخبر-، أن السلاح سيطلق مجموعة متنوعة من المقذوفات، عاد الجيش الصهيوني ليصحح روايته ليزعم الآن أن السلاح الآلي قادر فقط على إطلاق الرصاص الإسفنجي، والذي هو قاتل أيضًا بطبيعة الحال، وكرر الجيش الصهيوني مزاعمه بأنّ هذه البندقية التي يتم التحكم فيها عن بعد لن تستخدم النيران الحية، لكن الخبراء والنقاد يؤكدون أنّ هذه البندقية هي مثال آخر على استخدام الكيان الصهيوني للفلسطينيين كنوع من "حيوانات التجارب" المخبرية، لاختبار السلاح وتقديمه لسوق التكنولوجيا العسكرية باعتباره تم اختباره ميدانيا، ما يشجع الزبائن على الشراء وهو ما حدث سابقا ويحدث باستمرار طبعا، فيما يسمى (مختبر غزة) وهو نظام صهيوني سيء السمعة، يسمح للزبائن برؤية الأثير القاتل للسلاح المستهدف شراءه كما تبين في الاعتداءات الصهيونية المتكررة على غزة.

السلاح المذكور تم تثبيته في نقطة مراقبة عسكرية صهيونية مشرفة على شارع الشهداء في مدينة الخليل المحتلة، وهو الشارع الذي كان مركزًا حيويًا للحياة الفلسطينية في الخليل، لكنه أصبح معروفًا الآن كرمز للاحتلال الصهيوني، منذ أن قام أطلق المستوطن الصهيوني-الأمريكي باروخ غولدشتاين بمجزرة راح ضحيتها 29 من المصلين في الحرم الإبراهيمي عام 1994 ، ومذ ذلك الحين قرر الكيان الصهيوني معاقبة الضحايا، بينما تم بأشكال مختلفة تكريم القاتل، فتم إغلاق الطريق الحيوي، لتعلن عنه كمنطقة عسكرية مغلقة، يمنع دخولها إلا للساكنين فيها.

يزعم جيش الاحتلال إن هذا السلاح سيُستخدم لتفريق أعمال الشغب، بالنظر إلى تاريخ التظاهرات في الحاجز. يؤكد نشطاء فلسطينيون إنّ هذا المكان لا يشكل أي تهديد أمني، حيث أنّ الحاجز الصهيوني محصن بشكل كبير أصلا بالعديد من الأبواب والأسوار.

صحيح أن السلاح لن يطلق الرصاص الحي على الأقل حسب الرواية الأخيرة للجيش الصهيوني، ولكن ثبت بما يدع شكا أن الرصاص الإسفنجي قاتل أيضا، وخصوصا النوع الأسود منه، حيث يوجد نوع ازرع هو القدم ولكن انتقل الجيش الصهيوني لاستخدام الرصاص الإسفنجي الأسود الأثقل والأكثر خطورة منذ العام 2014 وتم استخدامه بكثافة خصوصا في القدس المحتلة وبشكل متزايد منذ عام 2015 وقد أصيب العشرات من الفلسطينيين بجروح خطيرة (فقد فلسطينيين بينهم أطفال أعينهم بعد إصابتهم بطلقات إسفنجية) أو قتلوا من جراء هذه الرصاص. كما كان حاجز شارع الشهداء مسرحًا لعدة عمليات قتل لفلسطينيين على أيدي القوات الإسرائيلية سيئة السمعة الموجودة في المنطقة، التي تعتبر عدوانية وشديدة التحيز للمستوطنين الذين يواصلون اعتداءاتهم بحماية هذه القوات.

هذا المختبر الميداني الجديد الذي يدشنه الجيش الصهيوني بالتعاون مع صناعة السلاح وقسم التصدير في وزارة الحرب، الهدف منه تأكيد صلاحية السلاح عبر اختباره على الفلسطينيين قبل ترويجه عالميًا.

الشركة المسؤولة عن انتاج هذا السلاح والتي تراقب اختباره هي Smart Shooter التي وفقًا لموقعها على الإنترنت، تستخدم الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي ورؤية الكمبيوتر لتحويل الأسلحة النارية التقليدية إلى أسلحة ذكية. ويفتخر شعار الشركة بـ " طلقة واحدة، ضربة واحدة "، مما يشير إلى أن قدرات الكشف عن الهدف دقيقة للغاية لدرجة أنها قادرة على ضرب الأجسام المتحركة بدقة لا تصدق.

حاليًا، لدى Smart Shooter العديد من الاتفاقيات مع الجيوش الأجنبية في جميع أنحاء العالم ويبدو أنها تعمل على توسيع نطاق عملائها. وتمتلك الشركة عقودًا مع الجيش الصهيوني، ووزارة الدفاع الأمريكية، ومشاة البحرية الأمريكية، والجيش الهولندي، والبحرية الهندية، والجيش الألماني، وتم اختيار تقنيتها من أجل برنامج عمل الدفاع ضد الإرهاب التابع لحلف الناتو في القتال الصغير. مركبات جوية بدون طيار في عام 2020. يجري الجيش السنغافوري أيضًا تجارب على أسلحة سمارت شوتر.

أيضا تعرض SmartShooter تقنيتها في بلدان جديدة أيضًا، بما في ذلك في الإمارات العربية المتحدة واليونان وإنجلترا وفرنسا وإسبانيا وألمانيا وبولندا، كما أن لديها معارض قادمة في أستراليا وجمهورية التشيك. بالإضافة إلى ذلك، تتطلع الشركة إلى تعيين مدير تسويق لقيادة تطوير الأعمال في الهند وآسيا الوسطى، مما يشير إلى أنها تتطلع إلى توسيع نفوذها في آسيا.

تتكون الإدارة التنفيذية لشركة Smart Shooter من خبراء صهاينة قدامى في صناعة الأسلحة. تأسست الشركة من قبل ميشال مور وأفشالوم إرليش، اللذين كانا يعملان سابقًا في شركة الأسلحة الإسرائيلية Rafael Advanced Defense Systems. أنشأ رافائيل نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي سيئ السمعة "القبة الحديدية" وطور تكنولوجيا الصواريخ التي تسببت في نزوح وقتل عدد لا يحصى من الفلسطينيين. عمل نائب رئيس تطوير الأعمال في Smart Shooter، أبراهام مازو، ونائب الرئيس للبحث والتطوير، شارون ألوني، في Elbit Systems والقوات الجوية "الإسرائيلية" قبل مجيئه إلى Smart Shooter. وأنظمة Elbitهي مورد رئيسي للطائرات بدون طيار للجيش الصهيوني، وتعمل مع الشرطة أيضا، وهي واحدة من المزودين الرئيسيين لنظام سياج الكشف الإلكتروني لجدار الفصل العنصري في الضفة الغربية. كما عمل نائب رئيس الشركة والمدير العام للعمليات الأمريكية، سكوت طومسون، في شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية، واللواء نيتسان ألو، الذي خدم في الجيش الصهيوني لأكثر من 30 عامًا، هو أيضًا عضو في مجلس إدارة الشركة.

أخيرًا، وبفضل ختم الموافقة من الجيش الصهيوني، أصبحت صناعة الأسلحة في الكيان أكثر قدرة على تسويق منتجاتها الجديدة إلى دول أخرى، على وجه التحديد بدعوى أنها "خضعت لاختبار المعركة"، على سبيل المثال، تم استخدام ماء الظربان، وهو سائل كريه الرائحة تم رشه على المتظاهرين كأسلوب لتشتيت الحشود، لأول مرة في قرية بلعين بالضفة الغربية، وظهرت طائرة Elbit's Hermes-900 بدون طيار لأول مرة خلال حرب الكيان على غزة في عام 2014. وقد مهد الكيان الطريق ليصبح ثامن أكبر مصدر للأسلحة في العالم. وبدعم من قطاع التكنولوجيا المزدهر في تل أبيب، من المقرر أن تصبح تجارة الأسلحة الصهيونية أكثر ربحًا على حساب أرواح الفلسطينيين.