Menu

برلمان العدو: لا نضال في الكنيست

خاص_بوابة الهدف الإخبارية

تذهب المنظومة الصهيونية لاختيار قيادة عدوانها علينا، ضمن سلسلة التكرار المارثوني للانتخابات، هذا التكرار والعجز عن الحسم الانتخابي بين كتلتي العدوان لا يحمل تمايزًا يذكر بشأن الموقف من وجودنا ومصيرنا أو إقرار وتنفيذ جرائم الحرب ضدنا، في هذه المساحة التي قاعدتها الاعتراف والتسليم بماهية هذا الكيان ودوره هناك من يجد أفقًا للأوهام حول دور له في تمثيل الفلسطينيين داخل منظومة وظيفتها إبادة الفلسطينيين.
لقد قامت المنظومة الصهيونية على إنكار الوجود الفلسطيني، ومارست وتمارس سياساتها على قاعدة إنهاء هذا الوجود، هذه هي بيئة السياسة وضوابطها ونواظمها في الكيان الصهيوني، التي لا تسمح لفلسطيني بموضع فيها، إلا دور الخاضع الذي يُسهِل تمرير هذه السياسات، أي من يقبل بالدور الذي تحدده المنظومة الصهيونية.
إن الحديث النقدي عن دور مشاركة ساسة فلسطينيين من الداخل المحتل عام ١٩٤٨ في الانتخابات الصهيونية، غالبًا ما تناول دور هذه المشاركة كغطاء للعنصرية الصهيونية وستارة تخفي واقع الكيان وتسمح بخدمة تسويقه لذاته أمام المعسكر الغربي، كديمقراطية استعمارية في الشرق الأوسط، وعلى أهمية هذا النقد، إلا أن مصدر الخطورة الأساسي لهذه المشاركة، يكمن في دورها تجاه الجماهير الفلسطينية في الداخل المحتل وعلى المستوى الفلسطيني العام، تطرح هذه المشاركة تصور مغلوط لعلاقة الفلسطينيين بعدوهم، وتدعو لبناء رهانات على تحصيل مكتسبات من داخل هذه المنظومة، وتسوق لإمكانية وجود تمثيل فلسطيني تابع وخاضع للعدو، وفي الوقت نفسه، وطني ملتزم بالحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني. إن هذا المسار مبني على أرضية من الإنكار لحقائق أساسية أبرزها طبيعة الهوية الوطنية التي تشكلت وتبلورت حول الكفاح الوطني، وأيضًا طبيعة العدو الصهيوني ومؤسسات الحكم والقيادة في المنظومة الاستعمارية.
إن البديل الوطني والإنساني للفلسطينيين هو مسار كفاحهم المشترك لأجل هزيمة المستعمر، فلا يوجد مساحة لحقوق إنسانية أو وطنية لهم تحت شرط عدوهم، ولا إمكانية حتى لتخيل الوجود ضمن المنظومة الصهيونية كمرحلة انتقالية لبناء بديل كفاحي، كما أن مقولات خصوصية وضع الفلسطينيين في الداخل المحتل، وإن كانت تستدعي بالتأكيد ابتداع أدوات وأشكال نضالية وتنظيمية مختلفة ومتعددة، فإنها لا تبرر مغادرة مربع النضال إلى مربع التمثيل ضمن المنظومة الصهيونية. بالمؤكد أن التمثيل الوطني الفلسطيني مرتبط بالنضال الوطني، أي بالتناقض مع المحتل وليس الانسجام والخضوع لرؤيته.
بلغة أخرى إن الأوهام حول تمثيل الفلسطينيين في الكنيست الصهيوني في حقيقتها هي تمثيل وحمل وإنفاذ للسياسات الصهيونية تجاه الفلسطينيين في الداخل المحتل، وأيضًا استسلام أمام رؤية الصهاينة للفلسطيني وموضعه في هذه الأرض التي يجري عليها الصراع.
في جلسات الكنيست لا يجري النقاش حول أحقية الكيان الصهيوني بالوجود على أرضنا، أو حقيقة قيام هذا الكيان على أنقاض وجودنا وبفعل سلسلة من مستمرة من المجازر ضد شعبنا، ولكن إقرار سياسات وموازنات لإنفاذ جرائم الحرب وتغطيتها وتنفيذها، والسؤال الطبيعي والمنطقي هل الكنيست هدف للتواجد والمشاركة والنقاش السياسي؟ أم أنه هدف لصاروخ ورصاص الفدائي الفلسطيني؟