Menu

بالفيديوندوة غسّان كنفاني تناقش "سبل تفعيل الدّور الإعلامي في إسناد قضيّة الأسرى"

خاص_بوابة الهدف الإخبارية

عقدت بوابة الهدف الإخباريّة حلقة جديدة من ندوة الشهيد غسّان كنفاني، سلّطت خلالها الضوء على الآليات والوسائل الممكنة لتعزيز الدّور الإعلامي في تغطية قضية الأسرى البواسل في سجون الاحتلال.

ولمُناقشة محاور الندوة التي حملت عنوان: "سبل تفعيل الدّور الإعلامي في إسناد قضيّة الأسرى" استضافت الندوة: الكاتب الصحفي والأسير المحرّر عمر نزال، ومراسل قناة المنار في قطاع غزة الصحفي عبد النّاصر أبو عون، ومراسل قناة الميادين الفضائية الصحفي أحمد غانم، فيما أدارت الندوة الصحفية أحلام عيد من بوابة الهدف.

من جانبه أكّد عمر نزّال على أنّ الإعلام أداة أساسيّة من أدوات النّضال الفلسطيني في مواجهة العدو الصهيوني، ما يتطلب توظيفها بالشّكل المناسب، وخصوصًا في قضية الأسرى المحوريّة.

ولفت نزّال، إلى أنّ الإعلام الداخلي الفلسطيني جامد ومجرّد ولا يعطي ما نحتاج إليه من "أنسنة" لقضايا الأسرى، حيث أن هذه القضية ليست قضية تتعلق بـ 5000 أسير في السجون وحسب، بل قضية عوائلهم وأماكن العمل والشواغر التي يتركونها، متمّمًا "يجب أن نجعل من هذه القضية، قضية من لحم ودم".

وحول الإعلام الموجه للخارج، يرى نزّال أنه يتجاهل قضايا الأسرى ولا يعطيها الأهمية التي يستحقها، مستثنيّاً بعض وسائل الإعلام العربية ومن بينها الإعلام الجزائري الذي لديه صفحات وملاحق كاملة من الصحف مخصّصة لمتابعة قضايا الأسرى، مستطردًا: "يجب توسيع هذه الدائرة لنتمكن من الوصول للعالم أجمع".

ودعا نزّال لتسليط الضوء الإعلامي على بعض القضايا المهمة المتعلقة في الأسرى، مثل قضيّة الاعتقال الإداري، وقضية الأسرى المرضى والأطفال وكبار السن، منوّهًا إلى أنّ وصول هذه القضايا للرأي العام الدولي سيكون له أهميّة بالغة.

وأعرب نزّال عن خيبة آماه من عدم وجود أي وسيلة إعلام تخاطب العالم بلغاته، مشدّدًا على أننا بحاجة إلى إعلام ناطق بغير اللّغة العربية لا أن نبقى سجينين أنفسنا، متطرّقاً إلى تجربة الشهيد الرّاحل غسان كنفاني الذي خاطب العالم بكل لغاته عبر الهدف وغيرها من وسائل الإعلام مصدرًا ملاحق باللغات الفرنسية والانجليزية والألمانية ومحقّقا نقلة نوعية في مساندة الرأي العام العالمي للقضيّة الفلسطينية.

وفي سياق موازٍ، طالب عبد الناصر أبو عون بضرورة تظافر كل الجهود، ووضع استراتيجية توظّف الطاقات والإمكانات الإعلامية في خدمة قضية الأسرى، مشدّدًا على ضرورة أن تبقى قضية الأسرى في الصدارة وعلى سلم أولوياتنا.

وأشار أبو عون لأهمية استخدام الفنون الصحفية، والابتعاد عن النمطية والتقليديّة في تناول أخبار الأسرى، والتركيز على الجوانب الإنسانية لحياة الأسير وكل ما يعانيه داخل سجون الاحتلال.

وتطرّق إلى الأهمية البالغة التي يلعبها التطور التكنولوجي وخصوصًا مواقع التواصل الاجتماعي داعيًّا لاستثماره في المخاطبات الدوليّة للوصول للعالم أجمع، مضيفًا "من المعيب أننا بعد هذه السنوات الطويلة من معاناة أسرانا ومن عمر الاحتلال، لازلنا نتحدث عن إيصال صوتهم للعالم، من المفترض أنّ يكون العالم مدركًا لكل هذه المعاناة التي لم ننجح بإيصالها بعد رغم هذا التطور بوسائل الاتصال".

ونوّه أبو عون إلى ضرورة وجود مراجعة نقدية وتقييمية لإعلامنا، "لندرك أين نجحنا وأين أخفقنا، ولنتمكن من تصويب أنفسنا في إطار الدّعم والتحشيد لقضية أسرانا البواسل في سجون الاحتلال".

على صعيد آخر، تحدّث أبو عون عن أهمية السينما في إيصال صوتنا إلى العالم، مضيفًا: "نريد إنتاج أفلام تواجه كي الوعي الذي يمارسه الاحتلال بحق أبناء شعبنا، خاصة أننا أمام ظروف فلسطينية حبلى بالأزمات".

بدوره تحدّث مراسل قناة الميادين في قطاع غزة الصحفي أحمد غانم عن أسباب تراجع تسليط الضوء على قضية الأسرى عبر وسائل الإعلام العربية والغربية، مشيرًا إلى أنّ أحداث الربيع العربي، دفعت لتراجع القضية الفلسطينية في التعاطي الإخباري عبر وسائل الإعلام العربي والدّولي، ناهيك عن سيطرة اللوبي الصهيوني على الإعلام الغربي الذي يتعاطى مع قضيتنا الفلسطينية من منظور صهيوني بحت.

ولفت إلى أنّ العالم العربي شهد تغيّرًا للأسوأ في الأنظمة السياسية وهو ما انعكس بشكل سلبي على السياسات التحريرية لوسائل الإعلام، حيث غابت رواية الأسرى الفلسطينيين عن المضمون الإخباري العربي.

وأشار إلى أنّ ما يؤسس لمعرفة السبب الحقيقي لتغييب قضية الأسرى عن التغطية الصحفية"، هو بروز أحداث أهم على السّاحة الدوليّة -في نظر السياسات التحريرية العربية والدولية- إلى جانب الضغوطات الصهيونية التي تمارسها إسرائيل على قنوات عربية وغربية من أجل تغيير الرواية الفلسطينية وعلى رأسها قضية الأسرى.

وأوضح أنّ ما يجذب الإعلام هو القصّة الإنسانية وليس الحدث، مستدركًا: "لكن نحن لا يوجد لدينا أسلوب لنقل المظلومية الفلسطينية عبر قصص إنسانية، بسبب غياب الرّؤية الاستراتيجية في مخاطبة وسائل الإعلام الغربية".

وتساءل غانم عن سبب تجاهل فعاليات الأسرى التي تنظمها الفصائل لوجود كلمة باللّغة الإنجليزية، مؤكّدًا على ضرورة أن يكون هناك ناطق باللّغة الإنجليزية دائم التواجد في الفعاليات الإسنادية.

وشدّد غانم على ضرورة الاهتمام بشكل الخطاب الإعلامي الموجه للعالم، خصوصًا في ظل وجود فئات شعبية ونقابية وجماهيرية غربية تدعم قضية الأسرى وتخدمها في الغرب أكثر ممّا تفعله بعض الأوساط العربية.