نظّمت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، اليوم الاثنين 12 ديسمبر/ كانون أوّل، يومًا وطنيًا لاستقبال قيادات فصائل العمل الوطني والإسلامي لتهنئتها بذكرى انطلاقتها المجيدة الـ55.
واستقبل وفد قيادي من الجبهة الشعبيّة ترأسه نائب الأمين العام للجبهة الرفيق جميل مزهر، وفودًا فصائلية ونسوية في هذه المناسبة، حيث عبَّرت الوفود عن تقديرها للجبهة الشعبيّة، مُقدمةً التهنئة بنجاح مهرجان "انطلاقتنا مقاومة" لإحياء ذكرى الانطلاقة الذي أقيم في ساحة الكتيبة غرب مدينة غزّة، بمُشاركةٍ جماهيريّة حاشدة ولفيف واسع من قيادة العمل الوطني، مُشدّدين على أهمية ما جاء في كلمة نائب الأمين العام للجبهة الرفيق جميل مزهر خلال المهرجان.
بدوره، قال القيادي في الجبهة الديمقراطيّة لتحرير فلسطين محمود خلف، إنّ الرؤية التي قدمتها الجبهة الشعبيّة في انطلاقتها الـ 55 تمثل خارطة طريق لعدّة محاور حيوية في القضية الفلسطينيّة، مؤكدًا على عمق العلاقات بين الجبهتين الديمقراطية والشعبية، فيما أعرب عن استعداد الجبهة الديمقراطية للعمل مع الشعبيّة من أجل الضغط على طرفي الانقسام لتحقيق الوحدة الوطنيّة.
ومن جهته، عبَّر القيادي في جبهة النضال الشعبي محمود الزق، عن اعتزاز كل أبناء الشعب الفلسطيني بالجبهة الشعبيّة، لافتًا إلى أنّ سلاحها ظل موجهًا نحو العدو الصهيوني محافظًا على طهارته الثوريّة، مُشددًا على أنّ جبهة النضال تتقاطع مع الجبهة في رؤيتها التي تتمثل في اعتماد الكفاح المسلح كخيارٍ استراتيجي ووحيد لتحرير فلسطين وبعدم مراهنتها بأي شكل من الأشكال على أي تسويةٍ مع العدو.
وشدّد القيادي في حركة المبادرة الوطنية مازن زقوت، على أهمية الدور الذي تلعبه الجبهة الشعبيّة لتعبيد الطريق نحو الوحدة الوطنية، مؤكدًا أنّ هناك علاقة مميّزة تجمع المبادرة مع الشعبيّة، فيما جدّد العهد على الاستمرار في التصدي لمخططات الاحتلال الصهيوني التي تستهدف شعبنا بوسائل المقاومة كافة.
من جانبه، أكَّد منسق لجنة الأسرى في القوى الوطنيّة والإسلاميّة زكي دبابش، أنّ وسائل النضال لمواجهة العدو الصهيوني متعددة، إلّا أنّ الهدف واحد وهو تحرير فلسطين وعودة اللاجئين وتحرير الأسرى، مشيرًا إلى أنّ الجبهة الشعبيّة ظلت على مدار سنوات انطلاقتها وفيةً إلى مبادئها الأولى التي تعتبر قضية الأسرى قضية ذات أولوية قصوى بالنسبة لها، مبرقًا بالتحيّة لأمينها العام الأسير القائد أحمد سعدات الذي يقبع في سجون الاحتلال.
وأكَّد عضو المكتب السياسي لحزب الشعب طلعت الصفدي، على ضرورة التحرّك الجاد مع جميع الفصائل الفلسطينيّة التي تشكّل اليسار الوطني لإحداث تغيير إيجابي على الأرض نحو تحقيق الوحدة الوطنيّة وطي صفحة الانقسام الفلسطيني-الفلسطيني إلى الأبد، مشددًا على أهمية الحراك الوطني الذي تقوده الجبهة الشعبيّة في هذا السبيل.
وفي السياق، عبَّر الأمين العام لحركة الأحرار الفلسطينيّة خالد أبو هلال، عن احترامه وتقديره إلى مسيرة الجبهة الشعبيّة النضاليّة الطويلة، وعمق الاحترام للجبهة بالالتزام بالخط الوطني على مدار السنوات الماضية، مبرقًا بالتحية إلى كل الرفاق في الجبهة الشعبيّة بمناسبة الانطلاقة الـ55.
كما قال عضو المكتب السياسي ومسؤول العلاقات الوطنيّة في الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني (فدا) سعدي أبو عابد، إنّ انطلاقة الجبهة الشعبيّة تمثل نقلة نوعيّة في مسار النضال الوطني الفلسطيني، خاصّة أنّ خطاب الشعبيّة تميَّز بالمصداقيّة والحرص على اللحمة الفلسطينيّة في جميع مراحل النضال الفلسطيني، وأخيرًا في جهودها غير المنقطعة لإنهاء الانقسام، معتبرًا أنّ الوحدة الوطنية صمام للأمان.
وثمّن أبو عابد عاليًا كلمة الرفيق جميل مزهر في الانطلاقة، مُؤكدًا أنّ حزب (فدا) جاهز للعمل مع الجبهة الشعبيّة من أجل الضغط على طرفي الانقسام، معتبرًا أنّ استمراره يصب في مصلحة العدو الصهيوني.
ومن جهته، أعرب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب، عن أمنياته في أن تحتفل الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين في ذكرى انطلاقتها القادمة في مدينة القدس بعد تحريرها مع دنس الصهاينة، مشددًا على أنّه لا خيار أمام العدو الصهيوني إلّا الرحيل عن كامل أرضنا من البحر إلى النهر.
وقال القيادي في التيار الإصلاحي لحركة فتح أسامة الفرا، إنّ مسيرة الجبهة الشعبيّة تميّزت بالعطاء، فقد قدمت الجبهة الشعبيّة قافلةً من الشهداء والجرحى والأسرى على مدار سنوات النضال، مُشيرًا إلى أنّ الشعبيّة ما تزال تحجز مكانها بين القوى الفلسطينيّة الرئيسيّة، معتبرًا أنّ قادة الجبهة الشعبية أمثال غسان كنفاني ووديع حداد و جورج حبش يمثلون أيقونات نضاليّة للشعب الفلسطيني.
ودعا المنسق العام للهيئة العليا لشؤون العشائر والإصلاح المختار أبو سلمان المغني، الجبهة الشعبيّة لمواصلة العمل لإنهاء الانقسام وإعطاء أولوية خاصّة للإصلاح الاجتماعي، وذلك لقدرتها على لم شمل فرقاء الشعب الفلسطيني لمكانتها المميّزة بين جماهير شعبنا الفلسطيني على جميع المستويات الاجتماعيّة.
كما أكَّد عضو المكتب السياسي للجبهة العربيّة الفلسطينيّة صلاح أبو ركبة، أنّ المهرجان الذي نظمته الجبهة الشعبيّة في ساحة الكتيبة بذكرى انطلاقتها كان مهرجانًا مميزًا وعرسًا وطنيًا شاركت فيه القوى والفصائل الفلسطينيّة كافة، لافتًا إلى أنّه يعطينا الأمل بإمكانيّة تشكيل قطبٍ ثالث يضغط على طرفي الانقسام لإنجاز الوحدة الوطنية، لذلك جئنا اليوم لنؤكّد أننا على الدرب حتى تحقيق كل أهداف شعبنا.
وبدوره، أشار أحد قيادات العمل الوطني عدنان العصار، إلى أنّ كلمة نائب الأمين العام للجبهة الشعبيّة كانت شاملة وكاملة وتطرّقت إلى قضايا جوهريّة في الصراع مع العدو الصهيوني، كما أعادت التأكيد على الخط الثوري للجبهة الشعبيّة حتى تحرير فلسطين.
وأكَّد القيادي في حركة (حماس) إسماعيل رضوان، أنّ انطلاقة الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين مثّلت انطلاقة نوعيّة وإضافة للخط الكفاحي الفلسطيني، مؤكدًا أنّ حركة حماس تتقاطع مع الجبهة في رؤيتها النضاليّة، مُشيرًا إلى أنّ البندقية والدم والمصير الواحد هي نقاط التقاء بين الجبهة وحماس، فيما نقل تحيّات قيادة الحركة في الداخل والخارج إلى نائب الأمين العام الرفيق جميل مزهر بمُناسبة ذكرى الانطلاقة.
وأثنى القيادي في حركة المجاهدين مؤمن عزيز، على مواقف الجبهة الشعبيّة الثابتة والمحافظة على الثوابت الفلسطينيّة، مُبرقًا بالتحية إلى الأمين العام للجبهة الأسير القائد أحمد سعدات، معتبرًا أنّه قدّم نموذجًا للقائد الوطني، متمنيًا الحريّة له في القريب العاجل، داعيًا إلى الوحدة الوطنيّة باعتبارها الخيار الاستراتيجي لأبناء شعبنا على طريق تحرير فلسطين.
ومن ناحيته، هنأ عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين القيادة العامة، ومسؤولها في قطاع غزة لؤي القريوتي، الكل الوطني الفلسطيني بمناسبة انطلاقة الجبهة، مشددًا على أهمية رؤية الجبهة الشعبيّة الأخيرة لإنهاء الانقسام، مُؤكدًا أنّ انهاء الانقسام يتطّلب إرادة سياسيّة من حركتي فتح وحماس.
كما شدَّد عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينيّة عدنان غريب، على أنّ هذه الزيارة إلى الجبهة الشعبيّة هي عادة سنوية نُجدّد خلالها العهد مع رفاق النضال في الجبهة، مُؤكدًا أنّ هذه الفترة الحساسة من تاريخ نضالنا الفلسطيني تتطلّب تكاتف الجهود ورص الصفوف في مواجهة العدو ومشاريعه الخطيرة.
وفي ذات السياق، استقبلت الجبهة الشعبيّة وفدًا من الأطر النسائيّة للفصائل الفلسطينيّة في قطاع غزة، حيث عبَّرت القيادية في حركة المجاهدين داليا أبو طاحون عن خالص أمانيها للجبهة الشعبيّة بمزيدٍ من التقدّم على خطى قادتها الشهداء نحو تحرير فلسطين، مُعتبرةً أنّ انطلاقة الجبهة مناسبة وطنية تخص كل فرد من أفراد الشعب الفلسطيني.
وقالت مسؤولة العلاقات الوطنيّة في حركة حماس أم البراء الرنتيسي، إنّ الإطار النسوي لحماس يتطلّع لتعزيز العلاقة مع الإطار النسوي للجبهة الشعبيّة ورفع مستوى التنسيق للدفع في بناء البيت الفلسطيني والعمل وفق القواسم المشتركة من أجل فلسطين، مُؤكدةً أنّ الرؤية التي قدّمتها الجبهة الشعبيّة خلال كلمة نائب أمينها العام كانت واضحة ووضعت الأسس السليمة على طريق الوحدة الوطنيّة، مُعتبرةً أنّ نجاح الشعبيّة على أي صعيد يُعد نجاحًا للشعب الفلسطيني.
كما أعربت مسؤولة لجنة العلاقات الوطنية في الإطار النسوي لحركة الجهاد الإسلامي لتحرير فلسطين باسمة البسوس، عن أمانيها بأن تحتفل جميع الفصائل الفلسطينيّة في انطلاقةٍ واحدة العام القادم في مدينة القدس المحتلة وهي مُحرّرة من الاحتلال، وتحقيق الوحدة الوطنية الكبرى، مُعتبرةً أنّ حالة المقاومة في الضفة الغربية تؤكّد أنّ العمل وفق صيغة وحدويّة ممكن ويُربك الاحتلال.
وعقب تقديم وفود الفصائل التهاني للجبهة الشعبيّة والإشادة بمواقفها الوطنيّة، عبَّر نائب الأمين العام للجبهة الشعبيّة الرفيق جميل مزهر عن تقدير قيادة الجبهة الكبير لهذه الزيارات من الفصائل الفلسطينيّة على اختلافها إلى مكتب الجبهة الشعبيّة للتهنئة بذكرى الانطلاقة الـ55، مُؤكدًا على ضرورة مواصلة العمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنيّة وتقريب وجهات النظر بين حركتي حماس وفتح على قاعدة الحفاظ على ثوابت الشعب الفلسطيني.
وشدّد نائب الأمين العام، على أنّ الجبهة ماضية في تشكيل تيارٍ ثالث يكسر القطبية الثنائيّة على الساحة الفلسطينيّة، مُعتبرًا أنّ العلاقات الوطنيّة يجب أن تكون قائمة على أساس الشراكة الكاملة دون أي اشتراطاتٍ من أحد على أحد، لأن الوحدة الوطنية ركيزة أساسيّة لمواجهة الاحتلال.
كما أكَّد الرفيق مزهر، على أنّ رؤية الجبهة الشعبيّة للوحدة الوطنيّة تُعبّر عن قطاعٍ واسع من المجتمع الفلسطيني، فلا يمكن أن يظل شعبنا الفلسطيني رهينة لهذا الانقسام، فيما اعتبر أنّ المُشاركة الجماهريّة الواسعة في مهرجان "انطلاقتنا مقاومة" لإحياء انطلاقة الجبهة الشعبيّة جاءت لتؤكّد أنَّ الثورة مستمرّة ومتجدّدة ومتجذّرة، وما مَثّلَهُ هذا الاستفتاءُ من انحياز الجبهة لخيار المقاومة وتمسّكِها بالثوابت.
وجدّد نائب الأمين العام التأكيد على أنّ الجبهة الشعبيّة ماضية مع كل الحريصين من القوى السياسيّة والمجتمعيّة والشخصيّات الوطنيّة المستقلّة على تشكيل تيّار وطني وشعبي هدفه استعادة الوحدة، مؤكدًا في هذا السياق على ضرورة إعادة بناء منظّمة التحرير الفلسطينيّة الممثّل الشرعي والوحيد لشعبنا على أسس وطنيّة وديمقراطيّة، وعلى قاعدةِ الشراكة الوطنيّة.
وختم الرفيق جميل مزهر حديثه بالتأكيد على أنّ هزيمة هذا العدو لن تكونَ إلّا بالكفاح المسلّح، وأنّ واجبنا أن نبذلَ الدم وليس الكلمات أو الجهود فحسب، لتتصاعد حرب الشعب ومقاومته في وجه عدوّه حتى دحره عن تراب فلسطين من نهرها إلى بحرها.
