Menu

المقاومة والتحرير: حسين قراقع

بوابة الهدف الإخبارية

خاص بوابة الهدف

امتد خط الدم ليصل مخيم الدهيشة ب القدس ، ويربط اللاجئ وطريق عودته بمسار تحرير القدس وتحرير فلسطين؛ كل ذلك وأكثر تمثله العمليات التي ينهض بها الفدائيون الأفراد، والتي جاءت عملية الشهيد الجبهاوي الفدائي حسين قراقع بالأمس امتدادًا لها، وهذا ليس من باب التوقير المستحق لفعل الشهادة والمقاومة، ولبطولة الشهيد حسين، ولكن إيمانًا راسخًا بوحدة النضال الفلسطيني في وجه العدوان؛ في منطلقاته، وأهدافه؛ إذ ينطلق من استشعار المجموع والفرد الفلسطيني بوقع العدوان والظلم التاريخي والإجرام اليومي الذي مارسته المنظومة الصهيونية ضد شعبنا.

إن هذا النمط من العمل الفدائي لم يكن يومًا منفصلًا عن مقاومة شعبنا، أو بطولة فردية منعزلة عن مسيرة كفاح الشعب الفلسطيني والبنى النضالية التي تشكل قاعدة لبناء الوعي الوطني ومراكمة التجارب الكفاحية، واستنباط أدوات وأنماط الفعل في وجه الاحتلال.

لقد تقدم الشهيد حسين قراقع؛ ابن المدرسة الثورية الفلسطينية، وصاحب الوعي والموقف الوطني؛ لينفذ ممارسة نضالية انتمت في تكوينها وأسبابها وأهدافها لهذا الشعب ولهذه المدرسة الثورية ولهذا الخط المؤمن بتحرير فلسطين كل فلسطين؛ بواسطة الكفاح العنيف والمسلح ضد العدو الصهيوني، واختار هدفه في عاصمة فلسطين: القدس.

هذه العمليات الفدائية كما سائر طيف فعل الفلسطينيون الكفاحي ضد الاحتلال والمشروع الاستعماري الصهيوني؛ هدفت إلى هزيمة هذا المشروع، واستعادة فلسطين، وهذا ليس استنطاقًا أو تحليلًا لفعل الشهيد نواياه، بل اصغاءً لما عبر عنه عبر مواقفه؛ فمناضل مسيس يدرك هدفه ويعي دوافعه ويعبر عنها؛ لا داعي لنتقول عليه بالتحليل أو التفسير لمواقفه ودوافعه؛ فأبناء مدرسة جورج حبش ووديع حداد وأبو علي مصطفى وباسل الكبيسي وهاني الهندي وأحمد سعدات...؛ هذا خطهم وواجبهم وعهدهم الذي قطعوه على أنفسهم، والذي كرسته الجبهة الشعبية تاريخيًا في تربيتها الوطنية والحزبية وممارستها السياسية والكفاحية وتجارب نضالها بكل مراحلها.

لكن السؤال اليوم، ليس سؤال الشهيد الرفيق حسين، الذي قدم إجابته الواضحة بالدم والتضحية، وليس سؤالًا خاصًا؛ يتعلق بالجبهة وفعلها، ولكن سؤال الفعل الوطني الفلسطيني، وقدرة المدرسة الثورية الفلسطينية على استعادة فعلها الجماعي، ونقله من موضع تفرز فيه هذه المدرسة وجماهيرها وحواضنها أفعال وعمليات ونضالات ضد العدو وجرائمه... تقف فيه منذ سنوات؛ لموضع تستعيد فيه الثورة الفلسطينية بنيتها وارتباطها بأهدافها التأسيسية، وتخطط بكل وضوح ودون مواربة؛ لهدف هزيمة العدو الصهيوني، وتضع برنامج مهماتها لخدمة هذا الهدف.

إن مقاومة الشعب الفلسطيني وقواه الحية للاحتلال لن تتوقف، والرد على جرائمه سيبقى مستمرًا، مهما كان وضع الحالة السياسية الفلسطينية، ولكن إلحاق الهزيمة بالعدو الصهيوني وتحرير فلسطين؛ يتطلب حوامل سياسية وتنظيمية، في مقدمتها بناء شبكة نضال وطني فلسطيني تربط كل هذه الأنماط النضالية وتسخر السياسة في خدمة هدف التحرير، وتحشد الموارد لأجل دعم الصمود.