Menu

في الذكرى الـ 15 لرحيل الحكيم..

بالفيديوندوة غسان كنفاني تناقش "جورج حبش والمشروع القومي التحرري العربي.. رؤية للمستقبل"

خاص بوابة الهدف

عقدت بوابة الهدف الإخبارية ندوة الشهيد غسان كنفاني التي تُنظّمها دوريًا، تحت عنوان: " جورج حبش والمشروع القومي التحرري العربي.. رؤية للمستقبل"، حيث تزامنت مع الذكرى الخامسة عشر لاستشهاد مؤسس حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القائد "الحكيم" جورج حبش، حيث استضافت الندوة عبر تقنية "الزوم"، نائبة الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني سابقًا، ومنسقة اللقاء اليساري العربي د. ماري الدبس، والأكاديمي والباحث في علم الاجتماع السياسي أ. وسام الرفيدي، وأدارها رئيس تحرير مجلة وبوابة الهدف د. وسام الفقعاوي.

ورحّب الفقعاوي بالحضور والمشاركين في الندوة، وبدأ اللقاء بالحديث عن "الحكيم" جورج حبش ونضاله الثوري وتضحياته في سبيل القضية العربية والفلسطينية، ومساهمته في حركة القوميين العرب، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وطرح تساؤلًا محوريًا لمناقشته في الندوة: "أين نحن اليوم من بدايات جورج حبش بعد 15 عامًا من رحيله؟ وإلى أين وصلنا في مشروعه؟".

بدورها، تحدثت د. ماري الدبس، حول أبرز القضايا التي كانت تشغل فكر الحكيم، قائلةً إنّ "من يقرأ الكتاب الذي صدر من عام ويتناول سيرة حياة الرفيق جورج حبش، يقف عند ثلاث قضايا كانت تشغل فكره، وهي توحيد اليسار العربي، وتأسيس الجبهة القومية اليسارية من أجل متابعة النضال بكافة أشكاله، وتحرير فلسطين والوطن العربي من الكيان الصهيوني".

وأضافت الدبس، إنّها "تعرفت على الحكيم في العام 1982م في الحصار الصهيوني لبيروت، بالفعل كان حكيمًا وليس طبيبًا فقط، ومنذ بداية نضاله كان هدفه الأساسي هو كيفية توحيد المناضلين العرب من أجل الوصول إلى التحرر الفعلي على الصعيد العربي، وطوره في الجبهة الشعبية فيما بعد"، موضحةً أنّ "ما يجري في فلسطين من انتفاضة وفي العالم العربي من تحرّكات في مواجهة أنظمة التطبيع مع الصهاينة هو جزء أساسي من فكر جورج حبش، والذي نقله لقسم كبير في العالم العربي، وهو جزء من الفكر التقدمي العربي".

وعن موقع اليسار العربي في الصراع في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، وهل كانت هناك قراءة صحيحة للواقع العربي وطبيعة المشروع الصهيوني وأهدافه؟ قالت إنّه "في عام 1942م عندما صدر قرار التقسيم، القسم اللبناني في الحزب الشيوعي السوري اللبناني، مُمثلًا بالشهيد فرج الله الحلو، أخذ موقفًا مغايرًا لموقف الاتحاد السوفييتي، حيث رفض التقسيم، وأكد أنّ حركة مقاومة ستنطلق لمواجهة هذا القرار".

وأشارت الدبس، إلى أنّ "وجود الصهاينة في قلب العالم العربي، كانت تنفيذًا لهدف الرأسمالية الأمريكية في شكلها الاستعماري والإمبريالي فيما بعد"، مؤكدةً أنّه "لا يوجد فهم خاطئ لهدف الصهيونية، وهو إنهاء العالم العربي بشكله الموحد، والسيطرة على ثرواته، ووضع الكيان رأس حربة في ضرب الوحدة العربية لمحاولة السيطرة على المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العالم العربي".

وبينت الدبس، أنّ "هناك ضرورة لوجود حركة مقاومة شاملة ضد المشروع الاستعماري"، مشيرةً إلى أنّ "الأنظمة العربية الحالية تعتبر ممثلة للصهيونية والإمبريالية الاستعمارية، لذلك يجب محاربة هذه الأنظمة، ويجب الجمع بين النضالين الوطني والطبقي".

ولفتت إلى أنّه "يجب أن يكون للمرأة العربية دور داخل الأحزاب التحررية، ويجب مواجهة الإمبريالية الأمريكية التي تحاول إبعاد المرأة عن العمل السياسي والنضال الطبقي، فيجب الاتجاه نحو ذلك"، مطالبةً "بوضع برنامج أساسه القضية الفلسطينية، وضرورة مواجهة العدو الصهيوني، وأهمية تحقيق وحدة عربية لنتمكن من تحرير فلسطين".

 من جانبه، قال وسام الرفيدي، إنّ "سبب هزيمة مشاريع الأنظمة القومية، هو فقدانها التعبئة الجماهيرية الحقيقية التي تستند إلى موقف طبقي، ولأنّ داخل هذه الأنظمة قطاع من البرجوازية البيروقراطية التي لم تنهضن بمهمتها الأساسية ضد المشروع الصهيوني، ووجدت ضالتها في الماركسية، رغم أنّها أرسلت عام 1963 أول دورة لدراسة الماركسية، حيث شعرت بطغيان الموقف القومي على الطبقي"، مضيفًا إنّ "هذا أوجد مشكلة حقيقية للحركة الشيوعية الفلسطينية، حيث وصل إلى الاعتراف بالمشروع الصهيوني، وأيضًا توزيع منشورات في عام 1948 تدعو الجيوش العربية للعودة إلى بلادهم وعدم الدخول في معركة مع الاحتلال الصهيوني".

وأوضّح الرفيدي، أنّ "محاولة الحركة القومية إعادة النظر في العلاقة بين القومي والطبقي، أدت إلى التركيز العالي في المسألة الطبقية "الفلسطينية" من قبل جورج حبش، وهذا أدى إلى إهمال المسألة القومية"، مشيرًا إلى أنّ "الخطوة الصحيحة التي أخذها الحكيم ورفاقه بإدخال الرؤية الماركسية في البرنامج السياسي والدمج بين القومي والماركسي، واعقبها خطوة غير صحيحة بحل حزب العمل الاشتراكي العربي وأدى ذلك إلى تهميش أداة الثورة العربيّة".

ولفت إلى أنّ "بعض الأوساط العربية والفلسطينية طرحت في السبعينيات فكرة الحزب الشيوعي العربي، والذي كان مؤهلاً لحمل هذا المشروع هو مجموعة من القيادات المميزة في الحركة الشيوعية؛ خصوصًا الحزب الشيوعي اللبناني والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ممثلة بالرفيق جورج حبش".

وأشار إلى، أنّه "في الوقت الحالي هناك إعادة اهتمام في المشروع القومي العربي من قبل فئة الشباب، بمعنى المسألة القومية تطرح من جديد، لكن إلى الآن لا يوجد أداة ثورية لحمل هذا المشروع"، لافتًا إلى أنّ "ال قطر ية انهزمت على مستويين، المحلي بحجة تحقيق تنمية حقيقية، وعلى المستوى الوطني الفلسطيني بحجة تحقيق التحرير لأي بقعة أرض، وهذا ما حكم التاريخ عليه بالفشل، لذلك يجب النقاش بين الثوريين حول بناء أداة موحدة للمشروع العربي وتجمع بين الفكر القومي والماركسي".

وأكّد على، أنّ "طرح المسألة القومية من قبل اليسار العربي والفلسطيني، يعني أنّه يوجد خصوصية تم أخذها في عين الاعتبار"، ونقد الرفيدي "الحركات اليسارية التي نشأت خارج إطار الحركة الشيوعية حيث عانت من إشكالية حقيقية تكمن في تبعية الموقف السوفييتي، وكانت بمثابة مقتل حقيقي لها، فمثلًا في الساحة الفلسطينية عند سرقة الاستيطان للأراضي في الثلاثينات كان شعار السوفييت "إخوة الشعبين العربي واليهودي"، لذلك يمكن أنّ ننتج ماركسية ضمن الخصائص القومية والعربية للشعوب".

ونوه الرفيدي، إلى أنّ "المدخل الحالي المتاح في المنطقة العربية بعض النضالات المشتركة بين اليساريين العرب وتحديدًا موضوع التطبيع ودعم المقاومة والقضية الفلسطينية، وتشكيل علاقات ميدانية بينهم"، موضحًا أنّ "اليهودي الموجود داخل "إٍسرائيل" حاليًا يعتبر المادة موجودة على قاعدة المادة البشرية للمشروع الصهيوني، وبالتالي هو مستوطن صهيوني، إذًا دولة ديمقراطية على كامل تراب فلسطين لن تنهض إلا بإزالة الكيان الصهيوني وتحرير فلسطين، لذلك يجب إزالة تجسيدات هذا المشروع من مستوطنات وكيانات سياسية وعسكرية".

ودعا الرفيدي، إلى "ضرورة الأخذ بفكر الحكيم، والتمسك بفلسطين دون تجزئة، ودعم مشروع المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني، وإنتاج ماركسية بخصائصها العربية القومية، والدفاع عن مصالح الكادحين، وبناء الوحدة العربيّة".