Menu

يؤكّد وجود تفاهمات بين السلطة والاحتلال

محمود الراس: بيان مجلس الأمن حول الاستيطان ذرٌّ للرماد في العيون

فلسطين المحتلة _ بوابة الهدف

وصف عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين - مسؤول فرعها في غزة - الرفيق محمود الراس، البيانَ الصادر عن مجلس الأمن الدولي بخصوص المستوطنات بأنّه ذرٌّ للرماد في العيون، ولا يُساوي الحبر الذي كُتب به، أو أي حفنة ترابٍ أو حجر من أرضنا وبيوتنا المستهدفة بإرهاب التهويد والاستيطان، التي أسهمت المؤسّسات الدولية في شرعنتها وتسريع وتيرتها.

وقال الراس في تصريحاتٍ صحافيّة: إنّ مجلس الأمن حاول من خلال هذا البيان التغطية على تهربه من التزاماته القانونية تجاه شعبنا الذي يعاني من الاحتلال والعدوان، مُعتبرًا أنّ دماء أبنائنا وشيوخنا ونسائنا لا تقبل المقايضة إلا بالحرية والتحرير، وبيان مجلس الأمن الدولي غير الملزم جاء ثمرةً مسمومةً لتفاهماتٍ بين السلطة والإدارة الأمريكية؛ الشريك والراعي للإرهاب الصهيوني؛ لتبريد هذا الملف والاكتفاء بمجرد بيان.

وأضاف الراس، إلى أنّ هذه التفاهمات التي أساسها وقفُ التصويت في الأمم المتحدة حول مشروع قرار يدين الاستيطان مقابل وعود غير ملزمةٍ من الاحتلال بتأجيل مخططات البناء الاستيطاني؛ مؤشّرٌ خطيرٌ يعكس استمرار رهان السلطة على الحلول التسووية والرعاية الأمريكية.

وأشار الراس إلى أنّ التجربة أكّدت أن الاحتلال الصهيوني لم ولن يلتزم أبدًا بأي اتفاقاتٍ ثنائيةٍ بينه وبين السلطة، وأن الأخيرة لم تتعلم من دروس التجربة، وتجربة أوسلو المريرة التي لم يَتبقَ منها سوى التزاماتٍ أمنيةٍ كبّلت الأجهزة الأمنية الفلسطينية، بالتنسيق الأمني موضع الرفض المطلق من شعبنا.

وشدد الراس على أنّ عودة قيادة السلطة إلى هذا المربع العبثي عبر إنتاج الوهم ومشاريع أمنيةٍ شبيهة بمشروع دايتون، الذي أسقطه شعبنا بدماء أبنائه وتضحياته يسهم في تسميم العلاقات الوطنية، وفي إضعاف المناعة الوطنية وحجم مجابهتها للاحتلال؛ خصوصًا بعد إعلان جماهير شعبنا والحركة الأسيرة العصيان الجماعي، في الوقت الذي يستغل العدو الصهيوني رضوخ السلطة لتسريع وتيرة استيطانه وتصعيد عدوانه على شعبنا.

وتابع الراس: "من يُعوّل على الولايات المتحدة الأمريكية الحليف الأقرب للكيان الصهيوني مقابل زيارات بروتوكولية، وامتيازات ووعود كاذبة ومتكرّرة، يعني الرضوخ للسياسات العدوانية للإدارة الأمريكية، وسياسة الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير التي تتعامل بها الإدارة الأمريكية مع قضية شعبنا، وبما يعنيه أيضًا استغلال الاحتلال لهذه التفاهمات للاستفراد بشعبنا الفلسطيني في القدس والضفة وفي داخل قلاع الأسر، وهو مطمئنٌّ تمامًا بأن السلطة تقوم بدورها في ملاحقة المقاومة والمقاومين، وخمد أي مناطق مقاومة مشتعلة في الضفة وفقًا لالتزاماتها الأمنية والسياسية. 

وختم الراس تصريحاته قائلًا: "الشباب الثائر المقاوم سيواصل حقه وواجبه بمواصلة مقاومته دفاعًا عن مدنه وقراه ومخيماته بكل الوسائل والأشكال، وعلى مدار اليوم، وفي كل مكان، ولن تنجح كل تفاهمات الدنيا أو إجراءات السلطة، أو عدوان الاحتلال المتصاعد في كسر شوكة هذه المقاومة".