عقدت بوابةُ الهدف الإخباريّة ندوةَ الشّهيد غسّان كنفاني التي تُنظّمها دوريًّا؛ وتأتي هذا الشهر على شرف الثامن من آذار تحت عنوان: "المرأة الفلسطينيّة: ملح الأرض ونبض الثورة"، حيث استضافت الندوة عبر تقنيّة "الزوم"، الكاتبة والشاعرة فيحاء عبد الهادي، والقيادية الأسيرة المحرّرة الرفيقة خالدة جرار، إلى جانب فتحية نعيرات والدة الشهيد البطل تامر الكيلاني، فيما أدار الندوة الصحفي أيوب الشنباري من بوابة الهدف.
ورحّب الشنباري بضيفات الندوة، حيث بدأ اللقاء بالحديث عن المرأة الفلسطينيّة ونضالاتها المستمرّة، موجهًا لها التحيّة بمُناسبة الثامن من آذار، وعيد الأم.
وبدأت الشاعرة عبد الهادي حديثها بالإشادة "بفكرة ربط ندوة الشهيد المناضل غسان كنفاني بموضوع المرأة"، ووصفته بالموفّق، وحول تقييم وضع المرأة، قالت إنّ "دورها يزدادُ وإسهاماتها السياسيّة تزداد، ولكن هذا لا يعني أنّنا وصلنا إلى ما نريد الوصول إليه في دور المرأة المفترض أن يكون عليه".
وأضافت، أنّ "هذه الفترة تزداد فيها الحاجة لأدوارٍ مبدعةٍ للمرأة، وذلك اعتبارًا لكبر المسؤوليّة وحجم التحدّيات، التي رأت أنّها بحاجةٍ للمزيد من انخراط المرأة في العمل الاجتماعيّ والثقافي والسياسيّ والحقوقي كوحدةٍ واحدة، وهناك خطورةٌ كبيرةٌ عند التركيز على عاملٍ معيّنٍ ونسيّانِ عواملَ أخرى، بمعنى أن تهتمّ بالعمل السياسي وتهمل الاجتماعي، ويجب الإيمان بضرورة أن يكون هناك ترابطٌ وثيقٌ بين العمل الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والحقوقي".
وتابعت الشاعرة عبد الهادي: "نضالات النساء منذ أوائل القرن الماضي، تعلمنا أن ربط النضالات مع بعضها من أهم القضايا، خاصةً أنّنا في آذار، وهو الشهر النسوي الذي يدفعنا لاستلهام دروسٍ من أمثلةٍ، كمسيرة الأواني الفارغة، ومسيرة الخبز والورود التي سارت فيها 15 ألف عاملة، وكذلك مسيرة الاحتجاج على الحرب العالميّة الأولى عام 1913، وهذا ما دفع الأمم المتّحدة للاحتفال بنضال النساء حول العالم"، فيما استذكرت عددًا من نضالات المرأة الفلسطينيّة عبر التاريخ في شهر آذار.
من جانبها، تحدّثت القيادية خالدة جرار عن "ترابط أشكال النضال للمرأة، في ظلّ معاناتها تحدياتٍ عدّة، كالاحتلال والطبقيّة التي تطحن النساء والرجال، والمجتمع الذكوري الذي يضطهد النساء"، مشيرةً إلى أنّ "نضالات المرأة الفلسطينيّة غير معزولةٍ عن النضالات العالميّة".
وأكّدت جرار على أنّ "المرأة الفلسطينية كانت وما زالت جزءًا من النضال ضد الاستعمار بأشكاله المختلفة، فقد شاركت في العمل السياسي والإغاثي والعسكري، وكان أبرز محطة لها النضال ضد وعد بلفور، واستمرّ نضالها، ليقع على عاتقها الآن محاربةً ما يسعى له الاحتلال من خلال تكوين مجتمعٍ طبقيٍّ يذهب الأثر الأكبر سلبًا فيه للنساء".
وتابعت جرار: "نضالات المرأة جزءٌ من النضالات العامة، ويقع على عاتقها اضطّهاد أكبر لأسبابٍ كثيرة، ونضالها له خصوصيّة، ومع الأسف يجري التضحية بنضالات المرأة وحقوقها من أجل مكتسباتٍ سياسيّةٍ ومصلحيّة.
وفي مداخلةٍ لها، قالت فتحية نعيرات والدة الشهيد تامر الكيلاني، إنّ "المرأة الفلسطينية، خرّجت أجيالًا ومتعلمين ومثقفين مثل غسان كنفاني و ناجي العلي ومحمود درويش، وتسير المرأة على نهج النضال بالفطرة".
وأشارت نعيرات إلى أنّ "المرأة الفلسطينيّة يُمارَس بحقّها أبشع أنواع الاضّطهاد من قبل الاحتلال، خاصّةً أم الشهيد والجريح والأسير، وعندما عشت حالة أم الشهيد، أؤكّد أنّ أمّهات الشّهداء بحاجةٍ إلى دعمٍ نفسيٍّ متواصل".
وعبّرت نعيرات عن أملها بأن "يكون للمرأة دورٌ في ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، وأن يكون لها صوتٌ قويّ".
وناقشت الندوة بمُشاركة ضيوفها العديد من المحاور المهمّة تحت العنوان الذي حمله اللقاء، تتابعونها في الفيديو المُرفق للندوة: