Menu

هل أطلق الأوكران هجومهم المضاد؟

خاص بوابة الهدف

بدأت القوات الأوكرانية، اليوم الأحد، هجوما على عدة محاور في مناطق متعددة من جبهات القتال بينها وبين القوات الروسية.

ويعتبر هذا الهجوم هو الأكبر والأكثر زخما للقوات الأوكرانية منذ استعادتها خيرسون العام الماضي، والذي التزمت بعده موقفًا دفاعيًا في معظم مناطق الجبهة، واكتفت بإرسال تعزيزات تهدف لضمان صمود قواتها في وجه هجمات روسية محدودة.

وخلال الشهور الماضية انكبت أوكرانيا على العمل على تعبئة شاملة لقوات جديدة، تلقت كميات هائلة من السلاح الغربي بكافة صنوفه، وذلك تحت عنوان أساسي وهو الاستعداد لهجوم مضاد يتكفل بطرد القوات الروسية من الأراضي التي سيطرت عليها منذ بداية العملية العسكرية الخاصة لروسيا في أوكرانيا.

الهجوم المضاد الذي طال انتظاره وبات القادة الأوكران يعدون حلفائهم الغربيين بقرب موعده، قد يشكل النقطة الأكثر مفصلية في هذه الحرب، حيث أن إخفاق هذا الهجوم يعني ضربة قاصمة لرهانات حلفاء أوكرانيا، فيما يمثل نجاحه نجاح لمخططاتهم في تحطيم الجيش الروسي وإلحاق هزيمة كبرى بروسيا تزعزع مكانتها وتضعها تحت رحمة الأجندة الغربية المعادية لها والتي لا تخلو من خطط معلنة لتمزيق الاتحاد الروسي.

تركز الهجوم الأوكراني اليوم على أربعة محاور في منطقة زاباروجيا، حيث حققت القوات الأوكرانية تقدم صغير في اثنين من هذه المحاور بأثمان باهظة على مستوى مدرعاتها التي سجل تدمير عدد منها، ذلك بجانب هجوم آخر في منطقة مارينكا جاء بعد أيام من شن قوة "آخمات" الشيشانية التابعة للاتحاد الروسي هجوما ناجحًا فيها.

ورغم ضراوة الهجوم واندفاع حشود أوكرانية جديدة لمحاوره المختلفة، فإن عديد هذه القوات لا زال قليل جدًا قياسًا بما حشدته أوكرانيا خلال الشهور الماضية، فلا زالت القوات المشاركة في الهجوم لا تتجاوز بضعة عشرات من الدبابات والمدرعات، فيما الحشد الأوكراني قد تجاوز في عديده حوالي 400 ألف مجند جديد تم تعبئتهم لهذا الهجوم، ومئات الدبابات وأضعافها من العربات المدرعة التي قدمتها الولايات المتحدة والدول الأوروبية للجيش الأوكراني.

الرئيس الأوكراني زيلنسكي استبق هجوم اليوم بتصريحات قال فيها إنّ أوكرانيا باتت مستعدة لشن الهجوم المضاد الذي طال انتظاره، وهو ما يبدو كما الهجمات التي شرعت فيها القوات الأوكرانية اليوم رسالة طمأنة الحلفاء الغربيين، واستطلاع بالقوة لخطوط الدفاع الروسية والثغرات المحتملة فيها.

وبحسب تسريبات لوثائق أمريكية حول الحرب الأوكرانية، فإن خطة الهجوم المضاد الأوكراني تهدف بالأساس لاحداث خرق يقسم القوات الروسية ويعزل معظمها عن جزيرة القرم، ويحدث التفاف حولها يؤدي لاضطراب في صفوفها.

هذه الخطط وإن بدت طموحة في مواجهة القوات الروسية المتفوقة اجمالاً، لكنها تراهن بالأساس على الحشد الكبير من المعدات العسكرية الغربية التي قدمت للقوات الأوكرانية، بجانب المساعدة الاستخبارية والخططية التي يقدمها حلف الناتو لهذه القوات.

في جانب آخر من مسرح الحرب، باتت الهجمات الأوكرانية المتزايدة على الأراضي والقرى والمدن الروسية في المناطق الحدودية، تشير إلى نوايا تتجاوز مطالب أوكرانيا المعلنة بانسحاب القوات الروسية من أراضيها، ذلك ما يعززه أيضا لجوء الحلفاء الغربيين لتشكيل قوات تحت مسمى قوات روسيا الحرة تتألف من مرتزقة روس وبولنديين وغربيين يعلنون بشكل واضح أن هدفهم اسقاط الحكم في روسيا.