Menu

دمار ومقاومة

"336 يومًا من الحرب على غزة و10 أيام من الاجتياح الإسرائيلي في الضفة الغربية

تدمير جنين في الاجتياح الإسرائيلي، وكالة وفا

خاص: الهدف الإخبارية - فلسطين المحتلة

تواصل إسرائيل حربها على قطاع غزة ومدن الضفة الغربية في اليوم الـ336 من الهجوم الواسع على غزة، الذي بدأ في السابع من أكتوبر 2023. في الوقت نفسه، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي اجتياح مدن الضفة الغربية، حيث انسحبت قوات الاحتلال صباح الجمعة من مدينتي جنين وطولكرم بعد عمليات عسكرية عنيفة خلفت دمارًا واسعًا واشتباكات مع المقاومة الفلسطينية.

في غزة، يواجه السكان دماراً شاملاً للبنية التحتية، فيما تستمر الغارات الإسرائيلية بوتيرة عالية، حيث وصل عدد الشهداء إلى أكثر من 40 ألف فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء. أما في الضفة الغربية، فكانت مدينتي جنين وطولكرم مسرحاً لاشتباكات عنيفة، وسط استمرار الاعتقالات والهجمات العنيفة التي خلفت شهداء وجرحى.

 الأوضاع في غزة: دمار شامل ومجازر متواصلة

على مدار 336 يوماً، تواجه غزة تصعيداً غير مسبوق من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية. الحملة العسكرية المكثفة تسببت في تدمير شامل للبنية التحتية، بما في ذلك المدارس، المستشفيات، المنازل، والمساجد. وفقًا للتقارير الطبية الفلسطينية، ارتفعت حصيلة الشهداء في القطاع إلى 40,878، وأكثر من 94,454 جريحًا، غالبيتهم من النساء والأطفال، حيث يشكل الأطفال والنساء النسبة الأكبر من الضحايا نتيجة الغارات الجوية المكثفة.

الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجازر مروعة خلال الأيام الأخيرة، حيث قُتل 17 مواطناً، وأصيب 56 آخرون في غارات عنيفة استهدفت المنازل والأحياء السكنية. لم تتمكن فرق الإسعاف من الوصول إلى آلاف الضحايا الذين لا يزالون تحت الأنقاض بسبب شدة القصف وتدمير الطرق الرئيسية، ما يعمق الأزمة الإنسانية في القطاع.

القصف الإسرائيلي شمل مناطق مختلفة من القطاع، حيث تم استهداف موقع غرب مدينة رفح وطائرة مسيرة قصفت مواقع أخرى في شمال مخيم النصيرات. كما استشهدت سيدة وابنتها في حي تل الهوا، واستمرت قوات الاحتلال في نسف مربعات سكنية شمال غرب رفح. هذا الدمار الشامل أثار غضب المجتمع الدولي، لكن الجهود الدبلوماسية لوقف التصعيد لم تنجح حتى الآن في تحقيق تهدئة فورية.

 الأوضاع في الضفة الغربية: اليوم العاشر اجتياحات واشتباكات

في شمال الضفة الغربية، شهدت مدينتي جنين وطولكرم اجتياحات إسرائيلية متواصلة استمرت عشرة أيام، مخلفة شهداء ودمارًا واسعًا. انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح الجمعة من جنين وطولكرم بعد مواجهات عنيفة مع المقاومة الفلسطينية، أسفرت عن مقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخرين. في المقابل، قُتل 39 فلسطينياً خلال الاجتياح، وجرح 145 آخرون، في حين تم اعتقال العشرات.

هذا الاجتياح هو الأوسع منذ عام 2002، حيث استُخدمت فيه المدرعات والطائرات لقصف المنازل وتدمير البنية التحتية. الهجوم على الضفة لم يقتصر فقط على الجنود الإسرائيليين، بل امتد إلى اعتداءات المستوطنين، الذين أحرقوا مركبة فلسطينية وخطوا شعارات عنصرية في قرية أبو فلاح، شمال شرقي رام الله، ما أثار مخاوف من تصاعد العنف العنصري.

حتى يوم الخميس، ارتفع إجمالي عدد الشهداء في الضفة الغربية إلى 691 شهيداً، وأكثر من 5700 جريح، إضافة إلى اعتقال أكثر من 10,400 فلسطيني منذ بداية التصعيد الإسرائيلي في أكتوبر 2023. التوترات في الضفة الغربية تصاعدت بشكل خطير مع استمرار قوات الاحتلال في تنفيذ عمليات عسكرية مكثفة، معززة بالدعم الجوي والمدفعي.

 مستقبل الصراع: استمرار المعاناة وتفاقم الأزمة

تدل المعطيات الحالية على أن الحرب على غزة والاجتياحات المستمرة في الضفة الغربية قد تستمر لفترة طويلة. رغم الضغوط الدولية والمبادرات الدبلوماسية لوقف التصعيد، لا يبدو أن هناك حلًا قريبًا للأزمة، خاصة مع رفض إسرائيل القاطع للتفاوض أو وقف العمليات العسكرية.

الأوضاع الإنسانية في غزة تتدهور بسرعة مع نقص حاد في الإمدادات الطبية والغذائية نتيجة الحصار الإسرائيلي المستمر. في الضفة الغربية، يتزايد الاستياء الشعبي مع استمرار الاجتياحات المتكررة، والاعتداءات اليومية للمستوطنين، مما يفاقم من مشاعر الغضب والاحتقان بين الفلسطينيين.

ختاماً، تظل الأراضي الفلسطينية ساحة حرب مستمرة بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، حيث يبدو أن تصعيد العنف سيتواصل مع استمرار الاحتلال في تنفيذ عملياته العسكرية وفرض حصار خانق على غزة، وسط صمت دولي يعجز عن وضع حد لهذه الكارثة الإنسانية.