Menu

المقاومة العربية: فلسطين ليست وحيدة

بوابة الهدف الإخبارية

خاص_بوابة الهدف

ذلك الحماس العظيم الذي استقبلت به الجماهير الفلسطينية والعربية عملية الجندي المصري الشهيد البطل محمد صلاح، تقول الكثير عن مفهوم هذه الأمة للصراع مع العدو الصهيوني، ومركزية مصر ومكانتها بالنسبة لكل عربي، تلك المكانة التي اكتسبتها تاريخيًا من ريادتها لحركة الاستقلال العربي وللمواجهة العربية مع قوى الاستعمار ورأس حربته العدو الصهيوني.

تراهن الجماهير العربية على مصر، وتبحث عن كل مؤشر يقول ما تؤمن به هذه الجماهير، بأن لا شيء يغير حقيقة أساسية وهي أن مصر ما زالت في موقع الاشتباك مع العدو الصهيوني، ولم يكن لشيء أن يغير هذا الإيمان العميق والمتجذر، إيمان يتجاوز النظر ل قطر عربي، ويتصل بالنظرة للعروبة بما تمثله من وحدة للمصير المشترك بين أبناء الشعب العربي، وإدراك ووعي بما يمثله العدو الصهيوني من خطر حقيقي وداهم على مصير كل إنسان عربي، وأيضًا بمكانة ودور النضال العربي الفلسطيني الطويل في مواجهة الكيان الصهيوني كدرع للأمة العربية.

لم يكن الشهيد محمد صلاح أول أبطال مصر وجيشها الذي يقاتل العدو الصهيوني، ولم تكن عمليته البطولية أول فعل عسكري بطولي يدشنه جنود هذه الأمة في مواجهة أعدائها، ولكن فعله بما حمله من معاني البطولة، وما جسده من قدرة حتى بالمعنى العسكري التنفيذي المباشر، يعيد التذكير بالقدرة العربية على تحطيم أكاذيب وأوهام العدو حول أمنه وجيشه "الذي اعتاد أبطال أمتنا قهره".

ليس الفعل العسكري وحده هو ميدان الفعل العربي في مواجهة العدو الصهيوني، رغم تقدم مكانة هذا الفعل، ومحوريته في الصراع، فميدان الفعل ممتد لكافة قطاعات المواجهة، وذلك ليس بمعناه التاريخي فحسب، ولكن أيضًا في هذه المرحلة، فما زال أبناء الأمة العربية هم من يقف في مواجهة التطبيع ويغلقوا الأبواب أمام كل خرق يحققه هذا العدو في جدران المقاطعة والعزل لهذا الكيان.

المقاومة العربية للعدو الصهيوني وروافد فعلها، لم تقتصر يومًا على ساحة فلسطين، أو على الفلسطينيين، وكان دور الفلسطيني كخندق أول، وعنوان، وبوصلة، وبؤرة تصويب للموقف العربي من هذا العدو الذي يستهدف أمن كل إنسان عربي، دوما عنوان لإدامة الاشتباك وقطع الطريق أمام تعميم خيارات الاستسلام لهذا العدو.