Menu

بالفيديوندوة غسّان كنفاني تُناقش "هزيمة حزيران وتأثيراتها على المشروع القومي العربي"

غزة _ خاص بوابة الهدف

عقدت بوّابةُ الهدف الإخباريّة ندوةَ الشّهيد غسّان كنفاني التي تُنظّمها دوريًّا؛ وتأتي هذه الحلقة بمناسبة ذكرى حرب حزيران عامَ 1967 تحت عنوان: "هزيمة حزيران وتأثيراتها على المشروع القومي العربي"، حيث استضافت الندوةُ عبر تقنيّة "الزوم"، الدكتور حاتم الجوهري، أستاذ الدراسات الثقافيّة والمنتدب في عددٍ من الجامعات المصرية، والأكاديمي الفلسطيني البريطاني الدكتور مَكْرَم خوري، والكاتب والمحلّل السياسي جبريل محمد من رام الله، فيما أدار الندوة الصحفي أيّوب الشنباري من بوّابة الهدف الإخباريّة.

ورحّب الشنباري بضيوف الندوة، حيث بدأ اللقاءُ بالحديث عن عنوان الندوة ومحاورها، لتبدأ أولى المداخلات للدكتور حاتم الجوهري، الذي قال إنّ "هزيمة حزيران ما تزالُ قائمةً حتّى هذه اللحظة؛ بسبب صعوبة تجاوز هزيمة مشروع النهضة العربيّة في القرن العشرين في تمثيلاته المصريّة والبعثيّة والقوميّة، وبشكلٍ أوضح أزمة ما بعد دولة الاستقلال، الهزيمة التي جعلت دولة ما بعد الاستقلال بالوطن العربي في أزمة، والمشروع القومي كان آنذاك حاضرًا بقوّة، واصطحب معه آمال الشعوب لترتفع عنان السماء، لكنّ هزيمة حزيران أصابت المواطن العربي بالصدمة".

وأضاف الجوهري: "نتيجة الهزيمة قائمة حتى هذه اللحظة؛ بسببٍ حضاري أكثر منه سياسي؛ لأنّ المشروع العربي في القرن العشرين انشغل في أشياء عدّة منها، التحرّر من الاستعمار، والحكم الوطني بعد تعاقب عصورٍ كثيرةٍ من الحاكم الأجنبي للعديد من البلدان العربيّة، حينها شعر المواطن والمثقّف العربي بتلك الهزيمة، والصدمة الحضاريّة لم نفق منها بعد".

وتابع: "حتى محاولات القرن الواحد والعشرين حينما خرجت الشعوب العربيّة تبحث عن شكلٍ جديدٍ لاستعادة الذات فيما عرف بثورات العقد الثاني من القرن الـ21 لم نخرج بعد، ولم نستطيع إيجاد أرضيّةٍ مشتركةٍ بين المواطن العربي في القرن الـ21 وطموح التحرّر في القرن الـ20، وهناك ضعفٌ وفجوة في الأفكار الفلسفية عند النخب العربيّة، والبعض ما زال يرتبط بهزيمة حزيران، والبعض ارتحل تجاه الآخر الغربي عندما فشل المشروع العربي في التحقّق، والبعض ما زال يرتبط بالثورات الجديدة دون إيجاد مساحةٍ نظريّةٍ للوجود على الأرض"، مشيرًا إلى أنّنا "بحاجة لخطابات وروئ جديدة لصعود الذات العربيّة واستعادتها، والحديث حول العلاقة مع الآخر وكيفية إدارتها؛ هذه العلاقة بما يخدم الذات ويتجاوز أفكار الهيمنة والصدام، وحضور الكيان الصهيوني باعتباره وكيلَ الهيمنة الغربيّة والتعالي العنصري والعرقي واعتبار الذات العربي قاصرةً وغير قادرةٍ على التحضّر الذاتي".

من جهته، أكّد الأكاديمي الفلسطيني البريطاني الدكتور مكرم خوري، أنّ "الذي حصل عام 67 جزءٌ من مسيرةٍ تاريخيّةٍ بدأت على الأقلّ بعنوان عام 1897، مع عقد المؤتمر الصهيوني الأوّل في بازل بسويسرا، وذلك بعد عامٍ واحدٍ من إصدار "ثيودر هرتسل" لكتابه "الدولة اليهودية" عام 1896م، والمشروع الصهيوني بدأ في منتصف القرن التاسع العشر نظريًّا، أما تنفيذه فبدأ مع المؤتمر الأول، وهذا المشروع مستمرٌّ بمراحله المتعدّدة ويتم تطبيقه كلّ بضعة أعوام بحدثٍ كبيرٍ معيّن، وهذا السياق التاريخي هو عمليّةٌ تنفيذيّةٌ في هذه المسيرة التاريخيّة".

وأشار خوري، إلى أنّه "بعد المؤتمر الصهيوني كان هناك عقدان من الزمن من الضغط الصهيوني على المحافل الدوليّة؛ ما أسفر عن إصدار وزير الخارجيّة البريطاني من رسالة "بافلوف الثاني" عام 1917، وبعدها عام 1937، نرى كيف تم تدفق المستعرين الصهاينة من أوروبا وإدخالهم إلى فلسطين، ولكن بعد عشر سنواتٍ قاموا بالضغط باتّخاذ قرارٍ لتقسيم فلسطين عام 1947، وبعدها بعام وصلنا إلى ذروة النكبة بطرد نصف الشعب الفلسطيني وتدميره على جميع المستويات، وهذا الاحتلال الأول من النكبة، وهو السيطرة على الأرض وطرد الشعب".

ونبّه إلى أنّه "بعد عقدين من الزمن كان هناك تحرّكات متعدّدة ومشاريع منها فلسفيّة وسياسيّة وتطبيقيّة من حيث القوميّة العربيّة حيث البعثيّة أو الناصريّة أو المشروع العربي الفلسطيني من تأسيس الرفيق جورج حبش ورفاقه القوميين العرب، استمرّ اللوبي الصهيوني من 1897، ووصل إلى ذلك 1967، عندما استطاع السيطرة على الجزء الثاني من فلسطين؛ وهو إنجازٌ صهيونيّ لمشروعه".

من جانبه، بيّن الكاتب والمحلّل السياسي جبريل محمد، أنّ "هزيمة حزيران لم تكن بمعنى هزيمة النظام العربي الرسمي، أي أنّه لم يكن هناك نظامٌ رسميّ عربيّ موحّد، بل كان هناك نظمٌ رجعيّةٌ عربيّةٌ مرتبطةٌ بالإمبرياليّة بشكلٍ واضح، وما زالت حتى هذه اللحظة، وكان هناك نظمٌ تحاول محاربة الإمبريالية بمشروعها القومي، والمشروع العربي القومي لم يكن موحّدًا، فالانتصار الذي حصل عام 1961 بين سوريا و مصر عبّر أنّ المشروع القومي العربي، وإن كان يحمل الوحدة العربيّة، لكنّه على المستوى الأدائي؛ لم يكن موحّدًا، كنّا في ذلك الوقت أمام حالةٍ من التفكير القومي الشامل، لكنّه لا يمثّل وحدة جبهةٍ عربيّةٍ واضحةٍ في تلك الفترة".

وقال جبريل محمد، إنّ "حركة التحرّر الوطني الفلسطيني التي ظهرت قبيل هزيمة حزيران أو التي نهضت بعدها إنّما هي محاولةٌ فلسطينيّةٌ لسد ثغرةٍ نشأت عن هزيمة أنظمةٍ قوميّةٍ كانت نواياها مخلصةً لمواجهة الإمبرياليّة، لكنّ الميزان القومي لم يكن معها، والاحتلال الصهيوني والإمبريالية معنيان بضرب هذه الحركة القوميّة في تلك الفترة".

وأضاف: "وجدنا بعد هزيمة حزيران الانكفاءات القُطريّة بشكلٍ متواتر، وبعد حركة 15/5/1971م استطاع التخلّص من أي عناصر جذريّة داخل النظام والتحوّل لنقل البندقيّة من كتفٍ إلى كتف، حيث سوريا ضعفت في تلك الفترة، واستطاعت الدخول في بعض المهادنات ووافقت على قرار (242)، أمّا الحركة الوطنيّة الفلسطينيّة بشكلٍ عام في تلك المركزيّة رفعت شعار "يا وحدنا" ولم تكن قادرةً على فرض نفسها طليعةً لحركة التحرّر على المستوى العربي الرسمي".

وناقشت الندوة بمُشاركة ضيوفها العديد من المحاور المهمّة تحت العنوان الذي حمله اللقاء، تتابعونها في الفيديو المُرفق للندوة.