Menu

أوهام القوة وحقائق الميدان

بوابة الهدف الإخبارية

خاص_بوابة الهدف

قرر العدو منذ وقت بعيد ضم معظم أراضي الضفة المحتلة، وحشر من يتبقى من أهلها في معازل يخضعهم فيها لرقابة أمنية ويحيطهم ببحر من المستوطنات والمواقع العسكرية المعادية، ورغم الأنين الخافت الذي تصدره بعض جهات المجتمع الدولي، لا يبدو أن هناك معارضة جدية لهذا الاتجاه، ولكن العائق الحقيقي يأتي من مكان آخر، من الفلسطينيين الموجودين على الأرض والذين في نهاية المطاف هم الذين على العدو مواجهتهم واخضاعهم لتحقيق أهدافه.

الحقيقة أن العدو قد نجح لعدة سنوات في تعميم سيطرة أمنية عميقة على معظم الضفة المحتلة، وتوهم مع درجة هيمنته وقدرته على قمع واعتقال الفلسطينيين وتدمير بناهم التنظيمية، أن هذا الوضع باق للأبد، بل وانخرط العدو في توسيع خططه باتجاه إدماج هؤلاء الفلسطينيين في مزيد من مشاريع التطويع والتطبيع الاقتصادي، والمهام الأمنية والإدارية في خدمة الاحتلال، لكن كان للفلسطينيين رأي آخر، ولبضعة من مناضلي فلسطين في الضفة المحتلة فعل آخر غير وجه المعادلة.

لقد اجتمع رهان أبطال العمليات الفدائية المنفردين، مع كل أولئك الذين واصلوا النضال في شوارع الضفة ضد القمع والترهيب ومنطق الهزيمة، ليصنع لشعبنا أفقًا من بنادق تشمخ اليوم في أرض الضفة المحتلة، وراكم هؤلاء المنطلقون من بؤر ومساحات فعل مختلفة ومتعددة على ذات الرهان؛ امكانية استعادة الفعل الفلسطيني بوجه العدو، رغم ضراوة القمع وانهيار الموقف الرسمي الفلسطيني، بل وتورطه في سياسات تقويض المقاومة وبناها، والنتيجة هي ما ترون.

ربما لم تجتمع لجنة وطنية موحدة لتقرر حدوث هذا المشهد في الضفة اليوم، ولكن عشرات من بؤر ولجان العمل وآلاف من المناضلين قد عملوا لتحدي قيود العدو وإعادة انتزاع مساحة للعمل الفدائي، واشتقوا طريقًا عمدوه بالدم والتضحيات، هذا الطريق لم يكتمل ولكن معركة جنين جاءت لتقول أن عقارب الساعة لن ترجع إلى الوراء، وأن على الفلسطينيين مقاربة فجر الضفة وشمس أبطالها بمنطق جديد.

طاولة العمل الوطني الفلسطيني، بشقيها الرسمي والفصائلي، لا تمتلك أو ترف التأجيل في مقاربات استعادة العمل الموحد والموسع في ساحات الوطن كافة وفي مقدمتها ساحة الضفة، وما تحققه مجموعات العمل الفدائي من نجاعة ميدانية والتفاف جماهيري هو عنوان لفعل وطني جامع، وطريق أثبت جديته ونجاحه في مواجهة مشروع العدو بشأن الضفة، فلسنا بحاجة لإعادة اختراع العجلة، ولكن مواكبة من شقوا الدرب، والاصطفاف لجانب من هم في هذا الخندق المتقدم الذي يدافع عن فلسطين بأكملها.