Menu

في ذكرى استشهاد كنفاني..

الاتحاد العام للكتّاب والأدباء: سنبقى ندقُّ خزّان الوعي حتى انتصار الشهيد

غزة _ بوابة الهدف

أصدر الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين، اليوم السبت بيانًا في الذكرى 51 على استشهاد الأديب والإعلامي غسان كنفاني .

وقال الاتحاد في بيانه: "محت الريح عن الصحراء خطوات الغيمات العاليات، ولكن الزمن فشل أن يردك عن حدائقنا يا غسان، ثابتٌ زمن الساعة التي تدق بعد صعود روحك لسمائها، لتدلنا من عقربين لا ينكسران عليك، وأنت ترفع يدًا للهواء، وترخي الثانية للتحدي، وتوصي لنا بالمواصلة، حتى بيان النصر الأخير، واكتمال إكليل ياسمين الفجر، قبل مغادرة باب التبانة أغنيتك الأجمل".

وتابع الاتحاد: "نمر بذكراك بعد واحد وخمسين وجعًا ونحن نغتسل ب قطر ات ناي جنين الباسلة، وأبطالها يسطرون مقولتك الأعلى "لا تمت قبل أن تكون ندًا" يفتحون وصاياك المدججة بالتحدي، ويزحفون مع الهجير الأسمر نحو حلمك، شباب لهم أجنحة بيضاء، يحملون نعشك من جديد لغير وداعٍ ولغير نسيان، بل لأكثر من ما توقّع الأعداء، فكيف تأتيهم من زمنك البعيد لتدلهم إلى الطريق/ طريقك؟ كيف تحمل الماء لهم ليلاً من عكا، وتمنحهم قنديلاً يضيء عليهم سفر المحبين في الفداء".

وأضاف الاتحاد: "واحد وخمسون عامًا وأنت النجم البار بفقراء الأرض، وأنت خبز الفقراء فوق التلال، وأنت الشمس لدالية الدار المهجرة، وأنت الأغنية الصافية قرب المئذنة، وأنت الدليل لكل فلسطين الموعودة. قتلوك ولم تمت، ولن.. ونحن نجمع عليك اللغة، والحنجرة، والضوء الرشيد، نأخذ منك أوصاف الوجع، واحتمالات النهايات معه، ونرسم على زناد الدهر أمنيتك اليتيمة، ونمضي إلى أعراس الشهداء، رافضين المذلة، رغم أنه تحت كل خطوة قنبلة، وخلف ظهرنا طعنة، تصل من القريب قبل البعيد، ولكننا يا غسان باقون على عهدك بالوفاء، نصون إرثك، وندلل موروثك بالتبني المقدس، ولا نطوف حول التجاهل عنك سبع خبيثات، بل نواصل سعيك نحو الحرية والخلاص".

اقرأ ايضا: ذكرى اغتيال غسان كنفاني.. صاحب الفكرة النبيلة

كما جاء في بيان الاتحاد: "في الواحد والخمسين سنة على غيابك الفيزيائي، صرت أكثر فتوة في عمرك النضالي، والإبداعي، والأجيال تقص أثرك رغم الرمل المتحرك والكثيف، وتأخذ منك خرائط العشق لخوض ملحمة الوجود، والانتصار على التحجر الضاغط من سبات ولو مؤقت يريح العدو من محاصريه. عشت فذًا بأسطورة المنتمي لشعبه حتى الموت، وخاب الموت أن يفنيك، بل جاء بك بعثًا سرمديًا لتصبح نجم فلسطين الأجمل لأجيال عرفتك من أم سعد، والبرتقال الحزين، ورجال في الشمس، وما تبقى لكم، وعائد إلى حيفا، وما ترك قلبك لنا على طاولة العمر الشاهد المجيد".

وأردف الاتحاد: "تعطي درب التضحية معنى آخر وابنة أختك لميس تلمع بدمائها المعطرة تحت أشجار زيتون فلسطين، وفستانها الشريف يطعم دوري البلاد ألحان العودة مع كل صباح يشبه صباح الساعة العاشرة في اليوم الثامن من الشهر السابع في سنة نطويها لنقترب أكثر من نهرك المعطاء فنغسل وجوهنا ليسقط غبار قلة الحيلة، ونكمل من بعدك المسيرة ونحن نسمع دقات ساعتك التي لن تتوقف إلّا بفلسطين حرة على تمامها وعودة أبنائها. إنه الزمن الفلسطيني، زمن الفدائيين حتى العودة الكاملة على كامل التراب والتحرير وحبة البلاد، ومن سار على دربك لن يكسر القلم، بل سيبقى يكتب بالدم لفلسطين. وسنبقى نرجُّ وندقّ جران الخزان حتى انتصار الشهيد".