تدرك بلدية غزة أهمية البحر بالنسبة للمواطنين الذي يعتبرونه أفضل مكان بالنسبة إليهم، فيقضون به أجمل الأوقات به للترفيه عن أنفسهم والاستجمام والهروب من ضغط الحياة اليومية، إذ هو المتنفس الوحيد في ظل ارتفاع درجات الحرارة خلال الصيف، وانقطاع التيار الكهربائي المستمر لفترة طويلة.
ونجحت البلدية في وقف تسرب مياه الصرف الصحي "العادمة " إلى البحر الأمر الذي أرق المواطنين سابقًا، حيث عمل المجلس البلدي الحالي على توصيل التيار الكهربائي على مدار الساعة لمحطات الصرف الصحي المحاذية للبحر لاستمرار تشغيلها وضمان عدم تسرب المياه العادمة للبحر.
متنفس المواطنين الوحيد
يجلس المواطن محمود حمد من سكان مدينة غزة، وعائلته المكونة من 4 أفراد، على شاطئ بحر المدينة، يقول: "منذ سنوات أصطحب عائلتي إلى البحر، خصوصًا في أوقات ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع التيار الكهربائي"، مضيفًا "سابقًا حرصت على عدم السباحة لتفادي خطورة الإصابة بالأمراض بسبب تسرب مياه الصرف الصحي إلى البحر دون معالجة ما يسبب تلوث البحر".
ويوضّح حمد، أنّ "هذا العام مع إعلان بلدية غزة وقف تسرب المياه العادمة للبحر وأنّه نظيف من التلوث، دفعني إلى السباحة"، لافتًا إلى أنّ "الإعلان جعل عدد زوار ورواد البحر أكثر، والمواطنين يعتبرون البحر متنفسهم الوحيد في ظل تردي الظروف الاقتصادية العامة، وغلاء أسعار أماكن التنزه الخاصة".
معالجة المياه العادمة
من جهته، مدير دائرة الصرف الصحي ومياه الأمطار في بلدية غزة، محمد الإمام، يقول، إنّ "البلدية لديها خمسة محطات صرف صحي كانت سابقًا تصب مياهها العادمة غير المعالجة في البحر بسبب انقطاع التيار الكهربائي المستمر ما يؤدي إلى تلوث البحر"، مضيفًا أنّ "نسبة التلوث قبل عام 2019 كانت بنسبة 80_ 100 %، أمّا في الوقت الحالي انعدمت نسبة التلوث والبحر نظيف من المياه العادمة لأنّ مياه الصرف الصحي تضخ في محطة المعالجة المركزية في الشيخ عجلين التي بدورها تعالجها".
مشروع الطاقة الشمسية
وحول التيار الكهربائي لمحطات الصرف، يوضّح الإمام، أنّ "المجلس البلدي الحالي عمل منذ عام 2019 على توفير شبكة كهرباء للمحطات الخمسة على مدار 24 ساعة وتحمّلت فاتورة الكهرباء الزائدة لضمان تشغيلها دون انقطاع لوقف تسرب المياه العادمة إلى البحر"، مشيرًا إلى أنّ "البلدية أنشأت مشروع طاقة شمسية خاصة بحدود 3200 خلية تم تركيبها في محطة المعالة المركزية بمنطقة الشيخ عجلين وتنتج 1.2 ميجا وات يوميًا، وتستهلك المحطة من هذه الكمية بحدود 300_ 400 كيلو، مما أدى لضمان عمل المحطة على مدار 24 ساعة، وفائض الكهرباء التي يتم إنتاجها من الخلايا الشمسية يتم ضخها على شبكة الكهرباء العامة وتوزع على السكان".
زيادة مساحة السباحة
ويشير مدير دائرة الصرف الصحي، إلى أنّ " نجحت البلدية في وقف تسريب المياه العادمة إلى شاطئ وبحر المدينة لأول مرة منذ سنوات، أدى إلى خفض نسبة التلوث، إضافة إلى زيادة مساحة الشواطئ النظيفة والمسموحة للسباحة حيث توسعت من جنوب ميناء غزة إلى منطقة البيدر بزيادة تقدر بـ 4 لـ 5 كم".
محطة معالجة حديثة
وبشأن محطة البريج، يبين الإمام، أنّ "محطة المعالجة المركزية في منطقة الشيخ عجلين هي الأساسية لبلدية غزة التي تستقبل 70 ألف كوباً من مياه الصرف الصحي يوميًا، وهي مؤقتة إلى حين استكمال محطة المعالجة الرئيسة الحديثة شرق مخيم البريج التي تستقبل 15 ألف كوب من مياه الصرف الصحي من إجمالي ما تنتجه محطة الشيخ عجلين".
ويلفت الإمام إلى أنّه " تم إنجاز المرحلة الأولى في محطة البريج منذ تقريبًا عام ونصف، وتخدم مدينة غزة والمحافظة الوسطى بشكل كامل"، موضًحا أنّه "في حال إنجاز المرحلتين الثانية والثالثة المتبقية للمحطة خلال السنوات القادمة، سيتم تصدير كافة المياه العادمة لمدينة غزة إلى هذه المحطة، مما يوقف العمل في محطة الشيخ عجلين بشكل كامل"، ومشيرًا إلى أنّ "ذلك سيؤدي إلى تحويل ضخ المياه المعالجة من البحر إلى وادي غزة، فيما سيتوقف مصب المياه العادمة الواقع بين مدينتي غزة والزهراء عن العمل، وستختفي كافة مظاهر التلوث من شاطئ مدينة غزة وسيصبح نظيفاً تمامًا".
ويذكر أنّ بلدية غزة أعلنت مؤخرًا عن وقف تسريب المياه العادمة غير المعالجة إلى الشاطئ في المدينة بشكل كامل، وهي المشكلة التي ظهرت لأول مرة في صيف عام 2006م نتيجة قصف طائرات الاحتلال لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة.
وأقدمت البلدية على هذه الخطوة رغم تكلفتها العالية على ميزانية البلدية، وخصصت البلدية العمل في محطة المعالجة المركزية بمنطقة الشيخ عجلين، حيث تم التعاقد مع شركة خاصة لإدارة المحطة مما زاد من كفاءة العمل في المحطة.