Menu

في اليوم 337 للحرب

غزة تحت النار: حرب الإبادة تقتل التعليم وتستهدف الطفولة

حرب غزة.png

خاص: الهدف الإخبارية - فلسطين المحتلة

دخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الـ337، متواصلاً بقصف جوي مكثف أدى إلى استشهاد عشرات المواطنين في اليوم الأخير. هذه الهجمات تأتي في ظل معاناة القطاع من آثار الدمار الشامل والحصار المستمر، بينما تحاول الجهات المحلية والدولية إنقاذ ما يمكن إنقاذه من حياة المدنيين، خصوصًا في مجالات الصحة والتعليم.

في هذا السياق، تعرضت مدرسة حليمة السعدية في جباليا النزلة، التي كانت تؤوي عائلات نازحة، لقصف إسرائيلي وحشي، مما أسفر عن استشهاد ثمانية أشخاص وإصابة 15 آخرين بجروح خطيرة. يُعد استهداف المدارس التي تأوي النازحين جريمة أخرى تضاف إلى السجل الطويل من الانتهاكات الإسرائيلية بحق المدنيين.

لم تتوقف الهجمات عند جباليا؛ فقد نفذ الاحتلال غارات على مناطق عدة في شمال قطاع غزة ووسطه. إحدى هذه الغارات استهدفت شقة سكنية لعائلة عوض الله في عمارة الغرباوي بحي النصر، ما أدى إلى استشهاد طفلة وإصابة آخرين، في جريمة هزت مشاعر أهالي الحي الذين هرعوا لإنقاذ المصابين من تحت الأنقاض. كما شملت الغارات قصف شقة أخرى في مخيم البريج، ما أدى إلى استشهاد أربعة مواطنين وإصابة عشرة آخرين، بينهم أطفال نقلوا إلى مستشفى العودة.

وفي جريمة أخرى، استهدفت غارة إسرائيلية منزلاً لعائلة شحادة غرب مخيم النصيرات، ما أسفر عن استشهاد خمسة مواطنين، تم نقل جثامينهم إلى مستشفى شهداء الأقصى. واستمرت جرائم الاحتلال في استهداف المباني السكنية والمنازل، حيث قصفت غارة أخرى منزلًا في منطقة قاع القرين جنوب خانيونس، مما تسبب في سقوط شهداء وإصابات دون إحصائيات دقيقة حتى الآن.

لم تتوقف غارات الاحتلال عند القتل والتدمير فقط، بل شنت عمليات نسف وتدمير واسع في حي الزيتون ومحيط الكلية الجامعية جنوبي حي الصبرة في مدينة غزة. وقد أفادت مصادر محلية بأن دوي الانفجارات المتتالية كان يُسمع بشكل متواصل، في ظل حالة من الرعب والذعر التي أصابت السكان.

في مواجهة هذا العدوان الوحشي، تحاول المؤسسات المحلية إنقاذ العام الدراسي، الذي توقف بشكل شبه كامل بسبب الحرب. المكتب الإعلامي الحكومي دعا الطلبة المتواجدين في قطاع غزة إلى التسجيل في "رابط خاص" لتفعيل المدارس الافتراضية، في محاولة لإنقاذ ما تبقى من العام الدراسي الماضي والبدء في العام الجديد. وكان العام الدراسي قد انتهى فعليًا منذ شهره الأول، نتيجة للدمار الشامل الذي خلّفته الهجمات الجوية الإسرائيلية التي لم تترك مجالًا لعودة الحياة التعليمية.

في تقريرها الأخير، أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" أن أكثر من 76% من مدارس القطاع بحاجة إلى إعادة بناء أو تأهيل، نتيجة التدمير الذي طال معظمها جراء القصف الإسرائيلي المستمر. ويُعتبر هذا الرقم الصادم دليلًا على حجم الكارثة التي تعصف بالقطاع، ليس فقط على المستوى الإنساني، بل أيضًا على المستوى التعليمي والبنية التحتية.

في موازاة ذلك، تسعى الجهات الصحية المحلية إلى مواصلة جهودها رغم الحصار والقصف، حيث أعلنت وزارة الصحة في غزة انطلاق المرحلة الثانية من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال. وتهدف هذه الحملة إلى حماية الأطفال في محافظات جنوب قطاع غزة من خطر هذا المرض، في ظل ظروف إنسانية صعبة. وقد نجحت الفرق الطبية خلال اليوم الأول من الحملة في تطعيم أكثر من 161 ألف طفل، مع استمرار الحملة خلال الأيام التالية لضمان تطعيم أكبر عدد ممكن من الأطفال.

إن ما يحدث في قطاع غزة يتجاوز حدود الحروب التقليدية ليصل إلى مستوى حرب إبادة جماعية، حيث يُستهدف فيها المدنيون بشكل مباشر، وتُدمر البنية التحتية والمرافق الحيوية، من المدارس إلى المستشفيات، في إطار سياسة ممنهجة تهدف إلى شل الحياة في القطاع بالكامل.