اعتبر نائب الرئيس السابق للجمعية البحرين ية لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني غسّان سرحان، اليوم الاثنين، أنّ زيارة وزير خارجية الاحتلال إيلي كوهين إلى البحرين جزء من الخطوات التي اتخذتها الحكومة البحرينية في التطبيع مع العدو الصهيوني ضمن ما سمي "الاتفاقات الابراهيمية" مؤكدًا أن هذه الزيارة لا قيمة لها، ومرفوضة شعبيًا بشكلٍ كلي.
وأضاف سرحان، في حديث إلى قناة " فلسطين اليوم": من الممكن أن يأتوا بكل الصهاينة في العالم إلى البحرين، ولكن لن يستطيعوا إجبار الشعب البحريني على التطبيع، مؤكدًا أن هذه الزيارة جزء من محاولة خروج حكومة الكيان الصهيوني لمساعدة بعض الحكومات ومنها الحكومة البحرينية، وكأن العلاقات طبيعية ولم تتأثر.
وتابع: العنصر الخارجي بالنسبة للحكومة البحرينية هو أهم من العنصر الداخلي، والحركة الوطنية في البحرين تحاول طوال سنوات أن تجعل هذه الحكومة انعكاسًا للشعب البحريني، مشددًا على أنّ قضية مقاومة ورفض التطبيع هي القضية التي يُجمع عليها الشعب البحريني بكافة مكوناته السياسية والوطنية.
وأكد أنّ الاتفاقات التطبيعية وضعت من أجل تحويل الصراع مع العدو الرئيسي إلى صراعات ثانوية في المنطقة، لافتًا إلى أنّ المسافة واسعة جدًا ما بين المعارضة والحكومة بشأن التطبيع مع العدو الصهيوني.
وفي هذا السياق، قال: ثلاث سنوات مرت على توقيع اتفاقية التطبيع مع العدو، وكل الأرقام التي دخلت من الكيان إلى البحرين هي أرقام "تافهة" وليست ذات قيمة كما يروّجون.
وأردف: على المستوى الاقتصادي هناك 18 شركة حاولت العمل في البحرين، لكن ولا شركة استطاعت فتح أبوابها داخل البلد لأنها شركات صهيونيّة مئة بالمئة.
ورجّح أن تكون زيارة كوهين إلى البحرين لافتتاح سفارة رسمية للكيان جزء من محاولة التغطية على الفضيحة التي حصلت في ليبيا بعد أن جرى افتضاح أمر اللقاء التطبيعي بينه وبين نظيرته الليبية، وإيصال رسالة بأن الاحتلال ما زالت علاقاته مستمرة مع بعض الأنظمة العربية.
وأشار إلى أنّ البحرين كانت حقل تجارب، كبلد صغير من الممكن السيطرة عليه أمنيًا، ومن الممكن أن يكون هناك ربط بين تجربة البحرين وتعامل الحكومة مع رد الفعل حول التطبيع الذي لم يكن كافيًا، وما يتداول أن اتفاقية التطبيع مع السعودية إن حدثت فهي في إطار مشروع إقليمي كامل كما نسمع، ولكن هل يمكن الربط بين ما جرى في البحرين اليوم وما بين ما يمكن أن يحدث في السعودية مستقبلاً لا ندري.
وبين أنّه إذا نجحت النظام في البحرين من نقل التطبيع من المستوى الرسمي إلى المستوى الشعبي سيكون من المشجّع نقل هذه التجربة بالنسبة للاحتلال والأنظمة إلى دول أخرى.
كما أشار إلى أنّ "هناك فرق رئيسي بين الوضع في ليبيا والوضع في البحرين، فما زال هناك في ليبيا إرادة سياسية لجزء كبير من صانعي القرار، ويعلمون أنّها مغامرة كبيرة على الصعيد الشعبي من الممكن أن تؤدي إلى خسارة سياسية، لكن البحرين هناك دولة ريعية ونظام يعتمد على النفط بشكل رئيسي، وسياسيًا واقتصاديًا البحرين غير متضررة، وأمنيًا قادرة على السيطرة على أي مشكلة".
وختم بالقول: الواجب الأساسي ودورنا الرئيسي اليوم هو تحصين الجبهة الشعبيّة البحرينيّة من الاختراقات الصهيونية ومن القبول بالتعامل مع العدو، ومحاربة تحويل التطبيع من تطبيع رسمي إلى تطبيع شعبي.