Menu

الشعب العربي لن يقبل بالتطبيع

الطاهر: المقاومة في الأراضي الفلسطينية والمنطقة أفشلت مشروع "الشرق الأوسط الجديد"

دمشق_بوابة الهدف

قال مسؤول العلاقات الدولية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الدكتور ماهر الطاهر، إن مصطلح "الشرق الأوسط الجديد"، هو رؤية صهيو _ أمريكية، هدفها الأساسي تدمير الهوية العربية في المنطقة، ومحاولة لدمج الكيان الصهيوني في المنطقة.

وفي هذا الشأن، تحدث الطاهر خلال لقاء متلفز مساء اليوم الأربعاء، حيث أشار إلى أنّ "شمعون بيزير" قال في كتابه "الشرق الأوسط الجديد" عن هذا المفهوم، وأكّد على ضرورة الاستفادة والتلاحم بين المال العربي والعقل الصهيوني، وأنه إذا تم تعاون بين الطرفين يمكن أن يتم تطوير المنطقة.

وبيّن الطاهر أنّ الهدف الأساسي من هذا المشروع، هو ضرب الهوية العربية والإسلامية ومحاولة دمج الكيان الصهيوني في المنطقة، ليسيطر عليها اقتصادياً وأمنياً وسياسياً وعسكرياً، وأنّ هذا المخطط بدأ التفكير الجدي به بعد توقيع اتفاق "كامب ديفيد"، وتعمّق هذا المفهوم بعد اتفاقات "أوسلو ووادي عربة".

وفي هذا السياق، أكّد الدكتور ماهر الطاهر على أنّ هذه المحاولات والاتفاقيات التي جرت لم تتمكّن من جعل الشعب العربي يقبل التطبيع مع الكيان، ولا دمجه في المنطقة، مستدركاً: "عندما حصل عدوان عام 2006 على لبنان، والذي استهدف المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله، فإنّ وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندا ليزا رايس، وفي اليوم الذي حصلت فيه مجزرة قانا قالت "إن ما يجري في لبنان، هو ميلاد شرق أوسط جديد"؛ لأنّ تصورها والكيان الصهيوني كان أنّه سيتم القضاء على المقاومة في لبنان، ومن ثم فلسطين، وصولاً للسيطرة على المنطقة".

وتابع الطاهر: "حرب تموز والصمود الذي تمكنت من تحقيقه المقاومة اللبنانية شكل فشلاً ذريعاً لهذا المخطط، بالإضافة إلى أنّ المقاومة الفلسطينية في غزّة والضفّة وعموم أرض فلسطين، وتنامي قوة محور المقاومة في المنطقة، كل هذا خلق عقبات حقيقية أمام ما سُمّي بمشروع الشرق الأوسط الجديد".

ولفت الطاهر إلى أنّ أصحاب المشروع يُريدون إعادة هذه المحاولات من خلال التطبيع الذي نجحوا به مع عددٍ من الدول، والآن يحاولون تجسيده مع السعودية سعياً للسيطرة على المنطقة، مُشدّداً على أنّ الشعب العربي لن يقبل بالكيان الصهيوني، ولا مشروع الشرق الأوسط الجديد.

كما نوّه الطاهر خلال حديثه إلى أنّ استهداف سوريا والمؤامرة الكبيرة التي تعرضت لها خلال السنوات الماضية، كانت تستهدف إزاحة أي عقبات أمام ألمشروع الذي يستهدف تكريس الكيان في المنطقة العربية.

وأردف: "من الواضح تماماً أنّ صراعنا مع المشروع الصهيوني وكيانه صراع وجود، لأنّ التجربة خلال العقود الماضية بيّنت أنّ هذا الكيان يمارس عملية تضليل وخداع من أجل كسب الوقت والاستيطان وتهويد الأرض والسيطرة الكاملة على فلسطين، فالعدو يريد السيطرة على كلّ فلسطين بل أكثر من ذلك، وبعض الصهاينة لديهم تصورات تسعى للسيطرة على أراضي من الأردن مثلاً".

وشدّد الطاهر على أنّ كلّ ما قيل حول ما يُسمّى بـ"حل الدولتين" هو عبارة عن تضليل وتزييف، وهذا موقف أمريكا و"إسرائيل" تماماً، وهما ترفضان إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وأنّ شعبنا الفلسطيني وصل لقناعة أن المقاومة هي الخيار والطريق الأساسي الذي يمكنه إجبار الكيان لإعادة النظر بحساباته.